سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
عبيد: اليمن لم تقتنع بتطرف العولقي والحكم بعدم إعدامه اتقاء لتداعيات الداخل اعتبر الإيغال في متابعة المتهمين بالإرهاب وراء اتساع نشاط القاعدة ووصف التصرفات الأميركية بالفاشلة..
في قراءته السياسية لدلالة الحكم الذي أصدرته المحكمة الابتدائية الجزائية المتخصصة بالعاصمة صنعاء وقضى بالسجن الغيابي "10" سنوات ل"أنور العولقي"، المتهم بالتحريض ضد أجانب.. قال سعيد عبيد –الخبير المتخصص في الجماعات الإرهابية- إن دلالة الحكم تشير إلى عدم قناعة السلطات اليمنية بأن "العولقي" صار عضواً مؤثراً تجاوز المرحلة الفكرية للتطرف، واصفاً الحكم الصادر بحق العولقي بالمعتدل. وأشار في تصريح ل"أخبار اليوم" إلى أن صدور حكم على العولقي بالإعدام، كما هو الحال في قرار أميركا الطائش أن يؤتى به حياً أو ميتاً، سيؤدي إلى تداعيات داخلية، فالعولقي ينتمي لقبيلة يمنية لن تتنازل عنه لمجرد أنه أطلق تهديدات ضد الأميركان وحرض ضد من يسميهم في خطاباته بالكفار، وإن كان ذلك مستفزاً.. مضيفاً أن الإيغال في متابعة بعض الشخصيات التي تنحاز لها بعض العناصر الإرهابية سيؤدي إلى توسيع نشاط القاعدة الإرهابي. وأوضح عبيد أن "أنور العولقي" لازال يستخدم خطابه الدعوي والتهديد بالعنف ليس كممارسة، إذ قد يوصف بالتطرف، لكن نقل التهديد من النشاط الدعوي إلى الممارسة بتشكيل خلايا وتنفيذ عمليات ميدانية هنا يكون قد دخل في دائرة الإرهاب. وقال إن لغة العنف والتطرف، ليس هناك قوانين ولا تشريعات حتى في أميركا نفسها تعاقب عليها وأيضاً لا وجود لها في اليمن، بل ربما تكون هناك أولويات للتحقيق مع الشخص الذي يهدد بالعنف والقتل، مشيراً إلى الفرق بين التطرف وممارسة الإرهاب والسلطات اليمنية تدرك هذا الفرق.. منوهاً إلى أن اليمن لا تريد أن تطور من عمليات القاعدة. ولفت إلى إدراك السلطات في اليمن لما ثبت من خلال المتابعة أن كل من يتهم بالقاعدة والإرهاب ربما لا يكون كذلك، فتطور الخطابات قد تضطر المتهم إلى أن يصبح إرهابياً لأن هناك إجماعاً –حسب قوله. وقال أن في تقديره بالنظر للخلفية التي وراء الحكم بأن الحكومة اليمنية تعلم أن الاتهامات الأميركية الموجهة ضد العولقي لا تستند إلى أدلة داحضة بأنه عضو في القاعدة، ولاسيما أن العولقي لم يعلن ويعترف بانتمائه لهذا التنظيم ولم تصرح القاعدة بأنه عضو فيها وهي لا تخفي أعضائها ولا أعمالها. وأضاف أن العولقي استمر في خطابات دعوية استفزازية بأن يبرز كشخصية دعوية، رغم تطور خطاباته وتعمقه الذي وصل حد التهديد باستخدام مفردات أكثر استفزازاً في التحريض على قتل الأميركيين وآخر نشاطه الإعلامي بهذا المجال قبل أيام. وأوضح عبيد أن منطق الأميركان في استهداف العولقي بسبب خطابه الموجه للمسلمين لتحريض الشباب بوصفه داعية مؤثر وليس بوصفه في تنظيم القاعدة. وتابع: بالنسبة للأميركيين فقد أجمعوا أمرهم واقتنعوا بأن العولقي إرهابي وثبتت علاقته بأشخاص بالقاعدة مثل "مالك حسن" ،كما أنه أثنى على "عمر الفاروق" الذي قال أنور العولقي إنه تلميذه. مضيفاً بأن الأميركيين رأوا أن الخطابات أنتجت أفعاله فقرروا استهدافه بالقتل ويمارسون ضغوطاً على الحكومة اليمنية. وكانت المحكمة الابتدائية الجزائية قد أصدرت أمس الاثنين حكماً بإعدام المتهم "هشام محمد محمد عصام" لقتله الفرنسي "جاكوز هنري اسبانولا" الذي يعمل في شركة "أو إم في" النمساوية للنفط والغاز بصنعاء. كما قضت المحكمة بالسجن 10 سنوات للقيادي في القاعدة أنور العولقي الذي يحاكم غيابياً، و8 سنوات لعثمان العولقي، لاشتراكهما في عصابة مسلحة لاستهداف الأجانب وإدانتهما بالأعمال المنسوبة بقتل الخبير الفرنسي وإصابة آخر. واتهم الادعاء العولقي بالاشتراك مع المتهم الأول هشام محمد محمد عاصم والثالث عثمان العولقي في عصابة مسلحة تستهدف الأجانب المقيمين في اليمن ورجال الأمن. ويحاكم "أنور ناصر عبدالله العولقي" وابن عمه "عثمان محمد عبدالله العولقي" غيابياً في هذه القضية، فيما مََثل المتهم الأول "هاشم محمد عاصم" أمام قاضي المحكمة، نافياً الاتهامات المنسوبة إليه.