شيعت عدن ظهر أمس جثمان الشهيد/ غسان عبدالقوي (شهيد اللجان الشعبية) في جنازة مهيبة انطلقت بعد الصلاة عليه من أمام منزله في الشارع الرئيسي بمديرية المعلا وشارك فيها جموع غفيرة ضمت شخصيات ووجهاء من أبناء عدن ومحبي الشهيد يتقدمهم شباب الثورة ليوارى جثمانه وسط زغاريد النساء. وتوجه الموكب الجنائزي المهيب الذي تزامن الصلاة عليه وعلى شهداء الأربعاء الماضي في صنعاء عقب صلاة الجمعة إلى مديرية كريتر وسط الهتافات والشعارات المؤكدة على الوفاء لدماء الشهداء والمطالبة بإسقاط النظام ومحاكمته. الشهيد (غسان عبدالقوي) الذي أُصيب يوم الأربعاء الموافق 13 أبريل أثناء تنفيذ العصيان المدني في عدن بقي في حالة موت سريري حتى وافته المنية في 24 أبريل. ويعتبر الشهيد غسان أصغر إخوته وهو من مواليد مدينة المعلا 1978م وحاصل على دبلوم عالي تربية إسلامية من المعهد العالي للمعلمين عام 2002م ( بدون وظيفة) وكان مثالاً للشاب المثالي وصاحب حق وقضية، وقد التحق بحلقات تحفيظ القرآن مبكرًا و هو من خيرة الشباب الذين يتقدمون الصفوف في خدمة الناس وشهد له القريبون منه بالصدق والإخلاص والانضباط . وفي مديرية كريتر انطلقت عصر أمس مسيرة ضخمة استجابة للدعوة التي وجهها منتديات شباب التغيير واتحاد القوى الثورية للتنديد بالمجازر التي يرتكبها النظام . وقد طافت المسيرة شوارع المديرية حتى وصلت إلى ساحة الحرية والتغيير بجانب البنك الأهلي اليمني، رفع المتظاهرون خلالها صوراً للشهداء ولافتات تعبر عن مطالب الثورة وشعارات لإسقاط النظام ومحاكمته على جرائمه ورفضًا للمبادرة الخليجية، كما رفعوا علماً للجمهورية اليمنية بطول خمسين متراً وقد تميزت المسيرة بحضور كبير للأطفال بزينتهم الوطنية وبالرسوم المعبرة على وجوههم.. كما زينت المسيرة الشعارات التي هتف بها المشاركون في المسيرة والتي من بينها "لا شمال ولا جنوب وحدتنا وحدة قلوب"، رداً على خطابات علي عبد الله صالح التي قال فيها إنه لو سقط النظام فإنه سيتم الانفصال. من جانبهم أدان شباب الثورة بمديرية المنصورةبعدن قيام الأجهزة الأمنية بإطلاق الرصاص الحي على المواطنين في حي السلام بمديرية خور مكسر ؛ والذي أدى إلى سقوط (4) جرحى. وأكدوا في بيانهم أنه سيتم محاسبة النظام على تلك الجرائم التي يرتكبها بحق الشباب المعتصمين سلمياً ومحاسبته وأنها لا تنتهي بالتقادم. إلى ذلك صرح مصدر أمني مسئول بمحافظة عدن أنه وفي حوالي الساعة الثامنة والربع من مساء أمس الأول هاجمت مجموعة إرهابية مسلحة حراسة البنك المركزي بكريتر؛ وذلك بإطلاق النار من أسلحة مختلفة ومتوسطة، تم الرد عليها مباشرة من قبل الحراسة. وأضاف المصدر أن ذلك الاشتباك نجم عنه إصابة أحد أفراد العربة المكلفة بحراسة البنك بإصابات بليغة، نقل على إثرها إلى مستشفى الجمهورية لتلقي العلاج وهو في حالة حرجة . وبحسب المصدر الأمني فإن الأجهزة الأمنية تواصل ملاحقتها لتلك العناصر التي تحتمي ببعض المنازل والأحياء السكنية. هذا ويتوقع أن تشهد شوارع وأحياء محافظة عدن صباح اليوم السبت عصياناً مدنياً تشارك فيه مختلف فئات المجتمع بهدف الضغط على النظام للاستجابة لمطالب الشباب.