أفرجت النيابة صباح أمس الاثنين عن الناشطة الحقوقية توكل كرمان بعد اعتقالها في ساعة متأخرة من مساء الأحد أثناء عودتها إلى منزلها من قبل الأمن بتهمة قيادتها لتجمعات ومسيرات غير مرخصة لها قانوناً والتحريض على ارتكاب أعمال فوضى وشغب وتقويض السلم الاجتماعي العام ، حيث تم الإفراج عنها بضمانة أسرتها ومقر إقامتها. وعقب قرار الإفراج عنها رفضت كرمان الخروج من مبنى نيابة الاستئناف ، مطالبة بالإفراج عن الحقوقيين والطلاب الذين اعتقلوا أمس الأول الأحد على ذمة التضامن معها، إلا أنها غادرت المبنى عقب ذلك بعد الإفراج عن المعتقلين. وقالت كرمان إن النائب العام أمر بالإفراج عن سائر الأشخاص الذين اعتقلوا الأحد الماضي في التظاهرات التي طالبت بالإفراج عنها. إلى ذلك اعتصم الآلاف من المواطنين والناشطين الحقوقيين والصحفيين وأعضاء وقيادات اللقاء المشترك وعدد من النقابات ومئات من النساء أمس أمام مكتب النائب العام بصنعاء احتجاجاً على اعتقال الناشطة الحقوقية توكل كرمان والقيادي المعارض نائف القانص عضو الهيئة التنفيذية لأحزاب اللقاء المشترك الذي تم اعتقاله من قبل مسلحين بلباس مدني وهو في طريقه إلى الاعتصام أمس . وشهدت ساحة مبنى النائب العام انتشاراً أمنياً مكثفاً وإجراءات أمنية مشددة بحضور عدد كبير من أفراد قوات مكافحة الشغب وآليتين لرش المياه الساخنة. و ردد المعتصمون هتافات تطالب بالتغيير، ورحيل الحكومة، مستنكرين تسخير النيابة العامة لصالح أجهزة الأمن، والتضييق على الحريات، محتجين على الأوضاع المعيشية الصعبة التي طالت المواطنين وأفراد الجيش, ومطالبين بوقف حملات الاستهداف الطائشة للسلطة ضد قيادات المعارضة ونشطاء المجتمع المدني والصحفيين وطلاب الجامعات. وأكد المعتصمون مواصلة الاحتجاجات وفضح كافة الممارسات والانتهاكات الرسمية للحقوق والحريات في اليمن وإطلاع الرأي العام المحلي والخارجي أولاً بأول على تلك الانتهاكات التي تمارسها الحكومة اليمنية والتي تدعي الديمقراطية وتمارس قمعاً ممنهجاً ضد المعارضة وضد كافة الفعاليات المدنية والنقابية والحقوقية اليمنية . وأعلنت أحزاب اللقاء المشترك في بيان لها عقب الاعتصام عن استنكارها لما وصفتها بالأعمال الطائشة التي تقوم بها سلطة المؤتمر ضد السياسيين والناشطين والصحفيين والطلاب. وعبر البيان عن إدانته الكاملة لهذه الأفعال الإجرامية التي تقوم بها السلطة، مطالباً بسرعة الإفراج عن كافة المعتقلين والكف عن هذه الممارسات، ومؤكداً أن مثل هكذا ممارسات لن تمنع أبناء الشعب من ممارسة حقوقهم في التظاهر والمسيرات والاعتصامات. ودعا المشترك وشركاؤه إلى تنفيذ حملة تضامن واسعة مع المعتقلين والتنديد بأفعال السلطة وأجهزتها . من جانبه خاطب رئيس المجلس الأعلى للمشترك الدكتور/ محمد عبدالملك المتوكل المعتصمين قائلاً "لقد حان الوقت للأحزاب السياسية أن تقود حراكاً شعبياً واسعاً ضد سلطة الفساد والاستبداد". كما طالب النائب الدكتور/ عيدروس النقيب قوات الأمن بأن تكافح الفساد والاستبداد في المؤسسات بدلاً من التضييق على حريات المواطنين. وشاركت الناشطة الحقوقية توكل كرمان في الاعتصام بعد الإفراج عنها، حيث تعهدت أمام المعتصمين بالاستمرار في الاحتجاج وتنظيم المظاهرات الحقوقية والاحتجاجية والمطالبة بإسقاط السلطة في اليمن كما سقطت في تونس. وأشارت إلى أن نيابة العاصمة قامت باستجوابها صباح أمس قبل الإفراج عنها، حيث اتهمتها بالدعوة "للانقلاب على النظام الجمهوري"، ولكنها رفضت التهمة وقالت إنها تدعو للحفاظ على النظام الجمهوري "من اللصوص الذين انقضوا عليه، والذين حولوا الجمهورية إلى مملكة خاصة بهم، وإلى فساد لم يرحم أحداً، وإلى استبداد، كما حولوا الجمهورية إلى بلد مليء بالحروب والدمار، مليء بالإرهاب، والفساد والفقر، والمرض والجهل، وكانت هذه هي المبررات لثورة ستة وعشرين سبتمبر، وأنا أدعو الشعب اليمني ليستعيد ثورته وجمهوريته من اللصوص الذين أخذوها منه" حسب قولها. كما أكدت توكل أن النيابة حاولت الضغط عليها وعلى عائلتها، للحصول على تعهد بعدم تنظيم احتجاجات في المستقبل، ولكنها رفضت ذلك بشدة مفضلة البقاء رهن الاعتقال، وعندها أمر رئيس النيابة بإخلاء سبيلها. من جانبه قال المحامي/ عبدالرحمن برمان أن النيابة العامة كانت قد أمرت بالإفراج عن الناشطة الحقوقية توكل كرمان بضمان إقامتها صباح يوم أمس, لكنها رفضت الخروج إلا بإطلاق سراح المعتقلين على ذمة التضامن معها يوم الأحد الماضي وهددت بالإضراب عن الطعام حتى يتم الإفراج عنهم. وفي المقابل وقف المئات من المتجمهرين بينهم طلاب مدارس مواجهين للاعتصام الذي نظمه المشترك أمس ومؤيدين للرئيس علي عبدالله صالح، هاتفين بشعار ( بالروح بالدم نفديك يا علي ) و ( كلنا شعب واحد ) وقد هاجموا عدداً من قيادات المشترك بينهم النائب البرلماني فؤاد دحابة الذي أنقذته إحدى السيارات من وسط تجمهر كثيف للطلاب، بينهم أفراد يرتدون الزى العسكري حاولوا الاعتداء عليه أثناء عودته من الاعتصام، كما تعرضت السيارة التي أقلته للرشق بالحجارة. وكان الأمن على أهبة الاستعداد لمواجهة أي احتدام أو شغب سيحدث بين المظاهرتين، إلا أن متظاهري اللقاء المشترك أوقفوا اعتصامهم وتحركوا في جماعات مترابطة لحماية قياداتهم والنساء المتجمهرات من أي اعتداء. إلى ذلك أدانت نقابة الصحافيين اليمنيين في مؤتمر صحفي لها مع عدد من النقابات الأخرى بمقر النقابة صباح أمس قبل أن ينطلق الصحفيون وأعضاء النقابات إلى الاعتصام أمام مكتب النائب العام أدانت واقعة اختطاف الكاتبة الصحافية توكل كرمان, مستنكرة هذه الواقعة الخطيرة التي قالت إنها تجاوزت كل القيم والأعراف والقوانين. وحذرت نقابة الصحافيين من استمرار السلطات في فبركة التهم للنيل من الصحافيين وقادة الرأي، كما حصل مع عدد من الزملاء الذين قدموا للمحاكمات بتهم كيدية وغير واقعية