قال مسؤولون أميركيون إن عدداً من المعتقلين اليمنيين في سجن غوانتانامو سيتم إرسالهم إلى السعودية في إطار خطة نوقشت من قبل مسؤولين أميركيين وسعوديين. ويشكل قرابة 100 معتقل يمني في غوانتانامو المجموعة الأكبر من بين 250 معتقلا لا يزالون في السجن الأمريكي بغوانتنامو. ويعتقد المسئولون الأمريكيون إن تسوية وضعهم أصبح أمرا ملحا فيما إذا أراد الرئيس باراك اوباما الوفاء بتعهده بإغلاق المعتقل بحلول يناير 2010. ويقول مسئولون أمريكيون إن حوالي 15 معتقلا يمنيا قد تم إعدادهم لنقلهم إلى اليمن، وإن 15 آخرين من المرجح أن يواجهوا نوعا من المحاكمة الأمريكية. ويشكل المعتقلون الآخرون معضلة للولايات المتحدة، فلم تعد تريد احتجازهم، لكنها تخشى من افتقار الحكومة اليمنية للوسائل اللازمة لإعادة تأهيلهم. وكما يقول المسئولون الأمريكيون فإن الكثير منهم يشكلون خطرا على الولاياتالمتحدة. ويشك المسئولون الأمريكيون فيما إذا كان لدى اليمن ما يكفي من السلطة القانونية لملازمة مراقبة العائدين. يقول مسئولون أمريكيون وعرب إن السلطات السعودية قد وضعت برنامجا للإسلاميين المتطرفين الذي يعتبره مسئولو مكافحة الإرهاب في أمريكا وأوروبا برنامجا ناجحا إلى حد كبير. ويتضمن البرنامج تدريب مهني وجمع شمل الأسرة وإرشاد ديني. وقد أشارت الحكومة اليمنية إلى أنها ستعارض أي مساع أمريكية لنقل مواطنيها إلى السعودية. بالنسبة للرئيس اليمني علي عبدالله صالح فإن موضوع المعتقلين يعتبر قضية سياسية. ويقول مسئولون يمنيون إنهم قد وضعوا برنامجا خاص بهم لإعادة تأهيل العائدين، متضمنا تدريب ديني ومهني، مشيرون إلى أن برنامجهم يتطلب مساعدة مالية أمريكية. في حديثه أمام مؤتمر للقيادات الأمنية اليمنية، قال صالح: "لقد رفضنا عرضا بإطلاق سراح اليمنيين إلى السعودية لإعادة تأهيلهم، وقلنا للأمريكيين إننا سننشئ مركزا خاصا بنا لإعادة تأهيل المعتقلين اليمنيين العائدين من غوانتنامو ومساعدتهم على تخليص البلاد من التطرف والعنف". من جانبه رفض أحد المتحدثين باسم وزارة الخارجية تحديد حديثه حول القضية اليمنية لكنه قال: "الولاياتالمتحدة على اتصال مع عشرات من الدول حول حسم مصير هؤلاء المحتجزين في خليج غوانتنامو المؤهلين لنقلهم أو إطلاق سراحهم". المسئولون السعوديون لم يردوا على طلبات للتعقيب على هذا الأمر. مسؤول عربي كان مطلع على المحادثات قال إن الولاياتالمتحدة تدرس ما إذا كان بإمكانها في المدى القريب نقل نحو 20 يمنيا إلى سجن سعودي حيث لدى هؤلاء المعتقلين صلات عائلية مباشرة في السعودية. إلى ذلك اعتبر مراقبون سياسيون هذه الأنباء ردة فعل أميركي سريع على تخفيف القضاء اليمني الحكم الصادر بحق جبر البناء من السجن عشر سنوات إلى خمس سنوات ورفض اليمن طلب الحكومة الأميركية مجدداً بتسليم جبر البناء أواخر الأسبوع المنصرم والذي تتهمه بالانتماء إلى القاعدة ضمن ما يسمى بخلية "لاكوانا 6".