أكد رئيس الوزراء الدكتور/ علي محمد مجور أن اليمن تعي جيداً تلك التحديات التي تواجهها في الوقت الراهن ، مشيراً إلى أنها تقوم بواجبها والتزاماتها في مكافحة الإرهاب وتعزيز شراكتها مع المجتمع الدولي في هذا المجال لأنها تعتبر ذلك أولوية استراتيجية لها، استشعاراً منها بخطورة الإرهاب على وجودها أولاً وعلى استقرار المنطقة والعالم ثانياً. وشدد مجور على أن المشكلة الرئيسية التي تعاني منها اليمن هي مشكلة اقتصادية بالدرجة الأولى، وأهمها النمو السكاني المرتفع، وتدني معدلات الالتحاق بالتعليم. . وأضاف "لقد خاض اليمن معركة متعددة الأوجه أمنياً واقتصادياً وفكرياً وإعلامياً تستدعي تضافر الجهود لمساندته ودعمه في تجاوز الآثار والتداعيات المترتبة على ظاهرة الإرهاب" ،مؤكداً بأن تلك الجهود متواصلة في مكافحة الإرهاب في مختلف الاتجاهات ليس فقط أمنياً وعسكرياً وإنما من خلال نظاماً متكاملاً صاغته اليمن يضمن محاصرة الإرهاب وتجفيف منابعه. وقال: إن يمناً قوياً ومستقراً يخدم الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم. جاء ذلك خلال كلمته في مفتتح اجتماع خاص بشركاء وأصدقاء اليمن مساء أمس الأربعاء في العاصمة البريطانية لندن بهدف حشد الدعم الدولي لليمن لمساندة جهوده على صعيد التنمية والإصلاحات وتعزيز قدراته في مكافحة الإرهاب، بمشاركة وزراء يمثلون أكثر من عشرين دولة عربية وأجنبية وفي المقدمة وزراء خارجية الولاياتالمتحدةالأمريكية وروسيا الاتحادية وعدد من الدول الأوروبية ودول مجلس التعاون الخليجي ومصر والأردن وتركيا. . وأضاف مجور أن اليمن يعاني اليوم من تحديات عديدة تزامنت في وقتٍ واحد مما استنزفت جهود وقدرات وإمكانيات الدولة في مواجهتها وألحقت ضرراً كبيراً باقتصادها وجهودها التنموية وفي مقدمة تلك التحديات الأعمال والأنشطة الإرهابية فالإرهاب آفة خطيرة تتجاوز الدول والحدود وتستهدف قيم الحرية والديمقراطية والسلام وقد كانت الجمهورية اليمنية من أوائل الدول التي عانت من الإرهاب أكثر من غيرها من الدول واكتوت بناره . . وأوضح أن هناك أكثر من 3 ملايين طفل خارج نظام التعليم، ونصف السكان ما يزالون خارج نطاق الخدمات الأساسية وبالذات الكهرباء التي تغطي احتياجات 42 في المائة من السكان فقط، فيما لا يتجاوز نسبة الذين يحصلون على خدمات المياه من الشبكة العامة حوالي 26 %، مبينا أن ما نسبته 32 في المائة من الأسر اليمنية تواجه نقصاً حاداً في الأمن الغذائي. وأضاف :" لاشك أن مناخات الفقر والبطالة أهم سبب للإيقاع بالشباب ودفعهم إلى ارتكاب أعمال عنف وإرهاب". واستدرك:" كما تمثل أعمال القرصنة البحرية. . وظاهرة اللجوء من الصومال ودول القرن الأفريقي. . واحدة من أهم التحديات التي تواجه اليمن. . فقد بلغ عدد اللاجئين من تلك المنطقة الموجودين باليمن حوالي ثمانمائة ألف لاجئ. . مما يشكل عبئاً اقتصادياً وأمنياً واجتماعياً". وخاطب المشاركين في الاجتماع قائلا: "لاشك أنكم قد تابعتم الإنجازات الأخيرة التي حققتها الأجهزة الأمنية والعسكرية اليمنية والتي تمكنت من إلحاق وتوجيه ضربات مؤثرة وموجعة ضد هذا التنظيم الإرهابي وحققت نجاحات في ظل وجود إرادة وطنية قوية لمكافحة الإرهاب وبفضل التعاون الأمني بين اليمن وشركائه الإقليميين والدوليين". وواصل قوله: إننا اليوم بحاجة أكثر من أي وقتٍ مضى، أن ندرك مع شركائنا أن الإرهابيين يطورون من إمكاناتهم ووسائلهم المادية والتكنولوجية بصورة تفوق أحياناً قدرات الدول ويساعدهم في ذلك تفاقم مظاهر الفقر والبطالة التي تشكل أرضية خصبة لزرع روح العداء والكراهية بين الشعوب والأمم وهي الإشكالية التي نطلب من شركائنا تفهمها،ومساعدتنا على مواجهتها من خلال تعزيز قدراتنا الأمنية والتنموية". وقال: نحن حريصون على الوفاء بتعهداتنا تجاه المنظمات الدولية ومجتمع المانحين الخاصة بمواصلة تطوير البناء المؤسسي للدولة لتحسين القدرة الاستيعابية لتنفيذ برامج التنمية". . وأكد حرص الحكومة اليمنية على تسريع وتيرة تنفيذ أجندة الإصلاحات الوطنية وتطوير منظومة الحكم الجيد وخاصة في مجال تعزيز استقلالية السلطة القضائية ومكافحة الفساد وتحسين البيئة الاستثمارية وتحفيز النمو الاقتصادي والتخفيف من الفقر". لافتاً إلى أن الإرهاب لن يثني اليمن عن التزامها بالنهج الديمقراطي والتعددية السياسية الذي انتهجته الجمهورية اليمنية كخيار مبدئي لا رجعة عنه. وأضاف أنه من غير المقبول أن نسمع البعض وهو يتحدث عن اليمن بأنه دولة فاشلة أو في طريقها للفشل ففي ذلك تجاوز للواقع واعتساف للحقيقة وتدخلاً في الشأن الداخلي،كون اليمن بلداً ديمقراطياً قائماً على وجود المؤسسات الدستورية المنتخبة