قال جواد الحمد رئيس مركز الدراسات للشرق الأوسط "عمان" بأن الثلاث السنوات الماضية شهدت تطورات متعددة في اتجاهات التعامل الإسرائيلي مع الفلسطينيين بشكل عام ومع كل تيار منهم بشكل خاص. مضيفاً في محاضرة له نظمت بالمركز اليمني للدراسات التاريخية وإستراتيجيات المستقبل "منارات" تحت عنوان "آفاق التوجهات الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين" بأن الإسرائيليين يصنفون الفلسطينيين سياسياً إلى فريقين الأول مؤمن بالاعتراف بإسرائيل وإمكانية التعايش معها و الثاني فريق يسعى إلى تدمير إسرائيل ومواجهتها عسكرياً بالمقاومة المسلحة. وأشار إلى أن هناك منعطفات جوهرية أثرت وبشكل ملحوظ على طبيعة التوجهات الإسرائيلية في التعامل مع الفلسطينيين وخاصة بعد رحيل الرئيس ياسر عرفات.. نوفمبر 2004م وترأس الرئيس عباس وتسارع بروز حركة حماس. منوهاً إلى أن حركة حماس قوة سياسية واجتماعية عبرت عن نفسها في انتخابات الرئاسة للسلطة الفلسطينية في مطلع 2005م وبنسبة نجاح وصلت إلى 37% وإضافة إلى نجاحها في انتخابات البلديات نهاية 2005م بنسبة أصوات 42% من مجموع أصوات الناخبين الفلسطينيين ومن ثم فوزها في انتخابات المجلس التشريعي الفلسطيني بنسبة أصوات وصلت إلى 69%. ولفت الحمد إلى أن الجانب الفلسطيني استفاد من فشل إسرائيل في جنوب لبنان وانسحابها منه وكذلك انسحابها من قطاع غزة بنفس الطريقة عام 2005م، موضحاً بأن إسرائيل فشلت عسكرياً أمام المقاومة اللبنانية عام 2006م وعجزت عن التصدي لصواريخ القسام، إضافة إلى الفشل الأمني المتزايد والعسكري في المواجهات المسلحة مع وحدات المقاومة المتقدمة في قطاع غزة.. وقال: بأن التعنت الإسرائيلي في تقديم أي تنازلات سياسية مع المفاوضات مع الجانب الفلسطيني ورفض المبادرة العربية لتحقيق السلام الشامل دفع بالشارع الفلسطيني إلى التحول عن خيار التسوية إلى خيار الانتفاضة والمقاومة سابقاً من خلال التحول باختيار قيادة المقاومة "حماس". وأوضح بأن حماس شكلت قوة عظمى من خلال زيارات عدد من وزراء خارجية عدد من الدول مما أعطاها دفعة كبيرة للاستمرار. ودعا جواد الحمد كل الدول العربية والإسلامية باتخاذ موقف تجاه ما يعانيه أبناء غزة من حصار وجوع وقتل، كما انتقد الدول العربية من خلال موقفها المتخاذل مع الحصار الذي يواجهه أبناء غزة.