سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
فيما «سيش» يحرض الحزب الحاكم على الإنفراد بالانتخابات .. والاتحاد الأوروبي يهدد بعدم المراقبة.. د.الظاهري : ليس من حق السفير الأميركي مصادرة دور الأحزاب وبدون توافق سنجني شوكاً من ربيع الانتخابات
حث السفير الأميركي "ستيفن سيش" باليمن الحزب الحاكم وأحزاب المعارضة على تقديم التنازلات من أجل السماح بأن تمضي العملية الانتخابية قدماً وإفساح المجال لأبناء الشعب اليمني للتعبير عن إرادتهم بحرية ونزاهة، معتبراً الوضع مخيباً للآمال، مؤكداً أن التصويت من حق المواطنين وليس الأحزاب. وأشارت مصادر سياسية يمنية أن بعثة الاتحاد الأوروبي بشأن الانتخابات النيابية المقبلة تدفع باتجاه تأجيل مدروس لمدة لا تزيد عن عام يتم خلالها استيعاب مطالب المعارضة فيما يخص تعديل قانون الانتخابات. كما أبلغت بعثة الاتحاد الأوروبي الحاكم والمعارضة أنها لن تشارك في الرقابة على انتخابات يشارك فيها الحزب الحاكم وحده كما لا تشجع المعارضة على مقاطعة الانتخابات. وتعليقاً حول رؤية الخارج إزاء ما يجري في المشهد السياسي اليمني، اعتبر الدكتور/ محمد الظاهري رئيس قسم العلوم السياسية بجامعة صنعاء أن ذلك ينصب في خوف الخارج المهموم بقضية الإرهاب وخشيته من حدوث انقسام سياسي وعدم استقرار في اليمن. وأشار الظاهري في تصريح ل "أخبار اليوم" أن الخارج لم يعد مهموماً بتصدير النموذج الديمقراطي بقدر اهتمامه بألا يكون اليمن أرضاً خصبة للإرهاب. وأوضح الظاهري تناقضات الرؤى لدى فرقاء العمل السياسي حيث أن الحزب الحاكم لا يعترف بالأزمات ويعتبرها مجرد خلافات، وأيضاً اللقاء المشترك يبالغ في وجود الأزمات، مشيراً إلى أنه رغم ما يسجل للانتخابات اليمنية من تعدد إلا أنها لم تعد آلية لإدارة الصراع السياسي سلمياً حيث أصبحت بمثابة مناسبة كاشفة لأزمات عميقة في المجتمع والدولة ومولدة لحدث لاحق منوهاً إلى أن المشهد السياسي مأزوم فيما الثقة السياسية منعدمة بين الفرقاء. وقال أستاذ العلوم السياسية أن نقاط ضعف الثقافة السياسية باليمن تكمن في انفعالها بالخارج وهي ليست ثقافة سياسية فحسب بل ثقافة مجتمعية مشدداً على إيجاد حلول وسط. وأضاف: إن إصرار الحاكم على المضي قدماً باتجاه الانتخابات وبخطوات منفردة سيؤدي إلى نزول المعارضة للشارع فيما الثقافة ليست واعية حيال المظاهرات السلمية معرباً عن خشيته من عسكرة السياسة أو تسيس العسكرة. ونوه الظاهري إلى أنه إذا قاطع المشترك الانتخابات البرلمانية القادمة في 27 أبريل لن يكون لها مرشحاً في الانتخابات الرئاسية 2013م. مؤكداً أنه لا يجوز أن نفصل الأحزاب عن ممارسة وظائفها في نشر الوعي السياسي بين الناخبين كون الانتخابات ملك اليمنيين أحزاباً ومواطنين. وقال: أن الأحزاب مؤسسات تؤطر الصراع سلمياً وليس من حق السفير الأميركي أن يصادر دور الأحزاب وممارستها التوعوية، مشيراً إلى أن اليمن منكشفة معلوماتياً للخارج وأن لدى الأجانب معلومات عما يدور في المطبخ السياسي اليمني أكثر من اليمنيين أنفسهم. وأضاف أنه في حال عدم حدوث نوع من التقارب في وجهات النظر بين الفرقاء فإن اليمنيين سيجنون شوكاً ولم يقطفوا وروداً من ربيع الانتخابات المقبلة التي ستكون كاشفة لأزماتنا حد قوله. واعتبر الظاهري الضعف في الدولة ليس بالزج بالقوات المسلحة والأمن في الصراع السياسي بل تتمثل في سيادة القانون التي تبدو غير مفعلة حيث أن كثيراً من القضايا تحل بتحكيم قبلي. وفيما أعرب الظاهري عن خشيته من تحول بعض المشكلات إلى أزمات وبالتالي إلى معضلات يصعب معالجتها. . أبدى تخوفه من أن يفقد المواطن غير المتحزب ثقته في الانتخابات. كما ناشد الرئيس صالح بأن يتدخل كمحكم لكل اليمنيين لحل الأزمة حتى تنجو سفينة اليمن من هذه الأزمات بدلاً من سياسة تقوية الضعيف على حساب الآخر القوي الذي حوصر واستهدف بالاستضعاف.