استكمالاً لحوارنا بشأن الدراما وأثرها في واقعنا ومدى تأثيرها على حياتنا، في هذا الحوار نسلط الضوء على تجربة إبداعية استطاعت التأكيد على قدرة الكادر اليمني في المنافسة داخل محيطه العربي وبصورة أكثر إبهاراً، د. سمير العفيف مخرج سينمائي يمني درس الإخراج في روسيا عام 93م والصين منذ عام 2008م، حيث نال الدكتوراه منها، أخرج عدداً من الأفلام منها (أنا وأنت ) شارك فيها بمهرجان دبي في العام 2011م وفي تونس شارك في فيلم (العريس) في العام 1977م،. وفي إشارة للدكتور عفيف حول مفهوم الدراما قال :(هي الحياة بعد قص الأشياء المملة )، موضحاً بأن هذه المقولة شهيرة قالها المخرج العالمي المشهور " هيتشكوك ". تدريبهم بمشقة: س- ما هو حال الدراما في اليمن؟ ج- الدراما في أي مكان من العالم أصبحت واقعاً وظاهرة لا يستطيع أحد أن يمنعها.. وقد عرف العالم الإنتاج الدرامي بما فيها الدول النامية المتخلفة.. ونحن في اليمن نمارس سياسة التطفيش ضد المبدعين ونقص اجنحتهم بل يهمشون ويقصون، وتحرم اليمن من أفضل وأمهر المبدعين الذين تم إعدادهم وتدريسهم وتدريبهم بمشقة. لايوجد جهة: س- وأين الحل؟ ج- لاتوجد جهة نرفع إليها بمطالبنا لنتلمس الحلول الممكنة و لمعرفة المعوقات والإشكالات التي تواجه المبدعين وإنتاج الأعمال الدرامية اليمنية وندرتها وتلمس الحلول الممكنة التي تواجه هذه العملية، وخاصة في عصر انتشرت فيه المحطات الفضائية بإمكانياتها الهائلة ومخاطر تأثيرها الثقافي على مجتمعنا واستحواذها على مشاهدينا خطوة إثر خطوة بما تقدمه من مغريات. المعقول للعالم من حولنا: س- هل تملكون القدرة على التنافس؟ ج- المبدعون في هذا المجال الإبداعي يملكون القدرة على التنافس في هذا المضمار ويستطيعون الحفاظ ليس فقط على مشاهدي قنواتنا بل والأهم من ذلك الحفاظ على الجميل في بيئتنا وعاداتنا وتقاليدنا وتراثنا وبث روح المحبة بين أفراد الشعب الواحد وتعزيز الروح الوطنية، فضلاً عن تقديم كل ذلك في الإطار المعقول للعالم من حولنا.. س- كيف تصفون واقع الحال؟ ج- الحقيقة التي لايجب أن لا نخدع أنفسنا حيالها أن ما يحدث أمر أشبه ما يكون بإ نتقام الحرب الشعواء ضد الكفاءات والقدرات لأفضل وأمهر المبدعين بسبب الفساد والبيروقراطية الجبارة التي تمارس من قبل المسؤولين على المؤسسات الإعلامية، هؤلاء الشرائح الطفيلية الذين لا توجد عندهم خلفية علمية وثقافية وإعلامية ليقدموا إعلاماً هادفاً للحفاظ على الجميل وبث روح المحبة وتعزيز الروح الوطنية.. د/ خالد رافض للدراما/ س- قدمت لك دعوة للمشاركة في الأعمال الدرامية في "قناة عدن" الفضائية خلال شهر رمضان الحالي، لماذا رفضت؟ ج- بالطبع تلقيت الدعوة للمشاركة كما جاء في سؤالكم، وبالتنسيق من الأخ الفنان/ قاسم عمر مع قناة عدن لوجود مسلسلات جاهزة لتقديمها خلال شهررمضان وبعد استعراض حلقتين رفض الدكتور خالد عبدالكريم العمل دون الاستمرار في عرض وقراءة حلقات أخرى على اعتبار أنه لا يتوافق مع سياسة القناة لأنه يحمل على السلطة بالنقد، وأيضا تقدمت بعمل آخر مصادق عليه من قبل مؤسسة القناة اليمنية إلا إنه لقي الرفض ذاته. جاء اختياري قناة عدن بسبب انقطاع التيار الكهربائي لفترة أطول في صنعاء مقارنة بعدن، وأيضاً حجم المشاركة في هذا العمل تميز بمشاركة أكثر من قبل فناني عدن المتميزين والمبدعين، كما أن المؤسسة أقرته لعدن هذا العام كما أن المفاجأة أن هذا العمل رفض رغم دعمه من المؤسسة، د.خالد هو أساساً رافض للدراما اليمنية في "قناة عدن". س- هل توجد نماذج للنجاحات والإخفاقات؟ ج- أن الكثير من المبدعين في مجتمعنا وبالذات في مجال الدراما يعملون بالارتجال في الأساس وينهكون ويشيخون دون أن يحققوا أو تتحقق لهم الآمال التي كانت معلقة بهم وبقيت شبه حلم لن يكتمل.. لقد جرت محاولات كثيرة للإنتاج الدرامي، كان في معظمه عارضي ومرتبط بالمناسبات، يفتقر إلى التخطيط والإدارة السليمة وتزاوجت نتائجه بين النجاح الكامل أو أقل من ذلك وبين الإخفاقات.. وهي نتائج منطقية بسبب واقع الحال، نحن نفتقر إلى الهيكل واللوائح المالية والإجرائية اللازمة وقد طالبنا سنوات حل هذا الإشكال، بوضع هيكل تنظيمي ولائحة بالمهام والتخصصات، ولائحة للأجور وهي مطالب لم تنفذ إلى هذه اللحظة، واشتكينا من أجل حقوقنا المهضومة في الأعمال الدرامية وأكلوا المستحقات وبقي العمل في معظمة معتمداً على الارتجال والملاحقة.. فساد متفشي: س- هل تجدون الإداري في خدمة المبدع؟ ج- هناك ظاهرة جديدة لقد أوجد الفساد المتفشي في المؤسسة والتلفزيون تبايناً بين المبدعين، الموظفين، الإداريين.. أصبح أجر المبدع متخلفاً بشدة لاعن نسبة ازدياد التضخيم فحسب، بل وعن أجور الإداريين الذين يطوعون المال لهم بدون وجه حق بالتحايل مع ما يتوافق مع مصالحهم الخاصة إنهم ينحازون في اللوائح والقانون وعلى حساب المبدعين والإبداع.