دشنت أحزاب تكتل المشترك المعارضة في اليمن ضمنيا حملتها الانتخابية بمهرجانات انطلقت اليوم بعدد من الدوائر الانتخابية بمديرات المحافظات ، شيعت من خلالها الدستور ، موجهة رسالة للسطة بالاتعاظ بما حصل للزعيم التونسي المخلوع ،مؤكدة خيار "التونسة" بديلا ل"الصوملة" ، داعية إلى توقف ومغادرة ما وصفته ب"تكسي الفساد الذي يقوده الرئيس صالح". المهرجانات التي أقيمت بالمناطق الوسطى بمدينة الرضمة ومثله بمدينة تعز على مستوى المديريات وحضرتها قيادات المشترك المركزية ضمن برنامج ميداني ، جاءت بالتزامن مع مهرجانات انتخابية للحزب الحاكم وكبار قيادة الدولة كانت انطلقت قبل اسبوعين ولا تزال في جولة تمتد لمختلف محافظات اليمن استعداد لخوض الانتخابات النيابية المقرره في ابريل المقبل. على أن أحزاب اللقاء المشترك المعارضة والتي تأخرت في مهرجاناتها تحت مسمى "الهبة الشعبية" لم تحدد حتى اللحظة موقفها الصريح من خوض الانتخابات أو مقاطعتها أو خوض مواجهات مسلحة كما لوحت لمنعها، فيما تمضي نحو تصعيد الضغوط على السلطة والرئيس صالح لتنازلات تقود للشراكة في السلطة والثروة وفقا للشرعية التوافقية المحيدة للشرعية الدستور . وأكدت احزاب المعارضة في بيانات صادرة عن مهرجاناتها اليوم الخميس أن ألانتخابات المنفردة لا صلة لها بالديمقراطية وإنما هي انقلاب على الوحدة والجمهورية وستدافع شعبيا عنها . وخاطبت البيانات أبناء الشعب إلى الالتفاف حول قيادة المعارضة والتي قالت انها "تمتلك المشروع السياسي الهادف إلى أخراج اليمن من النفق المظلم وتمكين الشعب من حقوقه وكرامته". كما حذرة من مغبة استهتار الحاكم وعدم استجابته لمطالب الشعب وان مصير ذلك يؤول إلى الانهيار، ناصحة القيادة بالاتعاظ بما حصل في تونس التي تساهلت مع موقف الشعب ولم تنفع الإجراءات والوعود التي قطعها الزعيم التونسي المخلوع على نفسه بعملية التغيير وتلبية مطالب الشعب. وفال النائب الاصلاحي عبد الكريم شيبان بمهرجان مديرية القاهرة بتعز أن تدشين المشترك مهرجانته الشعبية خطوة نحو تحريك الشارع لانتزاع الحقوق وإعادة الاعتبار للثورة والجمهورية والوحدة. وأضاف " هذا تحرك يبدأ من قاهرة تعز ومديرياتها الصامدة وينتهي بنهضة مباركة لكل الشعب اليمني نهضة لا تهدأ حتى تتوار ى الفتنة وتسقط الأطماع الصغيرة ويحيا الوطن". وفي هجومه على مهرجانات الحزب الحاكم الانتخابية ، قال شيبان ان السلطة لا تلقي بالاً لحاجات مواطنيها سواء في مجال الصحة أو الطرق أو المياه أو التعليم أو غيرها من الخدمات, وتترك مسئوليها يعيثون كما يشاءون, لكن إذا كانت مصالح السلطة فإنها تستنفر كل مسؤوليها وترسل بهم إلى كل محافظة لإقامة مهرجانات التضليل والخداع والدعاية لأباطيل التعديلات الدستورية والدعاية للانتخابات المزورة سلفاً بقانون ملفق وإجراءات باطلة. وأضاف" هل رأيتم هؤلاء المسؤولين ينزلون إلى المحافظات لحل قضايا و مشاكل المواطنين أو ترتيب أحوالهم أو مناقشة مواضيعهم أو العمل على تحسين معيشتهم". وتسأل: كم مسؤول حضر من صنعاء عند قيام مهرجان التهريج بميدان الشهداء في الأسابيع الماضية ؟ وكم مسؤول من هؤلاء طرح موضوع مشاكل محافظة تعز أو عمل على تحسين معيشة اليمنيين من الجنود وأفراد لأمن وعموم الشعب . لم ينزل او يتكلم منهم احد عن ذلك . وفي المهرجان الذي أقامه المشترك في مديرية الرضمة ، ذكر النائب البرلماني "صخر الوجيه" الحاضرين بخطاب رئيس الجمهورية للناس قبل انتخابات 2006م بأنه لن يترشح في الانتخابات ولا يريد أن يترشح ، لأنه بحسب قوله لا يمكن أن يقبل بأن يكون تاكسي للفساد. وقال الوجيه: كنا نعتقد بموجب الدستور إن هذا التاكسي الذي ينقل الفساد سيتوقف في 2013 م ونرتاح، ولكننا اكتشفنا بأن ما قاله في2006 لم يكن سوى مسرحية، وهاهو اليوم يريد أن يربطنا بالفساد إلى الأبد، وأن نعيش قرون طويلة من الفساد. وأكد الوجيه على أن الشعب اليمني حر وشجاع ولا يمكن أن يقبل بأن يظل رهينة للفاسدين والمستبدين، مشيرا إلى أن 33 عاما من الفساد تكفي. وقال: يتشدقون بأنهم الذين وحدوا اليمن في وقت لا ننكر أنه كان لهم شرف المشاركة في التوقيع على الوحدة لكنهم لم يحمدوا الله على هذه النعمة حيث ساموا الناس سوء العذاب لدرجة أن جعلوا إخواننا في الجنوب ينادون بفك الارتباط أو الانفصال. وأضاف: كيف نأمن من فتح أرضه وسماء بلاده للطائرات الأمريكية أن تقتل أبناء اليمن الأبرياء واسألوا وثائق ويكيلكس. وتابع: اليوم في الرضمة وغدا في العاصمة صنعاء في ميدان السبعين كي يسمع الطغاة إلى آذانهم بأننا لا نرتضيهم حكامنا. وقال: لا فرق بيننا وبين تونس فإذا كان في تونس فرد وأسرة مكونة من أصهار ، فنحن لدينا أسرة مكونة من الأبناء والإخوان وأبناء الإخوان ، وإذا كان لديهم في تونس ليلى الطرابلسي فإن لدينا ليال وأيام سود ، مشيرا إلى أن وضع الشعب التونسي أفضل مما في اليمن اقتصاديا ، ، ومع ذلك ثاروا على الطاغية. من جانبه قال النائب عبد الرزاق الهجري أن الحاكم اليوم في خطبة يخير الشعب بين أمرين : إما أن ترضوا به والفساد الموجود ، أو الصوملة ونجن اليوم نقول له بأن لدينا خيار ثالث هو ( التونسة ) ولن نقبل بأن تتحول اليمن إلى الصومال وأن يتقاتل أبناء اليمن- حد تعبيره. ولم ينسى النائب الإصلاحي الهجري مغازلة القوات المسلحة ودعوتهم لمشاركة المعارضة الانتفاضة ضد النظام ،وقال ان من يقود تلك القوات اليوم هم مجموعة من الأطفال بينما الشرفاء والمناضلين من أبناء هذا الوطن مسرحون في البيوت. ودعا الهجري إلى الاهتمام بأبناء القوات المسلحة والأمن وتحسين ظروفهم المعيشية، مشيرا إلى أن الجندي يحرق نفسه في الحدود والجولات ومختلف المواقع والثكنات العسكرية في وقت لا يحصل فيه سوى على الفتات وأن خسر نفسه على يد قاطع طريق فليس له سوى كيس دقيق وجلن زيت تحصل عليها أسرته-حد قوله. وأكد أن أبناء القوات المسلحة والأمن أكثر الناس ظلما، مؤكدا وقوف أبناء الشعب وفي مقدمتهم المشترك إلى جانبهم وخاصة فيما يتعلق برفع رواتبهم وتحسين مستواهم المعيشي. ودعا النائب الهجري الى النهوض في مواجهة التعديلات الدستورية التي يراد منها الالتفاف على أهداف الثورة والوحدة للوصول إلى التمديد والتوريث، مشيرا إلى أن المشكلة لا تكمن في أن يحكمنا الإمام بالعمامة واليوم يحكمنا أمام بالبنطلون والكرفتة فالمشكلة ليست بالمظاهر والأشكال ؛ بقدر ما هي في مضمون الحكم وطبيعته.