في أجواء ديمقراطية ينعقد المؤتمر الرابع في دورته الثانية للتجمع اليمني للإصلاح وهي بلا شك تظاهرة ديمقراطية تكسب التجربة اليمنية في هذا المضمار بعداً سياسياً متميزاً، يمكن القول إنه إجراءحقيقي للسلم الاجتماعي والمحور الأساسي والمنطلق في البعد المستقبلي وعملية البناء والتقدم التي يلعب فيها الإصلاح كتنظيم يحتكم في تجربته واتجاهاته ورؤاه إلى الممارسة الواعية والديمقراطية وهي الثوابت الوطنية التي جذرها في سلوكياته وعمقها في صفوفه كما يعني أننا أمام حزب له تجربته الفذة في التاريخ اليمني الحديث وهي تجربة أنبنت على المسؤولية والشراكة الوطنية وروح الانتماء إلى الهوية الحضارية العربية والإسلامية. في هذا المعنى ندرك البعد العميق لمعطى هذا المؤتمر وللنتائج التي سيخلص إليها، وإذا كان المؤتمر الرابع في دورته الثانية ينعقد اليوم تحت شعار "النضال السلمي طريقنا للإصلاح الشامل" فإن هذا العنوان الكبير بمعانيه الرائعة هو المشهد الحقيقي للحراك الديمقراطي على الساحة اليمنية وهو التعاطي الأمين والمسؤول في عملية البناء والتحديث التي تحتاج اليوم إلى العمل النضالي الخالي من أي نزوع يلحق الضرر بمكتسبات الوطن ووحدته وهو أمر طالما حرص عليه التجمع اليمني للإصلاح ويحسب له في هذا المضار ..إنه صانع انتصارات لا يستهان بها هكذا نفهم تمسكه المبدئي في العملية الإصلاحية في شتى الميادين وبالطرق الديمقراطية الصحيحة والوعي السليم ونفهم جيداً المقصد النبيل للعمليات الإصلاحية التي هي أيضاً في ذات البناء التنظيمي يجتذر عليها التجمع اليمني للإصلاح من خلال المزيد من التفتح على الآخر أولاً والمراجعة الدقيقة والمتأنية لطبيعة النظام الداخلي وما تفرضه من متغيرات على الساحة الوطنية للإصلاحات على الصعيد التنظيمي ترسخ الجانب الديمقراطي وتمنحه حضوراً يليق بنضالات التجمع اليمني للإصلاح وما حققه من انجازات في هذا الجانب زادت من حضوره السياسي وفتحت آفاقاً مستقبلية يقدر بلا شك من خلال مؤتمره الرابع على استحضارها كمهام لا بد منها تدعو كل منتسبيه إلى التفاعل معها والعمل في إطارها لما في ذلك من تأثير قوي على الوطن بأسره ونحن كمراقبين لهذه الفعالية الرائعة المزدانة بكل ما هو مشرف ويبعث على الأمل ويخصب الحراك الوطني بمعاني السلم والاستقرار والتنمية ندرك جيداً أننا إزاء تجربة فريدة ومتميزة قدم التجمع اليمني للإصلاح من خلالها أروع التظاهرات الديمقراطية وجسد أنبل معاني الوفاء لأهداف الثورة اليمنية والقيم الوحدوية العليا. وهو بهذه الحيوية والاقتدار على شق زمام التحدي لإنجاز أفضل إنما يعبر عن تطلعات كل أبناء اليمن في مستقبل مفعم بالخير والحب والوئام والسلام، فللتجمع اليمني للإصلاح في مؤتمره هذا التحية والإجلال عرفاناً بدوره الوطني ورصيده النضالي وتاريخه الزاهي بكل معاني الأصالة والانتماء إلى قيم الحق والخير والجمال بنبل المقصد وشرف المسعى الإصلاحي وهو يستقي من ينابيع العطاء الإسلامي المضيء ما يحقق آيات الروعة التي تمد الوطن بالعافية والخير والعطاء الشريف.