نظمت أحزاب اللقاء المشترك بمحافظة تعز صباح أمس الأول في مديرياتها الثلاث "القاهرة والمظفر وصالة" مهرجانات جماهيرية حاشدة وذلك للتنديد بسياسات السلطة وبالتعديلات الدستورية والدعوة إلى انتخابات انفرادية والتنصل عن الاتفاقيات السابقة , ورفع أنصار اللقاء المشترك لافتات منددة بالأوضاع الاقتصادية والأمنية والصحية والتعليمية التي يمر به الوطن وتفاقم مشاكل الفقر والبطالة وانتشار الفساد في كل المرافق الحكومية . وقال العضو البرلماني عن الدائرة 34 "عبدالكريم شيبان" إن الشعب اليمني يعيش أسوأ حالته المعيشية، حيث تتوالى الجرع ويتسع الفقر ويزداد الغلاء وترتفع الأسعار ويفقد الريال قيمته بسبب الفساد المسيطر والنهب للثروات وما قضية بيع الغاز لكوريا بثمن بخس بخاف على احد , والبطالة تنتشر بصورة مخيفة حيث أدرأت السلطة ظهرها للشباب وتنكرت لوعودها التي قطعتها على نفسها أيام كانت بحاجة إلى أصواتهم فوعدت بإنهاء البطالة خلال عامين فقط , ثم غدرت بهم وتنكرت لوعدها وعهودها وأخذت البطالة تزداد انتشاراً. وأضاف شيبان: لقد ملت الشعوب مهنة التصفيق, وملت أسماعها من وعود السراب ومنجزات الوهم في التلفاز والإذاعة والصحافة الحكومية وخطب المسؤولين, ولا ينبغي أن يصدقهم أحد بعد اليوم , مردفاً أن ما جرى في تونس الخضراء دليل على هذا الملل وتلك الأحوال التي ثار عليها الشعب التونسي البطل ملقناً الديكتاتورية والاستبداد درساً عملياً يكون نموذجاً تحتذيه كل الشعوب الحرة التي لا تقبل الضيم ولا تستسلم . وتابع شيبان: يعتبر هذا الحضور هو خطوة نحو تحريك سعي لانتزاع الحقوق وإعادة الاعتبار للثورة والجمهورية والوحدة، تحرك يبدأ من قاهرة تعز ومديرياتها الصامدة وينتهي بنهضة مباركة لكل الشعب اليمني نهضة لا تهدأ حتى تتوارى الفتنة وتسقط الأطماع الصغيرة ويحيا الوطن. وتساءل الرجل بقوله : هل رأيتم هؤلاء المسؤولين ينزلون إلى المحافظات لحل قضايا ومشاكل المواطنين أو ترتيب أحوالهم أو مناقشة مواضيعهم أو العمل على تحسين معيشتهم؟.. كم مسؤول حضر من صنعاء عند قيام مهرجان التهريج بميدان الشهداء في الأسابيع الماضية ؟ وكم مسؤول من هؤلاء طرح موضوع مشاكل محافظة تعز أو عمل على تحسين معيشة اليمنيين من الجنود وأفراد لأمن وعموم الشعب؟ مجيباً على نفسه: لم ينزل أو يتكلم منهم أحد عن ذلك . وأصدرت أحزاب اللقاء المشترك بيانات أكدت فيها على أهمية حصول المواطن على حياة كريمة ومواطنة متساوية والذي بذل الثوار الأحرار دماءهم من أجل أن ينعم الشعب بحياة كريمة ومواطنة متساوية , مطالبة بالعودة إلى مربع الحوار وإلى ما اتفقت عليه اللجنة الرباعية، مؤكدة إلى أن الإنتخابات المنفردة لا صلة لها بالديمقراطية وإنما هي انقلاب على الوحدة والجمهورية وسيدافع الشعب عن وحدته وجمهوريته التي قدم الشهداء أرواحهم رخيصة من أجلها. ودعت البيانات أبناء الشعب إلى الالتفاف حول قيادة المعارضة لامتلاكها المشروع السياسي الهادف إلى إخراج اليمن من النفق المظلم. وفي محافظة إب أكد النائب البرلماني "صخر الوجيه" أن الشعب اليمني حر وشجاع ولا يمكن أن يقبل بأن يظل رهينة للفاسدين والمستبدين، مشيرا إلى أن 33 عاماً من الفساد تكفي، وقال إن اليمن اليوم يمر بمرحلة خطرة بعد صبر طويل تحلى به شعبنا، مؤكداً في الوقت ذاته أن الرجال من أبناء اليمن إذا ما تحركوا ستخلع قلوب الظلمة والمستبدين. جاء ذلك في المهرجان الجماهيري الحاشد الذي أقامه المشترك في مديرية الرضمة.. وتابع: لا ننكر أنه كان للحاكم شرف المشاركة في التوقيع على الوحدة، لكنهم لم يحمدوا الله على هذه النعمة حيث ساموا الناس سوء العذاب، لدرجة أن جعلوا إخواننا في الجنوب ينادون بفك الارتباط أو الانفصال. وأضاف: كيف نأمن من فتح أرضه وسماء بلاده للطائرات الأمريكية أن تقتل أبناء اليمن الأبرياء واسألوا وثائق ويكيلكس. من جانبه قال النائب/ عبد الرزاق الهجري إن الحاكم اليوم في خطبة يخير الشعب بين أمرين : إما أن ترضوا به والفساد الموجود ، أو الصوملة، ونحن اليوم نقول له بأن لدينا خياراً ثالثاً هو ( التونسة ) ولن نقبل بأن تتحول اليمن إلى الصومال وأن يتقاتل أبناء اليمن. و خاطب الهجري الحاضرين قائلاً : خرجنا اليوم لنقول لا لتجويع الشعب اليمني، مضيفاًً: التلفزيون الذي تدفع تكاليفه من ظهور أبناء الشعب وعرقهم يكذب ، يقولون بأن هدف المشترك هو الحصول على السلطة والسيطرة عليها يرون تقاسم الوزارات، إنهم يكذبون ويغيرون الحقائق ، مشيراً إلى إن العيب في الشعب اليمني هو تسامحه وتسويفه وعدم وقوفه في وجه ثورة الأسعار حين كانت حكومات الحزب الحاكم ترفع أسعار المشتقات النفطية. وتابع: يجب أن يخرج الناس اليوم ليوقفوا عبث العابثين ولا تدوسوا كرامتنا ولا تأكلوا خيراتنا ونرفض تعديل الدستور الذي أحيل إلى خياط فاشل يريد أن يفصل الدستور على مقاس الحاكم لإطالة بقائه في السلطة إلى الأبد. ودعا الهجري إلى الاهتمام بأبناء القوات المسلحة والأمن وتحسين ظروفهم المعيشية، مشيراً إلى أن الجندي يحرق نفسه في الحدود والجولات ومختلف المواقع والثكنات العسكرية في وقت لا يحصل فيه سوى على الفتات وإن خسر نفسه على يد قاطع طريق فليس له سوى كيس دقيق وجلن زيت تحصل عليها أسرته. وأكد الهجري في كلمته أمام الجمع الحاشد لأنصار المشترك في الرضمة أن أبناء القوات المسلحة والأمن أكثر الناس هضماً، مؤكداً وقوف أبناء الشعب وفي مقدمتهم المشترك إلى جانبهم وخاصة فيما يتعلق برفع رواتبهم وتحسين مستواهم المعيشي. وحذر النائب الهجري كل أبناء الوطن الشرفاء من الوقوف مع الظلمة وذلك باعتبارهم مسحوقين كغيرهم من أبناء الشعب وليسوا معفيين أو يتم استثنائهم من رسوم الخدمات ولهيب الأسعار المصاعد.. متسائلاً لماذا ندافع عن الظلمة الذين ظلموا الجميع بلا استثناء.؟ وأكد مهرجان المشترك بالرضمة على تمسكه بدستور دولة الوحدة القائم على التعددية السياسية والتداول السلمي للسلطة، محذراً من أي محاولة التفاف أو انتقاص من ذلك ، ورفضه للتعديلات الدستورية وبتلك الصورة التي يراد منها الالتفاف على أهداف الثورة والوحدة للوصول إلى التمديد والتوريث. وفي بيان صدر عن المهرجان طالب جماهير الشعب بالسير قدما في مشروع النضال السلمي، حتى يتم التحرر من الاستبداد والظلم ونيل كافة الحقوق المشروعة والمكفولة في الدستور والقانون.