لقي نجلا عبدالسلام الحيلة المعتقل في سجن غوانتانامو مصرعهما عصر أمس إثر انفجار قنبلة في منزله الكائن بحي "فروة" مديرية شعوب بالعاصمة صنعاء. وأوضحت مصادر مجاورة لمنزل عبدالسلام الحيلة أن الطفلين يوسف عبدالسلام "9" سنوات وعمر عبدالسلام "11" سنة هما الطفلان الوحيدان لعبدالسلام الحيلة وأن سبب الانفجار كان لقيام الطفلين باللعب بقنبلة يدوية أثناء غياب والدتهم خارج المنزل. وأشارت المصادر إلى أنه تم دفن جثتي الطفلين اللذين وقعا ضحية انفجار القنبلة اليدوية في الساعة التاسعة من مساء أمس. وكان "الحيلة" ولأول مرة قد أجرى اتصالاً بأهله قبل "3" أيام عبر عن أسفه من موقف اليمن من أبنائها المعتقلين بغوانتاناموا حيث أشار إلى أن المحققين والمترجمين والمحامين يقولون لهم: "هذه حكومة شحاتة. . كلما نقول لهم استقبلوا أبنائكم يقولوا لنا جيبوا "100" مليون دولار. . يشحتوا باسمكم" وأضاف الحيلة غاضباً "أذلونا وأذلوا أنفسهم". مؤكداً أن تأجيل ترحيل المعتقلين اليمنيين بسبب ملايين من أجل بناء مركز تأهيل يحتوي على مدرسة ومرفقات أخرى "لو يكلم الناس الرئيس علي عبدالله صالح لدفع كل واحد ألف ريال من اليمن كان صلح ألف مدرسة ولا إحنا بحاجة الأميركان ولو كل قبيلة تغرم بمليون في نصاً يوم عتوصله ملايين الريالات. وأضاف بأن الأوضاع في السجن سيئة وأنها لم تتغير بعد أن جاء "أوباما" وأن الإضراب عن الطعام لا زال مستمراً وأن هناك شغباً في السجن وأنه وضع في أسوا مكان في جوانتاناموا وأن المشاكل مع العساكر تظل من الصباح حتى الليل وأن ما يقال في الإعلام عن تحسن أوضاع السجن غير صحيح "هدره في قربة مقطوعة". وأضاف في معرض حديثه لو أن لديه جوازاً أوروبياً لقامت أوروبا كلها. وكما هو الحال مع جميع المعتقلين يتساقط ذويهم وأحبتهم ولا يكون لهم أي دراية إلا بالهاتف فعند إصرار عبدالسلام على رؤية أخيه "علي" تم إخباره بأن علي قد توفي بسبب مرضه بالكلى وظل طوال فترة المكالمة يسأل عن كيفية موته ويتأسف عليه وكأنه غير مصدق ويقول: "كان علي أخي لاصق بي كأنه ابني". ويقبع الحيلة في سجن غوانتانامو منذ 2002م وتهمته أنه من المقاتلين الأعداء وتم اختطافه من مصر للحصول على معلومات عن الأفغان إبان الاتحاد السوفيتي كونه رجل استخبارات يمني سابق وفقاً لصحيفة النييورك تايمز". ويعد عبدالسلام الحيلة رجل أعمال من صنعاء، اليمن يعتقد أنه سافر في 2 سبتمبر 2002م إلى مصر لعقد اجتماع مع شركة "المقاولون العرب" التي كان هو ممثلها في اليمن وأثناء وجوده بمصر كان يتصل بعائلته بصورة منتظمة. وحينما اتصل للمرة الأخيرة لاحظه شقيقه أنه كان يبدو مضطرباً ومتوتراً، وأبلغه أن عليه أن يذهب إلى اجتماع ولم يقبل أن يصرح بالمزيد على الهاتف وكانت تلك آخر مرة سمعت فيها عائلة "الحيلة" بأخباره لمدة تزيد على السنة حينما تلقت رسالة مهربة من سجنه في أفغانستان. و"الحيلة" مقتنع بأن الولاياتالمتحدة ومصر تآمرت لاستدراجه إلى مصر بنية "إخفائه" من أجل استجوابه حول إتصالاته في اليمن، ونتيجة ذلك أصبح "الحيلة" ضحية الممارسات الأميركية التي تشمل التسليم والاحتجاز السري والنقل من بلد إلى آخر بدون اللجوء إلى المحاكم وبدون إعطائه حق الاتصال بمحامين أو حق الاتصال بعائلته.