أكدت نائبة مساعد وزيرة الخارجية الأميركية، جانيت ساندرسون، أن الولاياتالمتحدة لا تنوي إرسال جنود إلى اليمن، وأن تعاونها مع الحكومة اليمنية لمحاربة الإرهاب يعتمد على تقديم الدعم العسكري من جهة، والاستثمار في التنمية من جهة أخرى، مشيرة إلى أن الدور الذي تلعبه بلدان الخليج، وخصوصاً السعودية، في اليمن، هو الأساسي. وجاء رد ساندرسون تعليقاً على تصريحات اليمني الأميركي أنور العولقي الذي حذر أول أمس في آخر رسائله المسجلة، من أن اليمن سيتحول إلى أفغانستان بالنسبة إلى الرئيس الأميركي باراك أوباما. وقالت ساندرسون في حديث مع "الشرق الأوسط" أمس الأربعاء، رداً على سؤال حول تحذيرات العولقي، إن أوباما كان واضحاً جداً، في أنه ليست لدينا نية في أن ننشر جنوداً في اليمن. وأضافت: ما نحن مهتمون بفعله، وما فعلناه قبل ظهور العولقي، هو العمل مع الحكومة اليمنية والشعب اليمني لمحاربة الإرهاب، ولكن أيضاً تحسين مستوى معيشة الشعب اليمني. وأجرت الإدارة الأميركية مراجعة لسياستها تجاه اليمن بعد دخول أوباما البيت الأبيض، وزاد حجم المساعدات إلى اليمن منذ عام 2008 بثلاثة أضعاف، وهي تنوي صرف 63 مليون دولار أميركي هذا العام، مقارنة ب2. 7 مليار لأفغانستان، و1. 5 مليار لباكستان، و500 مليون دولار أميركي للعراق. وفيما انتقدت باربرا بودين سفيرة أميركية سابقة لدى اليمن السياسة الأميركية في اليمن، وقالت إن المساعدات الاقتصادية غير كافية وهي تركز على الدعم العسكري. . رفضت ساندرسون تصريحات زميليها السابقين، وقالت في حديثها ل"الشرق الأوسط" أمس: الرئيس لديه إستراتيجية في اليمن، ونعمل على تنفيذها. وأضافت: هي مقاربة تعتمد على التعاطي من الناحية الأمنية ولكن أيضاً النظر إلى الاقتصاد وطريقة الحكم التي أعاقت التقدم والتنمية في اليمن. وحرصت المسؤولة الأميركية التي تتولى شؤون الخليج وبلاد المغرب في الخارجية، على التشديد على أن الاهتمام في اليمن ليس اهتماماً أميركياً فقط، بل أوروبياً وعربياً، وقالت: ليست الولاياتالمتحدة وحدها المهتمة باليمن، بل هناك مجموعة من الحلفاء، من بينهم بلدان الخليج والأوروبيون. ولكنها شددت على أنه حتى المقاربة الجماعية غير كافية، إذا لم تكن هناك إرادة يمنية. وقالت: ما نحتاج إليه هو رؤية والتزام من الحكومة اليمنية لاتخاذ القرارات الصعبة والمضي قدماً. وأضافت: نردد دائماً في الولاياتالمتحدة، لا يمكن أن نريدها أكثر منهم، ولكن في هذه الحالة فإن هذا صحيح، يمكن أن نساعد بتأمين الأدوات والتشجيع، ولكن بعض القرارات الصعبة يجب أن تأتي من اليمن، ونفهم أن هذا أمر صعب. ونفت ساندرسون أن تكون الولاياتالمتحدة قد تنبهت لأهمية اليمن بعد المحاولة الفاشلة للأميركي النيجيري الأصل عمر الفاروق عبدالمطلب، لتفجير طائرة ركاب أميركية ليلة أعياد الميلاد في ديسمبر (كانون الأول) الماضي. وقالت إن الاهتمام باليمن كان قبل وقت من ذلك. وعن الدور الذي تلعبه دول الخليج في استقرار اليمن، قالت: كانت لدينا مشاورات مكثفة مع بلدان الخليج حول اليمن، ومن الواضح أنهم يراقبون الأوضاع عن كثب، واستثمروا في مستقبل البلد، بالطبع الدور الذي تلعبه بلدان الخليج، وخصوصاً السعودية، في اليمن، يعد أساسياً. وتابعت: نعلم أنه من دون دعم من المجتمع الدولي، والجيران، من بينهم مجلس التعاون الخليجي، سيواجه اليمن تحديات لا يمكن وصفها. وشددت على العلاقات الأميركية الطيبة مع البلدان الخليجية، وقالت: لدينا علاقات جيدة جداً ومستقرة، واستراتيجية مع السعودية. . وتاريخ طويل في العمل مع أصدقائنا في الكويت، ونستمر في العمل مع مجلس التعاون الخليجي بتقوية علاقتنا عبر المجلس. وأردفت: أريد أن أوضح أن مقاربتنا للخليج هي مقاربة شاملة، ونريد أن نجد طريقة لكي لا نبقي التركيز فقط على القضايا الأمنية والاقتصادية المهمة جداً، ولكن أيضاً لبناء علاقات بين شعوبنا ستساعد في دعم وتعزيز علاقاتنا الثنائية. ووصلت ساندرسون إلى لندن لعقد مشاورات حول اليمن مع المسؤولين البريطانيين. وقالت: أميركا وحدها ليست لديها الإمكانات المادية وحدها لمساعدة اليمن، ولذلك هي مقاربة جماعية