اندلعت أمس مواجهات وصفت بالعنيفة بين متمردين حوثيين وأفراد الأمن في عدد من مرافق ومواقع الدولة في محافظة الجوف. وقال مراسل "أخبار اليوم" في الجوف إن المتمردين سيطروا على المجمع الحكومي بمنطقة الحزم مركز المحافظة وكذلك على المجمع الحكومي بمديرية خب والشعف والمنطقة الأمنية في منطقة المصلوب. المراسل أشار إلى أن المتمردين الحوثيين انقسموا إلى ثلاث فرق، حيث اتجهت فرقة إلى المجمع الحكومي بالحزم، فيما اتجهت الفرقة الثانية إلى المجمع الحكومي بمديرية"خب والشعف"، أما الفرقة الثالثة فقد اتجهت في ذات الوقت إلى المنطقة الأمنية بالمصلوب. وأكد المراسل أن مواجهات عنيفة اندلعت بين المتمردين وبين أفراد المنطقة الأمنية بالمصلوب قبل السيطرة عليها، مما أدى إلى استشهاد قائد المنطقة الأمنية وجنديين, إضافة إلى إحراق طقمين عسكريين تابعين للمنطقة . وأوضح أن السيطرة على المجمعات والمناطق الأمنية تمت ظهر أمس وفي وقت واحد , ففي منطقة الحزم خلفت المواجهات أكثر من عشرة جرحى بينهم جنود وعدد من موظفي المكاتب التنفيذية داخل المجمع ومنهم مدير الخدمة المدنية ربيع الغانمي, مشيراً إلى أن إصابة مدير الخدمة بليغة، حيث تم نقله على إثرها إلى العاصمة صنعاء لتلقي العلاج. شهود عيان أكدوا ل"أخبار اليوم" سيطرة المتمردين على نصف المكاتب التنفيذية في المجمع الحكومي بمركز المحافظة. وفي ذات السياق قالت مصادر محلية مطلعة إن المسلحين المتمردين سيطروا على نقطة "السدباء" الإستراتيجية العسكرية المطلة على اللواء "115", مفيدة بأن مجاميع مسلحة تابعة للمتمردين قامت مساء أمس بمحاصرة المجمع الحكومي بمديرية "المطمة"، في حين قامت مجموعة من القبائل المؤيدة للدولة بالتمركز في عدد من المكاتب التنفيذية التي لم يقتحمها المتمردون. إلى ذلك علمت الصحيفة أن ثمة جهود وساطة محلية يبذلها بعض الوجاهات والمشائخ بالجوف لإقناع العناصر المسلحة بإخلاء المرافق الحكومية ولم يتسنِ للصحيفة معرفة نتائج هذه الجهود التي استمرت حتى ساعة متأخرة من مساء أمس الاثنين. من جانبه أكد الناطق الرسمي باسم أحزاب اللقاء المشترك الأستاذ/ محمد قحطان، أنه من حيث المبدأ فاللقاء المشترك يدين استخدام العنف والسلاح تحت أي مبرر أو أي ظرف وفي أي مكان سواءً من قبل مجموعات ترفع السلاح في وجه الدولة أو استخدام الدولة للعنف ضد مواطنيها.. مشدداً على أن نضال أحزاب اللقاء المشترك سلمي في جميع المحافظات، بما فيها الجوف ، وأن على الدولة القيام بإجراءاتها الدستورية والقانونية ضد كل من يرفع السلاح .. مؤكداً في ذات السياق أن ثورة الشباب التي تملأ الساحات سلمية بامتياز. وعلى صعيد متصل شدد النائب البرلماني الدكتور/ محمد القباطي على ضرورة التحقيق فيما حدث أمس بمحافظة الجوف ومحاسبة مقترفي تلك الأعمال الإجرامية التي طالت مبان حكومية وأمنية ومسئولاً أمنياً وجنوداً في الدولة، معتبراً ما جرى في تلك المحافظة من أعمالٍ جرائم ضد الإنسانية من أية جهة كانت. وأشار العضو البرلماني في الحزب الاشتراكي اليمني في تصريح ل"أخبار اليوم" إلى أن ثورة الشباب سلمية وأي مصدر للعنف واستخدام السلاح مدان بكل المقاييس ومرفوض في كل الأحوال حسب تعبيره لافتاً إلى أن الاحتجاجات السلمية ينبغي حمايتها وليس قمعها، كونها مكفولة دستورياً. وأوضح النائب القباطي أن المعلومات لديه فيما يخص مأرب بأن مرافقي المحافظ أطلقوا النار على المحتجين، مؤكداً أن أي عملية قمع للاحتجاجات السلمية سواءً في صنعاء أو في الجوف أو مأرب أو في أي مكان من أنحاء الجمهورية مدانة وغير مقبولة أيضاً.