قالت مصادر محلية بمحافظة أبين إن اللواء (25 ميكا) المحاصر في مدينة زنجبار عاصمة المحافظة يعاني من نقص حاد في المؤن والسلاح ، وتتهم قيادات في اللواء وزارة الدفاع اليمنية بالتقصير في فك الحصار عن اللواء (25 ميكا ) . ويرى خبراء عسكريون أن وجود هذا اللواء في زنجبار وصموده في وجه مسلحي جماعة (أنصار الشريعة) هو صمام أمان لمدينة عدن وعدم سقوطها بيد المسلحين من الجماعة المذكورة، الأمر الذي جعل عدداً من قبائل أبين تقوم بمساندة اللواء المحاصر ومقاتلة (أنصار الشريعة) خصوصاً وأن خلافات حادة قد نشبت مؤخراً بين عدد من قبائل أبين والعناصر المسلحة بعد الاعتداء الأخير على بعض الممتلكات التي تملكها القبائل. وقالت المصادر إن مشائخ القبائل في أبين قاموا مؤخراً بنشر عناصر مسلحة في الطرقات الرئيسية وخصوصاً الرابطة بين مديريات "زنجبار جعار مودية"، ونصبوا نقاط تفتيش بهدف فرض سيطرتها على المنطقة، مضيفين أن هذه الأعمال القبلية جاءت بعد قيام العناصر المسلحة التي تطلق على نفسها صفة الجهادية، بالتعدي على ممتلكات وحقوق المواطنين التابعة لهذه القبائل وخصوصاً قبيلة "آل وليد" في مديرية مودية. وحسب شهود عيان فإن المسلحين القبليين طهروا بعض المناطق من التواجد المسلح للعناصر الجهادية بعد أن ساد التوتر بين الجانبين في اليومين الماضيين، مشيرين إلى أن هذه الإجراءات جاءت في ظل تزايد المطالب القبلية بإنهاء القتال بين الجيش اليمني والعناصر الجهادية إلا أن الجانبين رفضا هذه المطالب ولا زال القتال مستمراً. وكانت مصادر قد أشارت إلى أن طائرات حربية يمنية وأميركية وجهت ضربة قوية للعناصر المسلحة وخصوصاً المحاصرة للواء 25 ميكا في مدينة زنجبار عاصمة محافظة أبين ، حيث أسفرت هذه الغارات الجوية عن مقتل وإصابة العشرات في صفوف هذه الجماعات التي تسيطر على محافظة أبين منذ أشهر. وكشفت المصادر أن دخول القبليين في المقاومة الشعبية لمساندة اللواء "25" ميكا الصامد منذ "47" يوماً سيجعل المسلحين يعجلون بالرحيل من محافظة أبين وستلحق بهم هزيمة كبيرة. وأشارت إلى أن دخول القبليين في المقاومة ضد المسلحين جاءت عقب لقاءات بين مشائخ أبين الذين أعلنوا عدم رضاهم لما يجري في عاصمة محافظتهم أبين "زنجبار" من تدمير البنية التحتية وتشريد آلاف من المواطنين وصارت مدينة زنجبار مدينة أشباح. وفيما يتعلق بالجانب الإنساني نزحت يوم الجمعة "125" أسرة من بعض قرى محافظة أبين إلى عدن، حيث افترشوا الرصيف بجانب السكن الجامعي ولم يجدوا مأوى حتى اللحظة. وعلى صعيد متصل بأحداث زنجبار خرجت مسيرة حاشدة ضمت نازحي أبين ونشطاء وحقوقيين وحركات شبابية في عدن للتعبير عن رفضهم للحرب الدائرة في محافظة أبين بين قوات الجيش ومن يعرفون بأنصار الشريعة. وطالب المشاركون في المظاهرة التي نظمتها مؤسسة وعي لحماية حقوق الإنسان المجتمع الدولي إلى التدخل لإيقاف هذه الحرب التي تقتل المواطنين وتشرد الأسر وهم بالآلاف من مدنهم وقراهم، مؤكدين مشاركة أميركا بالمأساة التي يعيشها السكان في أبين من خلال مشاركتها في الحرب بغارات جوية عبر طائرات بدون طيار، وقد رفع المشاركون بالمسيرة لافتات كتب عليها "أبين تستغيث، يكفي قتلاً يكفي تشريداً يكفينا حرباً يكفينا دماراً يكفينا انتهاكات ومعاناة". وانطلقت المسيرة من جوار مقر الحزب الاشتراكي اليمني في مدينة المعلا وانتهت جوار مبنى المحافظة بتنفيذ وقفة احتجاجية هناك.