نقلت وكالة "أنباء" الإيرانية عن مصادر مقربة في إيران القول: إن الرسالة التي حملها وزير الخارجية السوري وليد المعلم من العاهل السعودي إلى القيادات الإيرانية تطلب من سوريا إبلاغ طهران عدم التدخل في البحرين. وأضافت المصادر أن الرسالة لم تحمل شيئاً آخر، بل طلباً سعودياً من الجهات الإيرانية عدم التدخل في البحرين. ويرى مراقبون أن ما قام به النظام السعودي من تحرك عسكري بالبحرين لا يأتي للحفاظ فقط على نظام آل خليفة فحسب، بل لمنع وصول شرارة الانتفاضة التي تجتاح المنطقة العربية. وكان رئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني قد أكد في مقابلة صحفية أن طهران لن تقف مكتوفة الأيدي إزاء المجازر الوحشية التي يتعرض لها الشعب البحريني، داعياً القوات الأجنبية إلى الانسحاب الفوري من البحرين. وأجرى وزير الخارجية السوري وليد المعلم مباحثات في طهران مع نظيره الإيراني علي أكبر صالحي ومع أمين المجلس الأعلى للأمن القومي سعيد جليلي. وفي هذا السياق أكد الأمين العام المساعد للشؤون السياسية في مجلس التعاون الخليجي الدكتور/ سعد العمار ، أن إيران تجاوزت الخطوط الحمراء وقلبت الحقائق بشأن أحداث البحرين. كما نقل موقع " عصر إيران " عن العمار قوله: إن "دخول قوات درع الجزيرة إلى البحرين كان بسبب الخطر الذي تعرضت له الدولة الخليجية". وزاد العمار أنه "أصبح من الواضح الآن أن القرار كان صائباً، وساعد على إضفاء مزيد من الأمن والطمأنينة في قلوب الأشقاء في مملكة البحرين". واستهجن المسئول الخليجي الموقف الإيراني تجاه الأزمة في البحرين، وأضاف "سمعنا وقرأنا تصريحات لمعظم المسئولين الإيرانيين حول الوضع في مملكة البحرين وكأنه شأن إيراني أو يخص مواطنين إيرانيين". ورداً على سؤال عن تبادل طرد الدبلوماسيين بين البحرينوإيران قال الدكتور/ العمار"الموقف الإيراني من هذه الأزمة تعدى كل الأعراف الدبلوماسية والخطوط الحمراء في علاقات الدول بعضها ببعض" ، مشيراً إلى أنه يعتبر "تدخلات سافرة ( من إيران) في الشأن الداخلي لمملكة البحرين". وعن تصريحات وزير الخارجية الإيراني حول دخول قوات درع الجزيرة للبحرين قال العمار "تنظر دول مجلس التعاون إلى إيران بوصفها دولة صديقة ودولة جوار، لكن إيران مع الأسف لا تتعامل من هذا المنطلق". وأضاف أن "التصريحات التي صدرت من المسئولين الإيرانيين، جاءت متناقضة تماماً مع هذه المبادئ، فيما يتعلق بموضوع دخول القوات". وتابع العمار: إن استدعاء قوات درع الجزيرة جاء بناءً على طلب مملكة البحرين، مؤكداً أن "الهدف من هذه القوات هو حماية منشآت ومواقع حيوية تخدم المواطنين والمقيمين كافة في مملكة البحرين من أي تهديد خارجي".