رعى الله أيام ذلك الزمن الرياضي الغابر والأصيل والجميل.. أيام كان ارتداء فانلة فريق التلال الكروي مجرد حلم أو أمنية عزيزة وصعبة المنال، تراود كل من داعب وعشق المستديرة على امتداد الوطن اليمني الكبير.. ويسعى جاهداً لبلوغ العطاء الجزيل والإبداع وعناق البطولات وارتقاء منصات التتويج وامتلاك المجد الكروي والصيت الحسن والشهرة العريضة.. حيث مثلت الفانلة التلالية الحمراء لكل ناشئي وشباب عدن وخارجها غاية الأماني ومنتهى الآمال والطموحات والتطلعات المشروعة. وإن ما دفعني لتسطير هذه المتناولة هو جملة الأسئلة والاستفسارات الحائرة التي ترددت على ألسنة الكثير من أعضاء وعشاق جماهير القلعة الحمراء.. والتي تمحورت في السياق التالي: ماذا استفاد التلال من ضم "النونو" و"السالمي" إلى صفوفه؟.. ومن هو المستفيد الحقيقي من صفقة النونو والسالمي؟.. وهل كان الفريق التلالي الكروي بحاجة ماسة لجهود النونو والسالمي في هذا الوقت خاصة بعد الإخفاق الكبير للنونو في "خليجي20" في قيادة منتخبنا ودون تحقيق أي شيء يذكر بدلاً من الخروج من المولد الخليجي خالي الوفاض وبلا حمص؟.. كما أن السالمي قد انتهت صلاحيته كلاعب، وانقضى عمره الافتراضي في الملاعب ومنذ فترة طويلة. وأود الإشارة إلى أني لست متحاملاً على اللاعبين الكبيرين اللذين كانا لهما صولات وجولات في سابق العصر والأوان، وكانا هدافين من الطراز الأول، ولكن مرور الزمن لا يترك شيئاً على حاله، وسبحان الذي يغير ولا يتغير. ولذا ليس غريباً أن جماهير الكتيبة الحمراء قد أطلقت تلك الأسئلة خاصة وأن انتقال النونو كان صفقة مجزية لا سابق ولا مثيل ولا نظير لها!، واللهم لا حسد.. لعل عشاق وجماهير البيت التلالي قد تابعت باستغراب شديد ما قاله "النونو" في لقائه الصحفي.. حيث قال بالنص " إن وضعي في التلال ممتاز ومرتاح مع عميد الجزيرة وإن شاء الله سنسعى بكل قوة لإهداء الجماهير التلالية بطولة الدوري، وهذا الكلام قاله النونو في 3 يناير 2011م وبعد أقل من أسبوع تبخر هذا الكلام بعد أن تردد عن قرب عودته إلى فريقه الأول أهلي صنعاء في عملية إنقاذ سريعة للإمبراطور من التدهور والتدني واحتمال وقوعه في مصيدة الهبوط لأول مرة في تاريخه.. وهذا الكلام جاء في منتصف فبراير 2011. والغريب هنا أن النونو أجاب على أسئلة في اللقاء الصحفي نفسه "هل تشعر أن تجاهل الأهلي لمطالبتك يرجع إلى ضمانهم بعودتك على اعتبار أن حكاية انتقالك من الأهلي متكرر كل موسم ومن ثم تعود لتلعب لهم؟!" ليجيب النونو على هذا السؤال قائلا: "هذا الكلام صحيح، وهكذا يتضح أن النية كانت مبيتة عند النونو لكي يستفيد من الصفقة التلالية الخيالية ومن ثم يعود أدراجه إلى فريقه الأول.. ويبدو أن التلال قد وقع في هذه المصيدة أو هذا الشرك وبحسن نية، وكل ذلك تم برغم ما يشاع عن ضعف موارد التلال الأمر الذي يستقيم وهذا الصرف الخيالي الخرافي؟!. أما السالمي الذي انتقل إلى التلال بصورة مفاجئة بعد ترهل جسمه وظهرت كرشه الكبيرة بوضوح.. فلم يقدر القيام بإنقاذ وإتمام الصفقة حتى بعد أن فقد قيمته الحقيقية في بورصة اللاعبين بل تبجح بالقول إنه لا يقبل البقاء في التلال لمجرد الأكل والشرب لأنه جاء للعب.. ولست أدري عن أي لعب يقصد هذا اللاعب المنتهي الصلاحية في الملاعب؟!.. والحصيلة الختامية لهذا كله أن النونو والسالمي كانا صفقة خاسرة بكل المقاييس.. وخيرها في غيرها يا تلال!!.