تحدثت صحيفة "إنديبندنت" البريطانية عن اتفاق سري مرتقب بين لندن والسلطات اليمنية يمنح يهود اليمن حق اللجوء إلى بريطانيا. وذكرت الصحيفة أن بريطانيا على وشك التوقيع على اتفاق سري للسماح لعدد قليل من اليهود اليمنيين الذين يتعرضون للاضطهاد حد زعمها للانتقال إلى المملكة المتحدة. وكشفت أن هذا الاتفاق المبدئي هو نتاج شهور من المفاوضات المضنية بين وزارة الخارجية والسلطات اليمنية التي تحاول احتواء ارتفاع المشاعر المعادية لليهود جراء مكافحتها لتمرد طائفي في الشمال وتشدد متصاعد لتنظيم القاعدة. وأشارت إلى أن الحكومة على وشك إبرام اتفاق سري سيعطي لمجموعة صغيرة من اليهود اليمنيين الحق بالانتقال إلى بريطانيا. وأضافت الصحيفة البريطانية أن ما يقرب من 20 إلى 30 أسرة يهودية في مدينة ريدة شمال البلاد لديهم أقارب يعيشون في المملكة المتحدة، وأنهم يئسوا في محاولتهم البحث عن ملاذ في اليمن وسط تصاعد هجمات الكراهية من قبل التمرد الحوثي الشيعي المعادي. لقد تكثفت الاعتداءات على الطائفة اليهودية الصغيرة في البلاد إلى المستوى الذي جعل الولاياتالمتحدة في العام الماضي تنظم سلسلة من عمليات النقل الجوي لإجلاء أكثر من 100 يهودياً لديهم أقارب يعيشون في الولاياتالمتحدة. واعتبرت ال" إنديبندنت "، تهريب الأسر اليهودية إلى خارج البلاد بتأشيرة زائر هي خطوة مهمة لإبعاد الإحراج عن السلطات اليمنية وللسماح لهم بتجنب الإدعاءات بأنها لم تعد قادرة على حماية مواطنيها اليهود الذين عاشوا في شبه الجزيرة العربية لأكثر من 2000 عاماً، مستدركة أن مسئولون بوزارة الخارجية البريطانية رفضوا التأكيد على وجود أي اتفاق، مشيرين إلى أن القواعد المنظمة للانتخابات العامة تمنعهم من الحديث عن أي سياسات جديدة إلى ما بعد 6 مايو. الصحيفة ذاتها نقلت عن مصادر وصفتها بالقريبة من المفاوضات إن السفارة البريطانية في صنعاء قد بدأت إبلاغ يهود ريدة عن خياراتهم. وقال أحد المصادر الذي طلب عدم الكشف عن هويته لأنه غير مخول بالحديث عن المفاوضات: "ستسمح المملكة المتحدة بمغادرة يهود ريدة الذين لديهم أقارب في بريطانيا، لكن المهم أنهم لن يغادروا اليمن رسمياً كلاجئين". وقال مصدر آخر: "لقد تم التوصل إلى اتفاق مع اليمنيين، واتفقنا على الاحتفاظ بسرية هذا الموضوع، لم نوقع على كل شيء حتى الآن لكننا نوشك على استكمال الموضوع تقريبا". وأفادت أنه وحتى الآن، كانت بريطانيا ترفض تقديم غطاء مشابه لحالة اللاجئين ليهود لديهم أقارب في بريطانيا. وقد شكت كثير من الأسر اليمنية المقيمة في المملكة المتحدة بأن طلبات أقاربهم للحصول على تأشيرات دخول يتم رفضها أو عرقلتها، لكن بموجب شروط المفاوضات الجديدة، -حسب الصحيفة- سيتم دعوة يهود ريدة الذين لديهم أقارب في بريطانيا إلى تقديم طلب الحصول على تأشيرة زيارة لمدة ثلاثة أشهر لرؤية أقاربهم في بريطانيا. وأضافت المصادر أنه لا يزال هناك "70" يهودياً يعيشون في العاصمة صنعاء تحت حماية الحكومة، لكن لم يتم ضمهم في المفاوضات مع بريطانيا، وأن بمجرد خروجهم من البلاد، سيكون بمقدور يهود ريدة المطالبة بحق اللجوء، على الرغم أن كل طلب سيتم دراسته بشكل فردي، على عكس الولاياتالمتحدة حيث يتم ضمان حق اللجوء لكل اليهود اليمنيين. إلى ذلك ذكرت صحيفة "وول استريت جورنال الأمريكية" أنه منذ يوليو الماضي تم إعادة توطين ما يقرب من 60 يهودياً يمنياً في الولاياتالمتحدة، ونقلت عن مسئولين أمريكيين بأن 100 آخرين في طريقهم للرحيل من اليمن. وأضافت أنه قبل بدء العملية، كان هناك ما يقارب 350 يهوديا في اليمن. بعض من تبقى ربما يذهبون إلى إسرائيل وآخرون سيبقون في اليمن، معظمهم في رعاية الحكومة. وعلقت الصحيفة بأن الإخلاء السري ليهود اليمن، والذي يعتبرهم المؤرخون أحد أقدم الجاليات اليهودية، هي علامة على قلق أمريكا المتزايد حول هذا البلد العربي الواقع في شبه الجزيرة العربية ويسكنه حوالي 23 مليون نسمة، وأن هذه العملية جاءت بعد عام من تصاعد المضايقات وتم التخطيط لها مع جماعات الإغاثة اليهودية في حين كانت واشنطن تطلق التحذيرات حول اليمن. لقد حاولت الحكومة اليمنية حماية اليهود، ولكن عدم قدرتها على قمع التمرد في شمال البلاد جعلت من غير المرجح أن بوسعها أن توفر الحماية لهم، مما دفع الولاياتالمتحدة إلى التدخل. وأضافت أن وزارة الخارجية الأمريكية إذا سخاطرت في نقل يمنيين إلى الولاياتالمتحدة، فقد تتعرض للانتقاد للمحسوبية في التعامل مع اليهود اليمنيين في الوقت الذي يطالب لاجئين في أماكن أخرى بتوفير ملاذ لهم. لكن الولاياتالمتحدة تضع في حسبانها أن من شأن هذه العملية أن تخدم على حد سواء أغراض إنسانية وجيوسياسية. فبالإضافة إلى إنقاذها مجموعة مهددة بسبب دينها، كانت واشنطن تسعى لمنع الحرج الدولي عن حليفتها العربية الغارقة في المشاكل.