من أسوأ ما تعيشه بلادنا هذه الأيام ورياضتنا اليمنية خاصة أن قطاع الرياضيين غالبيتهم ليس لهم صلة ولا اتصال بالواقع، ولم يعد هذا القطاع محركا للأحداث، ولا داعما لها، ولا مستجيبا لتداعيات الواقع.. وهذه من أكبر وأسوأ الكوارث التي مرت على رياضتنا اليمنية، وهي جزء من حالة الانفصام والانفصال والنزع الأخير بعد إفلاس كل مناحي الرياضة. كنا معشر الرياضيين السباقين في كل شيء خاصة إذا دعا داعي الوطن.. واليوم ومنذ ثورة الشباب قبل أكثر من سبعة أشهر والرياضيين يعيشون حالة بيات شتوي حتى ذلك البيات لا يزيد عن نصف عام أما نحن فلا أكثر من ذلك. في تونس ومصر كان ومازال الرياضيون يجملون وقود الثورات وأحد أبرز صناعها، ويشهد أنها - تلك الثورات - وجدت لتبقى وتستمر وتعيش وتغير الأوضاع نحو الأفضل، وسوف تحقق أمانيها بالرضا أو بالصميل.. وفي اليمن لسان حال غالبية الرياضيين اللهم نفسي.. وبرزت مقولة خليك في البيت حتى اتضاح رؤية هلال الثورة.. ومن كان زوج أمي فهو عمي.. الكثير من الرياضيين منهم من أغلق بابه على نفسه حتى راتبه ومعاشه الشهري لم يعد في حاجه إليه.. ومنهم من ركب موجة وتيار المزايدة والمتاجرة بالشعارات والشرعية وصناديق الاقتراع والطريق الوحيد المفضي للقيادة والحكم.. وكسب هؤلاء من هذه المواقف والشهر ما لم يكسبه قارون من قوم موسى.. مازالوا جاثمين علينا كالقدر المحتوم كالقضاء ولديهم الثقة أنهم سيكونون على ظهورنا أمادا أطولا. والواقع أن حالة الركود والتهميش الذي عانته الرياضة وإعطاء الأمر لمن لا يعرف والقيادة لمن لا يستحق، هي التي أوصلت جيش الرياضيين إلى ما نحن عليه.. حالة من البيات الشتوي.. ويبقى الأمل قائما، والفرص متاحة لأحفاد الحبيشي أول شهيد للثورة اليمنية في محافظة عدن ضد الاحتلال.. لأن يخرج من أصلابهم من يقول (كفاية حكم.. كفاية سقم.. كفاية ألم). يا سادتي الأفاضل.. متى نتغير ونغير.. من أجل أكثر من عشرين عاما وتصنيفنا بعد المائة والخمسين.. وكوادرنا وروادنا يستجدون الشيخ والأستاذ ومن أجل وصفة علاج أو الرضا عنهم.. وقيل لفرعون من فرعنك.. قال لم أجد من يصدني!!.. وتوتة توتة خلصت الحدوته!.