أحب الصحافة و الإعلام منذ طفولته حتى أصبح ذلك الحب ينمو ويكبر ويترعرع مع الزمن، دخل عالم الصحافة والإعلام وبرز من خلال كتابته للعديد من المقالات في مختلف الصحف والمجلات اليمنية، قام بتأسيس أول صحيفة مستقلة شاملة من مسقط رأسه بمحافظة إب وهي صحيفة ( أوام )، أضيفت إلى رصيده الإبداعي ويعد بنظر الكثير من الإعلاميين اليمنيين أصغر رئيس تحرير صحفي في اليمن خاصة والوطن العربي عامة إذ لا يتجاوز عمره ال( 23 )عاماً، يعتبر عضو متطوع في العديد من المنظمات الخيرية والطوعية وناشط في مجال حقوق الطفل . قادته الصدف مؤخرا إلى الترشح لنيل رئاسة اتحاد الشباب العربي المبدع باليمن وبالفعل كانت المفاجئة إذ تم اختياره من ضمن الكثير من المترشحين ليصبح أول رئيسا للاتحاد العربي للشباب المبدع في اليمن و يسعى حالياً للحصول على ( جائزة الإعلام العربي لحقوق الطفل التابعة لجامعة الدول العربية ، ومنظمة الأممالمتحدة لحماية الطفولة ( اليونسيف). "أخبار اليوم" كان لها وقفة متميزة مع الكاتب والإعلامي الشاب المبدع "موسى العيزقي" لاستعراض تجربته في عالم الصحافة والإعلام وكيف تم ترشيحه واختياره لتولي منصب رئاسة اتحاد الشباب المبدع في اليمن، وماهية البرامج والخطط التي سيقدمها للشباب الموهوب في الفترة القادمة والوسائل التي ستتخذ للتنقيب والبحث عنهم، بالإضافة إلى أبرز المشاكل والصعوبات التي تواجهها بلادنا لعدم اهتمامها بهذه الفئة التي يتلاشى إبداعاتها وموهبتها يوماً بعد يوم فالي الحوار : *حدثنا كيف جاءت فكرة ترشيحك واختيارك لتولي رئاسة اتحاد الشباب المبدع؟. في الحقيقة فكرة إنشاء منظمة تهتم بالمواهب والمبدعين وتدعمهم، كانت تلوح في بالي منذ فترة ليست بوجيزة، وكانت مؤجلة إلى اجل غير مسمى بسبب حجم الفكرة وقلة الإمكانيات، ولم أكن أتوقع أن ذلك سيتحقق بهذه السهولة، وبهذا الزخم الكبير، كنت احلم بوجود مرجع يجمع الشباب المبدعين على مستوى مدينتي فقط، وليس على مستوى العالم العربي، ولكن بفضل الله تحقق هذا الحلم من حيث الشكل وبهذه الصورة الجميلة والرائعة،ولكن يبقى الأهم من ذلك وهو ترجمة ذلك الحلم على أرض الواقع. أما بخصوص ترشيحي للمنصب فكانت عن طريق الصدفة، وذلك عبر أحد الزملاء، وهو يمني، يقيم في سوريا، هو شاب متحرك ونشيط وطموح جداً، وله علاقات كبيرة وواسعة، فهو عرض علي الفكرة، وقال لي لقد تعرفت على ناس يعملون في إحدى الجهات التي تهتم بالشباب المبدعين، وأنا أرى انك من هؤلاء، وقال : سأحتفظ بنسخة من ال C.v)) الخاص بك وأقدمه لإدارة الاتحاد، وبالنسبة لي رحبت بالفكرة بشكل كبير، ولكني كنت غير متوقع ولو بنسبة 1%، وكنت أظنها مجرد مزحة. وبعد أيام قليلة أرسل رسالة إلى إيميلي تفيد بأنه تم طرح موضوعي على الإدارة، وأنهم أعجبوا بال(C.v)، وقالوا هذا هو المطلوب، وقدم إلي عرضاً من إدارة الاتحاد للعمل هناك، ومع هذا كله مازلت أظنه يمزح. كذلك طلب مني عمل تصريح بمناسبة الموضوع لإحدى المحطات الإعلامية، فعملت تصريحاً وتحدثت عن حال الشباب في اليمن، وعن الوضع الاقتصادي الذي يعانونه..... إلخ ومع ذلك لم أكن مقتنعاً. *ما هي المعايير الأساسية لاختيارك؟. طبعاً من شروط الحصول على التعيين ( الانجاز) وأعني بذلك أن يكون الشاب المرشح لهذا المنصب قد أنجز شيئاً ما يذكر على صعيده المهني أو الاجتماعي. وبالنسبة لي فقد كان الله تعالى سبباً في توفيقي، إضافة إلى دعوات الوالدة، وبعض الانجازات البسيطة التي كان على رأسها ( تأسيسي لصحيفة أوام الأهلية)، وجمعي لكتاب ( السعادة الدائمة)، لأنهم بصراحة اندهشوا بصغر سني كما أسلفت. *ألا ترى أن هذه الفكرة قد جاءت متأخرة خصوصاً وان هناك الكثير من الشباب المبدعين تلاشت إبداعاتهم ومواهبهم منذ سنوات بسبب عدم اهتمام الدولة بهم؟. - اتفق معك، ولكن أن تأتي متأخراً خير من أن لا تأتي، وبطبيعة الحال فإن اللوم يوجه إلى الجهات المعنية، لتقصيرها الكبير من ناحية الاهتمام بأصحاب المواهب والإبداعات، وعلى رأس تلكم الجهات ( وزارة الشباب والرياضة)، بالفعل، هناك الكثير من الموهوبين رأينا مواهبهم وإبداعاتهم تتلاشى وتموت أمام أعينهم، وهم لا يستطيعون فعل شيء، أيضاً هناك الكثير من المبدعين تركوا إبداعاتهم ومواهبهم وذهبوا يبحثون عن أعمال أخرى تدر لهم أموالاً يواحهون بها متطلبات الحياة المعيشية. أيضاً اللوم هنا موصول إلى جماعات الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني، والجمعيات الطوعية التي تتغنى ليل نهار باهتمامها بأصحاب المشاريع الصغيرة، بينما نجد أعمال تلك الجهات لا تقتصر ألا على أصحاب الوساطة والمحسوبية، فمعظم الأحزاب والمؤسسات لا تهتم ألا بكوادرها، ومن هم تحت لوائها، بينما نجد الكثير من المبدعين الحقيقيين يهمشون، وتتحطم أمانيهم فتتلاشى أحلامهم يوما بعد يوم. * اليمن غنية بالشباب الموهوب والمبدع في مجالات الحياة المختلفة ولكن البعض منهم يصاب بحالات من الإحباط والتذمر بسبب الأوضاع الاقتصادية وعدم اهتمام الدولة بهم، فيهاجر البعض منهم إلى الخارج بحثاً عن فرص أفضل للتدريب والتأهيل و تحسين أوضاعهم المادية.. ما تعليقكم على ذلك؟. - بالفعل اليمن فيها الكثير من المبدعين وفي جوانب عدة في الشعر والأدب والغناء، والإنشاد والرياضة وغيرها من الإبداعات، ولكن بسبب الوضع الاقتصادي، والتهميش المتعمد من الدولة نرى الكثير من هؤلاء المبدعين لا يظهرون ألا عندما يخرجون إلى دول الجوار، والأدلة على ذلك كثيرة( فمعاذ الجنيد، وعبد العزيز عبد الغني، وعمار العزكي وفؤاد عبد الواحد و عبد العزيز الزراعي ) كل هؤلاء لم نكن نسمع عنهم داخل اليمن، ونفاجأ بظهورهم على شاشات القنوات العربية، وهذا يعتبر وصمة عار على جبين الحكومة اليمنية الرشيدة!، ممثلة بوزارة الشباب والرياضة، ووزارة الثقافة وكذلك وزارة الإعلام، فلماذا لا يتم عمل برامج وورش عمل تأهيلية وتدريبية لمثل هؤلاء المبدعين؟! * باعتقادك ما أبرز المشكلات التي تواجهها بلادنا والتي تحول دون تطوير وتعزيز قدرات الشباب الإبداعية ؟. - من وجهة نظري أرى أن الوضع الاقتصادي ساهم بشكل كبير في عزوف الكثير من المبدعين من الالتحاق ببرامج التدريب والتطوير، ولكن لا نستطيع القول بأن هذا يعتبر عائقاً كبيراً، فهناك مسألة الرغبة الدائمة وحب التطور والانفراد، وكذلك الدافع الداخلي لصاحب الموهبة، فإذا كان يمتلك رغبة مشتعلة فسوف تؤدي به في النهاية إلى تحقيق موهبته،والوصول إلى هدفه، وتساعده على تجاوز الصعاب والتغلب عليها، لان طريق المستقبل ليس مفروشاً بسجاد احمر، وإنما ملئ بالا شواك والحجارة، ولكن الذكي من توكل على الله، وعمل على تحدي الصعاب، ومواجهة المخاطر، والشاعر يقول ( ومن يتهيب صعود الجبال ، يعيش أبد الدهر بين الحفر)، والأحداث شاهدة على ذلك فقد رأينا الشاب المبدع ( فؤاد عبدا لواحد) كيف تغلب على الصعاب بالرغم من انه كان يواجه العديد من المعوقات، ولكن الرغبة والإصرار كانا متوفرين، وقد وصل إلى تحقيق هدفه، وأصبح حديث الكل، وهذا يعود بعد الله إلى رغبته الكبيرة وتصميمه وتحمله للمشاق، كذلك بجهود الخيرين الذي وقفوا معه، ودعموه بشكل كبير. *باعتقادك ماذا يحتاج الشباب المبدع؟. - الشباب بحاجة إلى أيادٍ حنونة تساعدهم وتشجعهم، وتتيح لهم الفرصة وتوفر لهم البيئة الآمنة والمناسبة لصقل مواهبهم، وإخراجهم إلى حيز الوجود. *على ماذا سيعتمد تدريبكم ؟. - كبداية سنعتمد على التدريب الذاتي، وأعني به ( الدورات التدريبية)، لاسيما في الجوانب التي تحتاج إلى ذلك، خصوصاً الإنشاد والغناء، والرسم والكتابة، حيث لازلنا بصدد التنسيق مع بعض الجهات الطوعية من مؤسسات فنية، وإنتاج ومراكز تأهيل وتدريب للعمل على استقطاب المواهب والمبدعين، وتنمية مواهبهم عبر مدربين متخصصين في هذه المجالات، وهذا يحتاج منا إلى وقت وجهد كبيرين، ولكن الجميع مرحب بالفكرة، ومستعد يعمل من اللحظة، طالما وهو من سيكون له الفضل في اكتشاف ولو موهبة واحدة، هذا على المدى القريب، أما على المدى البعيد فهناك مشروع كبير لا أريد الإفصاح عنه في الوقت الحالي. * قلتم في إحد تصريحاتكم الصحفية أنكم ستنقبون عن المبدعين - كيف سيتم التنقيب والبحث عنهم؟. - هناك آليات محددة لاختيار المبدعين، كذلك من خلال تواصل صاحب الموهبة معنا، من خلال نشاطنا الإعلامي الواسع كذلك سيتم اختيار مندوبين في جميع المحافظات لاختيار أصحاب المواهب، والتنسيق المتبادل معهم . * ما هي خططكم ومشاريعكم المستقبلية تجاه هؤلاء الشباب ؟ - أول خطة عبارة عن ورشة عمل مفتوحة لاستقبال المجموعة الأولى من الشباب المبدع و أصحاب المواهب. * برأيك ما هي شروط الإعلامي الأساسية؟ - أرى أن الشكل الجميل، والصوت الجذاب، والأداء الجيد، والإلقاء الممتاز، إضافة إلى التواضع والبساطة وحسن الخلق.. كل هذه مقومات شخصية، أيضا لا ننسى ضرورة الإطلاع والمعرفة والثقافة، ومتابعة كل صغيرة وكبيرة وكل هذه أمور تؤهل الإعلامي وتمكنه من التقدم والارتقاء. * ماذا أضافت لك صحيفة أوام؟ - أضافت لي مزيداً من الحب والاحترام، والتعرف على نخبة كبيرة و رائعة من نجوم الصحافة والإعلام في الساحة، كما أضافت لي شيئاً من الخبرة والمعرفة، كذلك تجارب رائعة في ملف سيرتي الذاتية. *هناك من يقول بأن وراء صحيفة (أوام) جهة تدعمها، كيف تعلقون على ذلك؟ - كثر الكلام في الآونة الأخيرة عن وجود جهات داعمة ل (أوام)، فالبعض يرى أن هناك جهات حكومية تدعمها، والبعض الآخر يقول بأن هناك جهات معارضة، وكل ذلك ناتج عن الاستقلالية التامة التي تتمتع بها (أوام)، بحيث يجد القارئ اختلافاً كبيراً وواضحاً بين عدد وآخر. ولكن لا يعني كلامي السابق بأننا لا نسعى أو نبحث لا يجاد أناس شرفاء يدعمونها، لكي تظل منبراً حراً مستقلاً، دون التدخل في سياساتها الصحفية. * لماذا تأخر صدور كتابك ( السعادة الدائمة) إلى الآن ؟ - بسبب الوضع المادي، وعدم وجود دور النشر التي تقوم بنشر مؤلفات المبدعين وتشجعهم، وهذا بحد ذاته كان كفيلاً بالتفكير والتخطيط العميقين لإيجاد منظمة تهتم بالمبدعين على غرار الاتحاد العربي للشباب المبدع. * هل هناك كلمه تود أن تقولها في نهاية هذا اللقاء ؟ - أود أن أشكركم وكل القائمين على صحيفة ( أخبار اليوم)، وأدعوا كل الوسائل الإعلامية من صحف ومجلات وإذاعات وقنوات تلفزيونية إلى الاهتمام بالمواهب اليمنية، والتنسيق مع اتحاد الشباب المبدع، من أجل تظافر الجهود، والعمل على خدمة شباب اليمن، ومساعدتهم، واستكشاف مواهبهم، وإبداعاتهم وهم لا يزالون على أرض الوطن. كذلك أود أن أبعث برسالة عتاب إلى الجهات المعنية، على إهمالها الكبير وتقصيرها بحق الشباب اليمني ، وأقول لها ( إننا لنزداد فخراً عندما نرى شاباً من شباب اليمن يمثلنا في إحدى المسابقات التي تقيمها بعض دول الجوار، ولكننا نشعر بالأسى عندما نرى الآخرين يهتمون بشبابنا ويمدون لهم يد العون والمساعدة ونحن لم نقدم لهم أي شيء، على الرغم من أننا نمتلك الكثير من المقومات والإمكانات).