أطلق المركز اليمني للدراسات الإستراتيجية تقريره السنوي للعام 2009، أمس في مقر المركز بالعاصمة صنعاء، وقد خصص قضيته الرئيسة لرصد وتحليل ظواهر عدة في ظل تطورات المشهد السياسي المحلي وانسداد الأفق أو ما أطلق عليه رئيس المركز الدكتور/ محمد الأفندي الحوار وعام الفرص الضائعة. واعتبر الأفندي في افتتاح الحفل الذي خصص لقراءة التقرير السنوي أن فرصاً عدة توفرت لتطوير وإصلاح النظام السياسي بعد حرب صيف 94م، لكنها وحسب قوله اختزلت في مجرد إجراءات وإصلاحات سعرية فقط، معتبراً أن إنكار وجود أزمة يضيع على البلد فرصة أخرى للإصلاح. . قائلاً: إن التعايش مع الأزمات لا يقل خطورة عن الأزمة كما أن الدخول في لعبة الانتظار ليس في مصلحة الوطن. وحمل الأفندي عقلاء وحكماء اليمن المسؤولية، لكنه عاد وأكد بأن الفرصة ما تزال قائمة ومتاحة وأن الرئيس علي عبدالله صالح لديه القدرة على إيجاد تقارب بين القوى السياسية وإنقاذ الحوار، متمنياً في ختام حديثه أن يكون العام 2010 م هو عام الانفراج السياسي. هذا وقد تحدث في حفل تدشين التقرير السنوي لمركز الدراسات الإستراتيجية اليمني الأستاذ/ محمد الصبري القيادي الناصري وعضو المجلس الأعلى للقاء المشترك شارحاً الوضع الدولي والإقليمي وما يحيط بمنطقة القرن الإفريقي من مخاطر واليمن جزء منها، معتبراً أن هناك تشابهاً كبيراً بين ما يحدث في السودان وما حدث في الصومال واليمن البلد الوحيد الذي يواجه صعوبات أو عبء اللاجئين الصوماليين. من جانبه خشي الدكتور/ محمد الظاهري أستاذ العلوم السياسية بجامعة صنعاء أن تكون هناك حرباً سابعة في صعدة وان تتحول الاحتجاجات السلمية في الجنوب إلى مظاهر غير سلمية وذلك لطفي أن لغة السلاح والقوة على العقل والقلم ، رافضا أن تختزل الوحدة في العلم أو في شعارات أخرى. وطالب الظاهري الجميع في اليمن سلطة ومعارضة بإعادة النظر فيما يجري وان اختزال النص وتلخيص الملخص مشكلة يتمنى ألا تظل قائمة في هذا البلد. . أما العميد/ علي عبيد فقد قال أن اليمن لم يشهد استقراراً حقيقياً منذ العام 1948م، معتبراً أن الحروب التي لم تغلق ملفاتها وتبقى مفتوحة مثل حرب يناير 86م وحرب 94م وحروب صعدة الستة غالباً ما تبقى بؤراً للأزمات ويمكن أن تثار. . مستشهداً بالحرب مع الملكيين والتي طويت بالاتفاق في سبعينيات القرن الماضي وإغلاق الملف. كما تحدث في الحفل الأستاذ/ سعيد ثابت وكيل أول نقابة الصحفيين اليمنيين والذي قام بالتعقيب على محور الصحافة الالكترونية والذي خصص التقرير له هذا العام محوراً خاصاً به وكذلك الدكتور/ عبدالله عبدالله جيزل والذي ناقش المحور الاقتصادي في التقرير. يذكر أن التقرير الاستراتيجي لهذا العام قد قام باستعراض ورصد للحالة اليمنية بدءاً من حروب صعدة الستة ومروراً بالحراك الجنوبي وعمليات القاعدة والحوار السياسي بين القوى السياسية اليمنية والأزمة الصومالية والتدخلات الأجنبية في المنطقة وما يتعلق بالعلاقات اليمنية الخليجية والقرصنة. هذا وقد تضمن التقرير الذي صدر في (405) صفحات، مواضيع سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية وعن القرصنة والأزمة الصومالية والعلاقات الدولية وقضايا عدة أبرزها السياسة الأمريكية تجاه اليمن والظروف والعوامل التي ترافقت مع عمل سفراء واشنطنبصنعاء من بداية التسعينيات وحتى نهاية العقد الأول من القرن الجديد.