بعد (40) يوما من رحيل صديقي خالد هادي عبدالله (حجير) نجم ولاعب فريق نادي فحمان في مديرية مودية بمحافظة أبين وجدت نفسي بحاجة إلى أن أبعث رسالة خاصة عبر سطور أكتبها لتجاوز محنة أفزعتني يوم أن أبلغت بها في يوم (21) فبراير الماضي التي كانت كالصاعقة التي هزت أركاني بموعدها الذي خص من المولى عز وجل لحظة رحيل عن دنيا الفناء لإنسان جمعتني به السنوات بحلوها ومرها قبل أن تفرقنا ظروف الحياة والعمل ليس في اتجاهات مختلفة دون أن يكون لنا مواعيد لقاء في عدن كان آخرها قبل أيام من الرحيل، وكأنها الأقدار شاءت بنظرة لي معه كانت أخيرة ونهائية. كثيرون يعرفون أن هذا الخالد في قلوبنا إلى أن نلقاه كان مثالا للإنسانية التي لا تتجزأ في السلوك وحسن المعاملة والرقي في تقدير الآخرين والارتباط بهم في منطقته، حيث نشاء وترعرع وقدم مشوار كروي لافت كنت شاهدا عليه باعتبارنا جيلا واحدا مميزا قدم لنادي فحمان كرة رائعة كانت تلفت الأنظار إليها حين يكون لها مواعيد في عدن، ومنها كانت لي وجهة أخرى مع كرة القدم، بينما كانت الانتماء إلى الأرض عند الرحل حلقة حجز بين ظهور موهبته الكروية في ميادين أفضل وبألوان أخرى. إذا كنت قد استطعت أن أكتب فأنني لا أجد نفسي للعبور إلى مساحة أكبر في سرد تفاصيل قيمة الكابتن خالد الذي عرف بلقب (حجير) هناك في مسقط رأسه، حيث سقط رأسي أيضا، فحكاية الرحيل دائما تصعب الحديث عن فراق إنسان أحببته وأحبك، إنسان عشت معه كما لم تعش مع الآخرين في أحلى فترات عمرك، لكنها مشيئة الله وكل نفس ذائقة الموت.. والعزاء لنا في رحيل أبي (زينب، سعيدة، ونوف) سوى ما تركه للآخرين من سيرة عطرة كتبها بأخلاقه الدمثة التي كان فيها عناون للهدوء ورزانة العقل منذ أن كان له علاقة خاصة مع كرة القدم وشباك الخصوم. تغيبتُ عن فلسفة الكلمات كي أصل برسالتي في هذه السطور، ويغيب عن الإحساس بالمكان لأنني أروى حكاية ارتباط بإنسان عزيز بل أخ وصديق إلى حيث تكون معاني الكلمات، لكنها الأعمار لا ندري إلى أين ستوصل بنا.. رحمة الله عليك صديقي (حجير) وإلى جنات النعيم بإذنه الواحد الأحد.