وسط خلافات وانقسامات وحرب بيانات وصلت حد التخوين والتحريض بين قياداته، دشن ما يسمى بالحراك الجنوبي العام الميلادي الجديد "2011م" بأولى فعالياته المركزية المتمثلة بدعوة المواطنين إلى تنفيذ ما يصفونه بالعصيان المدني، حيث انبرى فصيل في المجلس الأعلى للحراك بالدعوة إليها وأكدت باقي الفصائل رفضها وعدم تنفيذها، ما أدى إلى تراجع ملحوظ في تجاوب المواطنين معها رغم التهديد والوعيد. وفي هذا السياق انحسرت رقعة الإضراب الشامل الذي دعا له وتمسك بتنفيذه فصيل في الحراك يتزعمه "صلاح الشنفره"، رغم تململ شعبي واسع بات يرفض تنفيذه أو إنجاحه بسبب وقوع أضرار اقتصادية واجتماعية، حيث شهدت مدينة الحبيلين كبرى مدن رباعيات ردفان بالإضافة إلى مدينة الملاح صباح أمس تراجعاً ملحوظاً في مدى تجاوب المواطنين وأصحاب المحال التجارية مع تلك الأصوات الداعية إلى تنفيذ الإضراب، مقارنة بما كان عليه الوضع مطلع العام الماضي، حيث استمرت العديد من المحال التجارية في فتح أبوابها منذ الصباح الباكر، فيما امتنع البعض عن فتح محلاتهم التجارية، تحت تهديد المسلحين الذين شوهدوا ومنذ الصباح الباكر وهم يقومون بتهديد التجار وتحذيرهم من مغبة مخالفة دعوة الإضراب والالتزام بموعد تنفيذه والذي استمر من السابعة صباحاً وحتى الحادية عشرة ظهراً. وذكرت مصادر محلية أن عدداً من المسلحين الخارجين عن النظام والقانون، أقدموا على اقتحام حرم كلية التربية بردفان وقاموا بإطلاق زخات كبيرة من الرصاص في الهواء وأجبروا الطلاب على الخروج من الكلية والالتزام بتنفيذ الإضراب، مما أثار حالة من الخوف والفزع في نفوس الطالبات، كما قام المسلحون باقتحام عدد من مدارس التعليم الأساسي والثانوي بمدينة الحبيلين وقاموا بترويع الطلاب والطالبات وإجبارهم على الخروج من المدارس وإيقاف العملية التربوية والتعليمية في تلك المدارس . وقد أثارت هذه الأعمال موجة سخط واستنكار شديدين لدى كافة الأوساط الشعبية والرسمية، حيث عبر مدير مكتب تربية الحبيلين فضل الحجيلي عن استنكاره الشديد لتلك الاعتداءات التي طالت العديد من المدارس، مطالباً الأجهزة الأمنية القيام بواجبها في ضبط وملاحقة تلك العناصر، ملوحاً في مذكرة وجهها إلى مدراء الأمن وقيادة مكتب التربية بلحج بأنه سوف يضطر في حال تكررت مثل تلك الأعمال في المرة القادمة إلى إغلاق جميع المدارس. كما دعا الشيخ/ ثابت القطيبي اللجنة الأمنية إلى القيام بواجبها في حماية المواطنين وطلاب المدارس من تلك الاعتداءات، كما طالب الشيخ/ القطيبي مشائخ ردفان باتخاذ مواقف واضحة وصريحة من تلك الأعمال والممارسات الخارجة عن النظام والقانون. كما شهدت نواح متفرقة من مديرية طور الباحة أمس إضراباً مماثلاً، لم يتجاوب في تنفيذه سوى عدد ضئيل من التجار وخرج العشرات من أنصار ما يسمى بالحراك عقب انتهاء فترة الإضراب بمسيره رفعوا فيها الأعلام الشطرية وصور علي سالم البيض، جابت الشارع العام لمدينة طور الباحة. وأفاد شهود عيان بأن انفجاراً عنيفاً رجحت مصادر محلية بأنها قنبلة صوتية قد دوى صوته صباح أمس بالقرب من بعض المحلات التجارية بالمدينة, مشيرة إلى أن الانفجار لم يخلف أي أضرار. وكانت اشتباكات عنيفة قد اندلعت صباح أمس بردفان بين مسلحين وآليات عسكرية، حاولت التقدم نحو منطقة الرويد بمديرية الملاح القريبة من موقع جبل جمل الأثري، الذي يبعد عن مدينة الحبيلين ب 3كم تقريباً وتزامنت تلك الاشتباكات مع اشتباكات أخرى اندلعت بمدينة الحبيلين بين مسلحين وقوات الجيش المرابطة في القطاع العسكري، ما أسفر عن إلى تضرر عدد من منازل المواطنين جراء إطلاق الرصاص العشوائي.