واصل المئات من المتظاهرين اعتصامهم منذ ظهر أمس الأحد وحتى المساء أمام بوابة جامعة صنعاء مطالبين برحيل السلطة. وتمكن المحتجون من السيطرة على ساحة جامعة صنعاء التي أطلقوا عليها اسم "ساحة التغيير"، وهو الأمر الذي دفع بمدير أمن العاصمة للنزول إليهم وإعلانه استعداد الأجهزة الأمنية حمايتهم. ويتولى عدد من الشباب مهمة تفتيش من يريد الدخول إلى ساحة الجامعة، وذلك تحسباً لأي محاولات تسلل لأشخاص مسلحين إلى أوساط المحتجين السلميين، ومنع الشباب "3" أشخاص من الانضمام إليهم بسبب حملهم للسلاح "مسدسات". كما أن هناك عدد من المتظاهرين يقومون بتحضير وجبات الطعام، بعد أن وصلتهم مساهمات مختلفة من أشخاص ومطاعم أعلنت استعدادها لتقديم جزء من الوجبات للمعتصمين. ويردد المتظاهرين الأغاني الوطنية والشعارات المناوئة، كما يرددون بين الحين والآخر النشيد الوطني. وأدى سيطرة متظاهرين على ساحة جامعة صنعاء والشارع المجاور باختناقات مرورية حادة مساء الأحد. وكان مشهد المظاهرات صباح أمس بساحة جامعة صنعاء بدأ مغايراً على الأيام السابقة التي شهدت صدمات واشتباكات مع عناصر مسلحة. وكانت الاشتباكات بين مؤيدي ومعارضي السلطة قد استمرت على مدى أسبوع وأسفرت عن سقوط عدد من المصابين، مع استخدام الموالين للرصاص الحي والخناجر والهروات. إلى ذلك طالبت منظمة "هيومن رايتس ووتش" الرئيس اليمني بالإيقاف الفوري للهجمات التي تشنها قوات الأمن على المتظاهرين السلميين والصحفيين. ودعته إلى فتح تحقيق في مقتل "6" متظاهرين على الأقل ماتوا منذ 16 فبراير/شباط 2011، وقال بيان هيومن رايتس " إن الهجمات أدت أيضاً إلى إصابة مائة شخص على الأقل منذ 11 فبراير. وقالت سارة ليا ويتسن، المديرة التنفيذية لقسم الشرق الأوسط في هيومن رايتس ووتش: "على السلطات أن تلجأ فوراً إلى ضبط قوات الأمن وأن تنزع أسلحة العناصر الاستفزازية المؤيدة للحكومة، مطلوب تحقيق مستقل ونزيه في أحداث الأسبوع الماضي، والمسؤولين الحكوميين الذين وقفوا وراء هذه الانتهاكات يجب أن يُلاحقوا قضائياً".