انطلقت أمس الأربعاء من ساحة التغيير بأمانة العاصمة صنعاء مسيرة حاشدة باتجاه جولة كنتاكي مروراً بشارع الزبيري والستين ومن ثم العودة إلى ساحة الاعتصام، ضمن استعدادات واسعة في العاصمة والمحافظات لإحياء جمعة "الإصرار". وحسب مصادر ميدانية فقد انطلقت المسيرة من وسط ساحة التغيير واتجهت نحو شارع الزراعة ومن ثم إلى قاع العلفي ومروراً على بعُد أمتار من القصر الجمهوري وردد المتظاهرون شعارات وهتافات منها " سلمية سلمية لا للحرب الأهلية "، كما رددوا شعارات تطالب بإسقاط النظام وتندد بالمجازر الدموية بحق المتظاهرين وإخفاء جثثهم واعتقال المصابين وتعذيبهم. وقامت قوات الأمن المركزي بإرسال تعزيزات من جنودها لاعتراض المسيرة جوار بنك كاليون بالزبيري، غير أن أفراد الأمن المركزي -حسب شهود عيان- رفضوا الأوامر باعتراضها عندما رأوا حشداً غفيراً في مسيرة سلمية. وقد انتشرت قوات من الأمن المركزي والحرس الجمهوري وقوات مكافحة الشغب من بداية شارع الزبيري وحتى تقاطع شارع الستين . وجاءت هذه المسيرة تلبية لدعوة شباب ساحة التغيير وذلك للتصعيد والاستمرار في تنفيذ مطالب الشباب والتي تقضي برحيل الرئيس صالح ومحاكمته وجميع رموز نظامه. وتعد هذه المظاهرة من أكبر المظاهرات التي شهدتها العاصمة صنعاء والتي تطالب برحيل النظام الحاكم في البلاد . وضمت المسيرة كل شرائح المجتمع من نقابيين ومعلمين وأطباء ومهندسين، كما انضم إلى المسيرة العديد من المشائخ وقادات في الجيش. كما انطلقت مسيرة نسائية من جامعة العلوم والتكنولوجيا فرع البنات، جابت شارع الستين، ثم شارع الرباط، وأكدن خلالها رفضهن المبادرة الخليجية قطعاً وتفصيلاً وأن دم الشهداء لن يذهب سدى. إلى ذلك ذكر موقع "الأضواء نت" أن مجموعة من سكان طريق المطار بأمانة العاصمة قاموا بقطع الطريق الرئيسي المؤدي إلى مطار صنعاء الدولي وذلك بواسطة أسطوانات الغاز التي رصوها وسط الإسفلت احتجاجاً على عدم توفر مادة الغاز وارتفاع سعر الأسطوانة إلى مبلغ متفاوت السعر مابين3000 3500ريال في السوق السوداء بفارق حوالي 2400 ريال عن سعرها الرسمي. وكانت ظاهرة قطع الخطوط ومنع مرور السيارات قد بدأت منذ ظهور أزمة الغاز في ظل غياب أي معالجات من قبل وزارة النفط والشركة اليمنية للغاز وكذا الأجهزة الأمنية بالأمانة التي عجزت عن القيام بدورها الأمني، مكتفية بالتفرج مكتوفة الأيدِ رغم دعوات السائقين والمواطنين للأطقم التي تصل إلى أماكن القطاعات والتي انتشرت بشكل كبير في مختلف أحياء وشوارع أمانة العاصمة. وقال شهود عيان إن بعض الأطقم الأمنية التي تأتي لفك الخطوط تقع نفسها في يد المتقطعين.