اعتبر القيادي الاشتراكي/ أنيس حسن يحيى توقيع المشترك لاتفاقيات مع الحزب الحاكم سراباً أوهموا به أنفسهم، مؤكداً أنه رفض الانظمام للمؤتمر الشعبي العام الحاكم عقب عودته من نفي قسري خارج الوطن، كما رفض عرضاً رئاسياً بتشكيل حزب تتكفل السلطة بدعمه. وقال: إننا نوتتهم أنفسنا عندما نوقع اتفاقيات مع المؤتمر ونعتقد أننا سنحقق أهدافنا وننجح في ذلك؛ لأن المؤتمر والسلطة الحاكمة ليست محكومة بمؤسسات وبالتالي لا احترام للاتفاقيات حد قوله وخير مثال على ذلك اتفاقات المشترك والمؤتمر في عام 2006م وغيرها من الاتفاقيات. وأشار أنيس في المحاضرة التي ألقاها الأربعاء الماضي بمقر الحزب الإشتراكي بمحافظة لحج إلى أنه التقى الرئيس/ صالح بعد عودته من نفي قسري ورفض عروضه بالانضمام للمؤتمر أو تأسيس حزب بمبرر مبدئي واعتزازه بحزبه الذي هو فيه وكان قد أسس سابقاً حزب الطليعة الشعبي. وطالب قيادات المشترك أن يكون حوارهم مع المؤتمر بوجود الرئيس لأن المؤتمر حد قوله لا تحكمه مؤسسات وقيادته المفاوضة لا تملك القرار الذي هو أصلاً بيد الرئيس. ونوه أنيس إلى أن القيادات والكوادر الصادقة في المؤتمر مهمته مؤكداً أنه لا يتحامل على المؤتمر بل يرغب أن يكون حزباً حاكماً تحكمه المؤسسات. وتحدث عن الحراك الجنوبي الذي قال إنه برز في ظل غياب الاشتراكي والمشترك كافة عن تبني قضية الجنوب التي كان البعض يعتقد أنه لو تبناها سيتهم بالانفصال. وأضاف: الحرب هي الجريمة وأما الانفصال هو خيار سياسي مشروع لكن ليس له مستقبل في ظل الأوضاع الراهنة. . وأكد أن الحراك أصدق تعبير عن قضية عادلة ولا بد ألا تتردد في نصرة القضية. وأكد بأن القضية الجنوبية لن تنتصر ما لم يكن لها بعداً وطنياً. وقال إنه يشعر بالقلق بسبب الآراء غير الصحيحة التي تضر بالقضية الجنوبية، وانتقد خطاب بعض قيادات الحراك حيث أنه يعرف "حسن باعوم" شجاعاً ومقداماً ولكن لا قيمة للشجاعة دون أفق سياسي، وعاب على باعوم وأنصاره تسمية مناطق "العسكرية وما حولها" في يافع بأنها أراضي ومناطق محررة أي مما يقولون أنه احتلال. قائلاً: هذا كلام خطير وقد قلت لباعوم في حالة الاحتلال ماذا يجب؟ قال الكفاح المسلح. وهنا قلت له إننا سنخسر وسيتشظى الجنوب كله. . كما انتقد ما يتردد من شعارات في إطار فعاليات الحراك من مثل أن السلطة والمعارضة الشمالية وجهان لعملة واحدة، مؤكداً أن هذا كلام خطير وتساءل فأين سيكون مصير المناضلين الشماليين؟ كما انتقد شعار "المعارضة والسلطة ضد الحراك"، مذكراً بأن الحراك معارضة في إطار المعارضة العامة في البلاد، منتقداً من يرفض الانتخابات والتشاور ويدعي أن الجنوبيين لا تعنيهم؟ وقال متهكماً: هل نحن في برلين لا تعنينا الانتخابات؟ نحن في الأخير يمنيون، كما أن من يرفض التشاور والحوار كيف سيعرض مشكلته وكيف سيحلها؟ وانتقد من يقول: "ثورة ثور يا جنوب" قائلاً: إن هذا الشعار يحتاج كفاحاً مسلحاً وميازين القوى اليوم لا تسمح، والحل من وجهة نظر أنيس يحيى "هو إعاد صياغة دولة الوحدة"، متسائلاً: "لماذا نجعل ما حصل في صيف 1994م يجردنا من يمنينا؟ ولماذا قهر السلطة وفسادها نجعله يجردنا من هويتنا اليمنية". ودعا للالتزام بقيمة الحوار لحل المشكلات، حيث ذكر "إننا خسرنا أفضل رفاقنا ومنهم سالمين بسبب غياب الحوار وغياب الحوار أساسه الحس التآمري". ودعا للتوحيد في سبيل حل المشكلات وعاب استمرار الخلاف قائلاً: إذا كان الحراك يضرب من خارجه فلا نرجو أن يضرب من داخله. وأشاد بفكرة التصالح والتسامح، وقال إنني أرجو أن لا تهتم قيادتهم بالقشور وعليهم أن يكونوا صادقين. وفي رده على تساؤلات الحاضرين تناول قضايا عدة، حيث دعا أحزاب اللقاء المشترك للمطالبة بالفيدرالية، واستغرب من عدم مطالبة المشترك لذلك قائلاً: "إن الفيدرالية هي الوحدة فلماذا يتخوف منها؟ مذكراً بأن الدول التي تعتمد الفيدرالية كنظام لها تعد من أنجح الدول وأكثرها استقراراً وأمناً وعدلاً. وقال إن صيغة الفيدرالية هي الصيغة المثلى "وقد طرحتها من قبل" لحل مشاكل اليمن. كما استنكر التهديد ب "العيون الحمراء"، واصفاً ذلك بأنها نزعة طغيانية استبدادية، وتعد مخالفة صريحة للدستور والقانون، مؤكداً أن العمل السياسي ليس نزقاً بل أنه يتطلب حكمة ونضجاً، وقال إذا كان الآخر يريد تدمير الوطن فنحن لا نريد تدمير بلادنا.