قتل مدنيان وأصيب 31 شخصا على الأقل بينهم 29 جنديا عندما حاول "مهاجم انتحاري" اقتحام معسكر للجيش الباكستاني بسيارة محملة بالمتفجرات قرب نفق كوهات شمالي غربي البلاد صباح أمس الجمعة وفق ما ذكرت مصادر رسمية. وتبع الانفجار تبادلكثيف لإطلاق الرصاص بين مسلحين يعتقد أنهم من طالبان باكستان وقوات الأمن التي قطعت الطرق المؤدية لمكان الانفجار. واستهدف الهجوم مقرا للقوات شبه النظامية في منطقة دارا آدم خيل -المعروفة بمصانع وأسواق السلاح غير القانونية- في الإقليم الحدودي الشمالي الغربي (سرحد) وعاصمته بيشاور. ويربط نفق كوهات العاصمة الإقليمية بحاميات عسكرية على أطراف مناطق القبائل المحاذية للحدود الأفغانية والتي تشهد مواجهات بين الجيش والمسلحين. وطبقا لمصادر أمنية ومسؤولين فإن المهاجم حاول اقتحام بوابة المعسكر بسيارته الملغومة، ورفض التوقف فعاجله الجنود بإطلاق الرصاص تجاه سيارته فانفجرت قبل دخولها. وأشارت مصادر عسكرية إلى أن المهاجم حاول صدم شاحنة للجيش تقل جنودا أثناء خروجها من بوابة المعسكر ما أدى إلى مقتل مدنيين من المارة وإصابة أكثر من عشرين جنديا آخرين. وتشهد مناطق القبائل في شمال غرب باكستان هجمات يومية من هذا النوع ينفذها مسلحون إسلاميون مقربون من حركة طالبان وتنظيم القاعدة. ومنذ انهيار الائتلاف الحاكم في باكستان يوم 18 أغسطس قتل أكثر من 200 شخص في اشتباكات وتفجيرات. ويأتي استمرار دوامة العنف في وقت كشف رئيس هيئة الأركان في الجيش الأميركي الأدميرال مايكل مولن أمس أنه اجتمع ومسؤولون عسكريون أميركيون كبار مؤخرا مع قيادة الجيش الباكستاني للبحث في أعمال العنف على الحدود بين باكستانوأفغانستان. وقال مولن في مؤتمر صحفي إنه التقى قائد الجيش الباكستاني الجنرال أشفق كياني ومسؤولين عسكريين آخرين أثناء رحلة إلى الخارج. وأشار إلى أن الجنرال ديفد بتراوس -الذي يستعد لتسلم القيادة العسكرية الأميركية الوسطى- وقائد قوات حلف شمال الأطلسي في أفغانستان الجنرال ديفد ماكيرنان شاركا في الاجتماع الذي عقد على متن حاملة الطائرات الأميركية أبراهام لنكولن. ورفض مولن الدخول في تفاصيل الاجتماع، لكنه وصفه بأنه كان "مشجعا". وأوضح أن "الجنرال كياني ينفذ عمليات لم تكن تحصل قبل أشهر"، معتبرا تحركه أمرا مشجعا، لكنه رغم ذلك أعرب عن اعتقاده أن الأمر سيستغرق وقتا لحل مشكلة الأمن على الحدود الأفغانية الباكستانية. وتتعرض باكستان لضغوط كبرى من الولاياتالمتحدة منذ أشهر للسيطرة على المسلحين في المناطق القبلية الحدودية مع أفغانستان. وقد بدأ الجيش الباكستاني بالفعل منذ ثلاثة أسابيع هجوما واسعا على مقاتلي حركة طالبان باكستان في تلك المناطق. وتسببت هذه العملية في منطقة باجور ووادي سوات حتى الآن في مقتل أكثر من 500 مسلح، طبقا للجيش الباكستاني، لكن لا يمكن التأكد من حصيلة الضحايا هذه من مصدر مستقل. كما تسببت الهجمات التي ينفذها مسلحون ينتمون لطالبان باكستان ومعظمها عمليات انتحارية بمقتل زهاء 1200 شخص منذ أكثر من سنة.