في ظل حمى المسلسلات التي تجتاح شهر رمضان المبارك و مدى تأثيرها على المشاهد العربي تناول الدكتور/ منذر إسحاق رئيس قسم علم الاجتماع بكلية الآداب جامعة تعز أهم مظاهر تلك السلبيات التي تؤثر على المشاهد العربي و خاصة عندما تختلف بيئةالمسلسل عن البيئة التي يعرض فيها مستدلاً بذلك على مسلسلي ( نور، و سنوات الضياع ) اللذين حظي باهتمام واسع في العالم العربي . و أضاف إسحاق في الملتقى الصيفي الأول الذي تنظمه مؤسسة صناع الحياة بتعز في إطار أنشطتها التي تستهدف الشباب لهذا ا لصيف في حديقة جاردن سيتي : إن الآثار الايجابية والسلبية التي تظهر من خلال عرض المسلسلات التركية في بيئة يمنية تختلف اختلافاً كبيراً عن تركيا، محذراً من الانجرار وراء كل المواقف، داعياً بذلك، جمهور" مهند ونور" و"لميس ويحيى " إلى الحذر من كثرة السم الذي يقدم في العسل المعروض عليهم، موضحاً أن المسلسلات التركية اليوم تستهدف العالم العربي أكثر مما تستهدف الشعب التركي وبالتالي فما ينفق عليها من أموال طائلة لا يمكن أن تكون من اجل "حب وغرام "، مشيراً إلى أن وراء الموضوع أشياء أخرى ينبغي أن تقرأ وتحلل بصورة دقيقة ليجد المشاهد العربي عامة واليمني خاصة في الأخير انه هو المستهدف، موضحاً أنه المسألة مسألة حب وعاطفة واحترام للمرأة فلدينا في كتب السيرة النبوية ما يكفي لكي نتعلم ونعرف كيف كان الرسول يحب زوجاته ويعاملهن، وقال رئيس قسم علم الاجتماع أن المسلسلات التركية التي أخذت تحظى باهتمام قطاع واسع من الناس بكل فئاتهم ومشاربهم ينبغي أن تخضع لتحليل دقيق من قبل المتلقين لأن ما فيها من رسائل يحتمل السلب والإيجاب وبالتالي فان الرسالة التي يتلقاها المشاهد من التلفاز من خلال عرضه للمسلسلات التركية أو غيرها نظراً لسيطرتها على عقول الكثيرين فإنها تؤخذ كدليل على مدى التأثير الذي يتركه التلفاز في نفس وعقل المشاهد دون بقية الوسائل الإعلامية "إذاعة - صحافة "، مؤكداً أن من وظائف التلفاز "تكوين شخصية المواطن .." وبالتالي ليس كل ما يشاهد يصدق، وأوضح أن الرسائل الموجهة من التلفاز هي موجهة لعقل المشاهد ولذلك مطلوب من المشاهد أن يحلل كل ما يراه لا أن يتقبل كل ما يعرض بعواطف وانفعالات بشرية تنتهي بانتهاء الحدث. كما قدم في الملتقى تعريف الإعلام وعلاقته بالاتصال بصفته شكلاً من أشكال الاتصال الذي هو في الأساس بمعنى التفاعل مع الذات ومع الآخرين بشكل مباشر - مواجه - أو غير مباشر - عن طريق وسيط. وتطرق الدكتور منذر أيضا إلى عناصر الاتصال المكونة من الرسالة والمرسل وأداة أو قناة الإرسال والمستقبل ومن ثم رجع الصدى أو التغذية العكسية . و أضاف: إن التلقي السلبي للرسائل الإعلامية عند شبابنا واستيعاب القيم والأفكار السلبية من البرامج والمسلسلات الإعلامية هو ما يطغى على معظم هذه الفئة من المجتمع، محذراً الشباب من التلقي للقيم الدخيلة على مجتمعنا والتي تحويها البرامج المستوردة بشكل خفي وغير مباشر إلا أنها تترسخ بهيئة ثقافة في عقول الشباب، وأن هذا التأثير يتسلل بشكل تدريجي ويؤثر على شخصية الفرد روحياً وثقافياً واجتماعيا . و اختتم منذر محاضرته بنصح الشباب بضرورة تفعيل العقل ووضع كل ما يتلقاه أو يسمعه تحت التحليل والتفسير، داعياً إلى أن يحدد كل شاب لنفسه ما يتلقاه لكل ما يتم فرضه عليهم بواسطة وسائل الإعلام . بعد ذلك أتيح المجال للحضور الذين اكتظت بهم حديقة "جاردن سيتي" بتعز لإبداء المناقشات والمداخلات . . يذكر أن آخر الملتقيات الجماهيرية للمؤسسة في إطار مهرجانها الصيفي سيقام الخميس القادم بعنوان "حوار الأجيال". الجدير ذكره أن مسلسل " نور " كان قد عرض على التلفزيون التركي عام 2005م و لم يلاقى النجاح الذي ظهر به في العالم العربي خاصة وأنه مدبلج باللهجة السورية المحببة إلى كل قلوب أكثر العرب .