في الوقت الذي ظهر فيه ممثل منظمة "إيفس" في اليمن متناقضاً في آرائه وأطروحاته تجاه الوضع السياسي في اليمن والديمقراطية فيها حيث يشيد بالدور الذي تقوم به اللجنة العليا للانتخابات في موعدها المحدد ويدعو أيضاً إلى تشكيل لجنة انتخابية مستقلة لإدارة الانتخابات وإعادة التصويت على اتفاق الأحزاب في البرلمان. وفي ظل هذا التناقض الواضح أكد د. محمد الظاهري أن المنظمات الغربية وعلى وجه الخصوص الأمريكية ليست مهمومة بالتجربة الديمقراطية في اليمن وإنما هي مهمومة بمصالحها. وقال الظاهري إن منظمة إيفس تريد أن تمسك العصا من الوسط وتريد أن ترضي السلطة وترضي المعارضة في وقت واحد واستغرب رئيس قسم العلوم السياسية بجامعة صنعاء في تصريح خاص ل"أخبار اليوم" لجوء أطراف العملية السياسية إلى تقارير مثل هذه المنظمات رغم أن أغلبيتها تفتقد المصداقية، مرجعاً ذلك إلى ثقافة الشك وعدم الثقة بين الطرفين "المعارضة والسلطة" وأكد الظاهري أن النظام السياسي اليمني يمر بأزمة سياسية مربكة مشيراً إلى أن هناك أزمة على مستوى النظام الحزبي وعلى مستوى النظام السياسي وعلى مستوى ضعف كل من المجتمع والدولة والحاكم السياسي معاً. ودعا أطراف العملية السياسية إلى عدم المبالغة في الاحتفاء بتقارير الأجانب ومنظماتهم منوهاً إلى أن الوطن اليمني مخترق معلوماتياً وكله بسبب هذه المنظمات. وقال إن الأجانب لديهم أجندتهم وليسوا مهمومين بمشاكل اليمن بقدر اهتمامهم بأولوياتهم وخاصة الأمريكيين حيث أصبح من أولوياتهم الأمن القومي الأمريكي وما يسمونه بالإرهاب حتى وصل الأمر إلى وصف اليمن للأسف الشديد بوصف غير دقيق بأنها تربة خصبة للإرهاب. وشدد على المعارضة والسلطة اليمنية بتقويم ذاتهم ونقدها من أجل تبني أزماتنا ومشاكلنا، محذراً من ثلاثية الغرور السياسي والصمم والتبلد السياسي والتي ستنجم عنها ثلاثية تهديد الوحدة الوطنية لليمن الواحد ومعاناة النظام السياسي والمجتمع والدولة من عدم استقرار سياسي ومجتمعي وتهديد للتوجه الديمقراطي الذي يحتفي به الغربيون. وأضاف: آن الأوان لأن نمتلك الجرأة والشجاعة حزباً حاكماً تحديداً ومعارضة للاعتراف بوجود الأزمات وأبدى تخوفه من خطورة اللجوء إلى تحليلات الغرب وغض الطرف عن المحللين المحليين الذين هم أحرص على مصلحة البلد من غيرهم. وفي ذات السياق سجل الظاهري على النظام تحويله الانتخابات إلى هدف دون التنبؤ بالأزمة الاجتماعية المربكة ومراعاة احتمال انزلاق اليمن إلى مخاطر حرب أهلية أو عدم استقرار سياسي واجتماعي. وقال أيضاً: إن اليمن تمر بمرحلة ما يسمى نفاذ مفعول التحايل السياسي والمسكنات والمهدئات السياسية، مدللاً على ذلك بالعمالة للخارج والإمامة والاستعمار والمؤامرة الإسرائيلية والإرهاب، وأبدى خشيته من استمرار الاحتفاء بهذه التصريحات والتقارير الأجنبية دون دراسة علمية للواقع اليمني. ويأتي ظهور منظمة إيفس وتصريحات ممثلها في اليمن في الوقت الذي كان قد سبقه مدير المعهد الأمريكي إلى إثارة مثل هذه الأزمات وقد طرد من أكثر من دولة عربية بسبب تورطه في إشعال فتيل الصراع السياسي وتأليب بعض الجهات ودعمها على الأنظمة والانقلاب عليها وكان بيتر ويليامز ممثل منظمة إيفس في اليمن قد اتهم في ندوة - نهاية الأسبوع الفائت - اللجنة العليا للانتخابات بأنها ليست خالية من الفساد وبالذات الأشخاص المعينين سياسياً.