السياسي تبقى القاعدة بمجاميعها تشكل خطراً على أمن واستقرار الوطن وهي في هذا السياق تلقى إستنكاراً وإدانة من كل الفعاليات السياسية والاجتماعية "سلطة ومعارضة".. أيضاً هذا الإجماع وحده مصدره قوة حقيقية للنظام في اتخاذ الإجراءات، بإزالة هذا الإرهاب من الخارطة اليمنية، وليس ثمة مبرر واحد في إلقاء معاذير قابلة للتصديق باعتبار أننا أمام مجاميع جبهتها مفتوحة في القتل لا تفرق أبداً بين عجوز وامرأة وطفل .. إلخ، بقدر ما هي استهداف للأمن هي أيضاً استهداف للاقتصاد الوطني.. وهنا نعول بشدة على الدولة وإمكانياتها في أن تشكل القوة الحقيقية في إزالة هذا الخطر الذي يريد الوطن مفككاً ومهدداً من الداخل بتيار الدم والعنف والإرهاب ومن الخارج بالتدخلات الأجنبية وإتخاذ القاعدة مبرراً لتواجد يحقق مصالح الأجنبي.. في هذا المستوى نجد القضاء على القاعدة هو انتصار للسيادة والاستقلال وتحقيق رؤى وتوجهات وطنية في عملية البناء والتقدم. هذا ما ينبغي العمل من أجله وفي سبيله بلا تردد ودون أي تساهل مهما كلف الأمر، وهذا ما يعزز من اللحمة الوطنية ويزيدها اقتداراً في الإتجاه صوب ما هو خلاق في الديمقراطية والتنمية. ولا يمكن لأي كان أن يدعي بأن الإرهاب يجد مواطئ قدم وقليلاً من الرضا لدى أي فئة أو جماعة مسلحة ما لم يكن هذا الإدعاء قائماً على الأباطيل والأكاذيب واتخاذ الإرهاب منطلقاً لذرائعية أخرى في تصفية حسابات وهمية فهو عين الإرهاب أو هو إرهاب مضاف يزيد في أحداث الشرخ الوطني ويدفع باتجاه تعزيز مصالح قوى معادية للوطن. ذلك أن اعتبار الإرهاب وسيلة لأهداف تجره عن مسماه الحقيقي وتدفع باتجاه رغبات الفوضى في إلصاقه بآخرين إنما هو نوع من تصدير لغة اتهامية تريد الوطن خالياً من ممكنات وقدرات المواجهة ويريد أن يجر الإرهاب إلى ساحات تزيد من وجوده وتواجده، وهو أمر ينبغي التصدي له وفهمه بمغزاه الواسع الذي يريد جر الوطن إلى مستويات أخرى من قضايا لا وجود لها سوى في مخيلة من يريدون للوطن القهر والإستلاب. فإذا كانت كل الفعاليات السياسية وجميع أبناء الوطن دونما استثناء يدينون هذا الإرهاب المسمى قاعدة ويدعون إلى محاربته بكل السبل والوسائل ويرون فيه الخطر على كل ما هو مشرق في الوطن.. فإنه لا ينبغي مع هذا الفهم الصحيح تحوير وتحويل هذا الخطر باتجاه استهداف قوى سياسية معينة ترى الإرهاب أكبر خطر ومع ذلك تُستهدف لأغراض أخرى أساسها إقصائها عن العمل الوطني الصحيح، وجعلها تحت سطوة لغة الإرهاب متهمة في حالة الإنكفاء على الذات وتبقى اللعبة السياسية حكراً على شخصاً أو مجموعة من الأحزاب . وهو أمر بات مكشوفاً ولا يحقق أي غرض من هذا سوى جعل القاعدة هي المستفيدة وإضافة إرهاب على الإرهاب. وما أحوج الوطن اليوم إلى التبصر وخلق أجواء من الثقة والإحترام المتبادل لمواجهة خطر الإرهاب وأخطار أخرى اقتصادية واجتماعية وثقافية.. ولن يتم ذلك إلا بمزيد من احترام الآخر والحفاظ على حرياته وحقوقه دون من أو أذى أو بحث عن لغة إقصائية، تريد الآخر الفاعل الشريك أن يظل في حالة ريبة وتوجس وتتعطل مع هذا قدرات وإمكانيات وطن بأسره بدلاً من أن تتعاضد لإزالة كل ما يشكل خطراً داخلياً وخارجياً على الوطن. وهنا نقول ليس من مصلحة أحد لا نظام ولا معارضة أن يجترا مناخات الخصومة دون إدراك للأولويات والضروريات وليس من مصلحة أحد أيضاً أن يتخذ من القاعدة الإرهابية المقيتة وسيلة لإلصاقها بأي من القوى السياسية وليس من صالح الإسلام أن يبقى في دائرة اتهام من خلال جماعة كما ليس من صالح السلطة أن تتجه صوب الوهمي فيما الحقيقي في منأى عن المواجهة وهنا نرى في القاعدة خطراً على الوطن ومستقبله وليس أحد آخر أو حزب أو تنظيم سياسي منشأه وطني وثقله وطني ورؤاه وإتجاهاته وطنية . إننا في مؤسسة الشموع للصحافة والإعلام نجد من الضرورة بمكان النظر للإرهاب كما هو، دون إضافات أو رتوش عليه ونجد مكافحته مسئولية كل أبناء الوطن، أما أن تعلق الأمور باسم الإرهاب من أجل استهداف تيارات وطنية أخرى فذلك يعني إدخال البلد في أتون صراعات إضافية لا نجد من واقع الضرورة والحاجة والمسئولية الوطنية أي مبرر وإن كان حتى بسيطاً في هكذا تحريف للإرهاب وتحوير القضية. ولا نجد من القبول إطلاقاً أي تهاون في ضرب لقاعدة الإرهابيين وشل قدراتها والإجهاز عليها نهائياً واتخاذها مطية للنيل من الآخرين لتصل في أحد مستوياتها إلى أن تكون خيانة وطن. وهي خيانة حقيقية حينما نريد هذا الإرهاب بإتجاه إرهاب مجتمع أو حزب أو تنظيم وطني لأننا حينئذ لا نقوم بالمقدس الوطني في حفظ أمن وسيادة واستقرار البلاد، بل ونتخذ من الفوضى قاعدة آخرى باتجاه أخر ليس أمنياً أو دقيقاً حين لا يكون في المعنى الأول والأخير هو النيل من الإرهاب والقضاء على تنظيم القاعدة وبلا تسويف أو تحوير أو تلاعب بقضية الإنتماء الوطني ونظن أن الجميع يدرك هذا!!