تحتضن مدينة طنجة بفندق سيزار في الفترة ما بين 15 و 17 شتنبر الجاري "الدورة الثالثة عشر للقاء السنوي حول "التربية وثقافة السلم بالأندلس" التي تنظمها جمعية القنطرة لتنمية العلاقات بين المغرب وإسبانيا بشراكة مع النسيج الأندلسي للبحث حول السلم عبر برنامج "ثقافة السلم في جهة الأندلس: تجارب ورهانات" "حكومة الأندلس" ومعهد السلم والنزاعات "جامعة غرناطة" تحت شعار: كيف نربي على السلم في المغرب وجهة الأندلس؟ وأوضحت الجهات المنظمة في بلاغ لها أن هذه الدورة تتميز بحضور مختصين إسبان ومغاربة ومن أمريكا اللاتينية في مجال التربية و البحث العلمي من أجل السلم وحوله من أجل التعرف على تجربة برنامج حكومة الأندلس الرائد في مجال التربية على السلم كما يهدف إلى فتح المجال للمؤسسات والباحثين المغاربة من أجل استثمار وتبادل نتائج البحث العلمي والتأطير التربوي في مجال ثقافة السلم والوساطات ودور هذه الأخيرة في التدبير السلمي للنزاعات المختلفة. كما أبرزت في هذا السياق، أن اختيار المغرب لتنظيم الدورة الثالثة عشر لهذا اللقاء السنوي المنعقد عادة في جهة الأندلس يستجيب للعديد من الأسباب والدوافع التي تلتقي في ضرورة بناء جسور جديدة للتواصل والتعارف بين هذه الضفة وتلك من مضيق جبل طارق، تحقيق المزيد من التعاون وتبادل التجارب الناجحة في المجالات المذكورة والاستقواء بها إضافة إلى خلق شبكة مشتركة لتطوير البحث في هذه المجالات. اللقاء أيضا يأتي في سياق التراكمات التي تحققت في هذا الإطار عبر الأنشطة المتعددة التي نظمت خلال السنوات السبع الأخيرة في المغرب من طرف معهد السلم والنزاعات بجامعة غرناطة والنسيج الأندلسي للبحث حول السلم وجمعية القنطرة لتنمية العلاقات بين المغرب وإسبانيا من أجل دعم وتطوير مؤشرات ثقافة السلم عبر البحث العلمي والبرامج التربوية. لهذا الغرض، عملت الجهات المنظمة على أن يشكل اللقاء فرصة مزدوجة، أولا لتتعرف المؤسسات والباحثون المغاربة العاملون في مجال التربية و التعليم على المسار الهام الذي عرفه وما يزال البرنامج الرائد لحكومة الأندلس "التربية من أجل السلم"، و ثانيا ليتعرف الباحثون الإسبان على بعض أشكال وآليات العمل المؤسساتية والجمعوية في المغرب في مجال التربية والوساطة والتدبير السلمي للنزاعات. ليبقى التدبير المغربي -المختلف بسلميته- للحراك السياسي والاجتماعي الذي تعرفه البلاد من جراء الزلزال الكبير الذي ضرب تونس أولا ثم مصر لتنتقل موجته الارتدادية في كل الاتجاهات "بدءا بالعالم العربي" إضافة إلى إقرار الدستور الجديد بحضور المكون الأندلسي كرافد رئيسي للهوية المغربية مدعاتين أساسيتين لتنظيم هذا اللقاء في المغرب. وسيعرف اليوم الأول انعقاد الاجتماع السنوي لمجموعة البحث 637HUM- التابعة لمعهد السلم وإدارة النزاعات بجامعة غرناطة والتي تضم باحثين من إسبانيا و أمريكا اللاتينية والمغرب حيث سيخصص هذا اللقاء الخاص إلى موضوع الوساطات، فكرة و تدبيرا. أما اليوم الثاني فسيخصص لاستطلاع برنامج حكومة الأندلس في مجال التربية على السلم في المدرسة الذي بدأ الاشتغال عليه منذ سنة 2002 ، وذلك بمشاركة نخبة من الأكاديميين والسياسيين والأساتذة المشرفين على هذا البرنامج في المؤسسات التعليمية بجهة الأندلس. في حين سيخصص اليوم الثالث لتبادل الأفكار والتجارب المغربية والإسبانية والأمريكولاتينية في المجالات المذكورة "التربية على السلم، البحث في مجال ثقافة السلم، الوساطات و التدبير السلمي للنزاعات" من أجل البحث عن تربة ومصالح مشتركة تمكن من وضع شراكات منهجية وجماعية موجهة نحو التقعيد التدريجي للتربية على السلم و دعم البحث المتعدد الأطراف والمشارب العلمية في هذا الإطار الإبستمي والأممي "ثقافة السلم" لبلورة آليات سلمية جديدة لإدارة نزاعات متحولة حتما. العرب أون لاين
حامد الزبيدي: رسالتي في المسرح ليست فرجة إنما هي صرخة أديب • كيف تقدم نفسك للقارئ الكريم؟ - أتقدم إليه وأنا أحمل نفسي نذرا لوطني الجريح عسى أن يتقبلها مني، أنا جزء منه أحمل إليه رسالتي التي تكمن فيها حلول المشاكل الاجتماعية والصراعات الإنسانية إنها تكشف عن الأزمات النفسية والاجتماعية لكي تنقله من الجهل الى المعرفة، من الظلام الى النور إذ هي تنمي فكره وتغذي ذهنه وتطوره بالعلم والمعرفة رسالتي في المسرح هي ليست فرجة ولا لعبة يتمتع فيها المشاهد إنما هي صرخة وصرخة الأديب بثلاثين مليون صرخة في ساحة التحرير، ساحة الكادحين المضطهدين في كل مكان وزمان. • المحطة التي جعلت منك كاتبا أولا أو ممثلا أو مخرجا أو بالعكس؟ - ليس هناك محطة واحدة منحتني هذا الكم من الإبداع إنما هناك محطات كثيرة ولا ادري من اي محطة انطلق ولكن على العموم نحن الفقراء دائما وأبدا نصنع تاريخنا بأيدينا لكي يكون لنا شأن ومن خلال هذا المنطلق ثابرت كثيرا في المسرح وعشقته الى حد الجنون لأصنع لي تاريخا حافلا بالمجد، تاريخ لن ينسى مهما تقدم الزمن. • حداثويتك أين تكمن؟ - تكمن، تتموضع في عمق مؤلفاتي المسرحية والقصصية والروائية التي ترعى في ربوع أخيلتي، لا مكان لها ثابت على الإطلاق دائما هي مسافرة الى أمكنة قصية ومتمردة حتى على ذاتها قد تلغي كل شيء من الذاكرة وتأتي بغيره بدلا عنه. • ريادتك الى اين تأخذك؟ - تأخذني بعيدا، تأخذني الى مدرسة الجماهير الابتدائية في بعقوبة، تأخذني الى سنة 1965 لما كنت تلميذا في الصف الرابع الابتدائي، وأسند لي معلم اللغة العربية استاذ صبيح، رحمه الله، دور الاسد في مسرحية كانت في القرآة آنذاك، تلك اللحظة زرعت في روحي بذرت المسرح وفي سنة 1968 انتميت الى فرقة مسرح بعقوبة، البوابة العظيمة التي انطلقت منها إلى كل الفضاءات الرحبة، تلك البوابة علمتني كيف أكون فنان ملتزم. • معاناتك مرت بمحطات كثيرة ... هل من وقفة عند أقسى محطة كنت عندها؟ - إحساسي بالظلم هو قمة معاناتي، إحساسي بإلغاء الآخر وتهميشه لأنه أكثر كفاءة من الآخرين، أو الصعود على أكتافه بسرقة مؤلفاته وجه لوجه واتهامه باتهامات شتى من اجل عرقلة مسيرته وإيقافه عن العطاء لأنه هو الأفضل هنا تكمن مأساتي، أما أقسى محطة عندي هي أن الوطن العزيز لا يحترم مبدعيه، وهذا ناجم عن جهل وعدم روية. • التهجير أو الغربة او الهجرة في قاموسك ماذا تعني كل تلك الامور؟ - دونت الغربة في قاموس حياتي من أول صفحة حتى آخره، كل عمري مهاجر وغريب في وطني ليس لي مكان فيه، ليس أنا وحدي إنما اغلب العراقيين هم مهاجرون هم غرباء وإن كانوا يعيشون فيه، نحن نحس إننا سليبو الحقوق وكثيرو الواجبات وجاء الغزاة فكحلوها حيث وضعوا لنا دستورا لا يحترمنا. • حصادك هل آل الى النسيان؟ - وهل أنا بدت حتى القارئ يغفل عني؟ أنا لم أبدء بعد ربما خاتمتي هي بدايتي ومن يذق طعم ثمري أبدا لا يغفل عني، تلك هي علامات مؤلفاتي، من يقرأها، يعيش في كنفها، ويتخيل أني أتكلم عنه، فكيف ينسى من يتكلم عنه؟ • كتاباتك عبر الانترنت ماذا حققت لك؟ - حققت لي الكثير، حسستني أن لي قراء كثيرين في الوطن العربي ناهيك عن الفرق المسرحية التي قدمت أعمالي في المغرب والجزائر ومصر. • لماذا توقفت عند خطوات الابداع؟ - أنا لم أتوقف عن العطاء مادمت أتنفس الهواء، أعمل بصمت وأكره التطبيل، لازلت أكتب المسرحية والقصة القصيرة والرواية، ينبوع لا ينضب طالما هناك معاناة على وطن قل نظيره محتقر. * كيف تمكنت من اختراق أسوار بغداد المسرحية؟ - اقتحمتها من خلال اشتراكي بمسرحية مواقف لا اعرف مؤلفها ولكن كان مخرجها سالم الزيدي التي شارك بها في المهرجان القطري الأول للمسرح المدرسي سنة 1970 وعرضت في التلفزيون حيث أخرجها رشيد شاكر ياسين واشتراكي ممثلا في مسرحية البستان من تأليف وإخراج عباس الجبوري التي قدمت ضمن فعاليات المهرجان القطري الأول للمسرح الريفي سنة 1973 واشتراكي في المهرجان الأول للمسرح العمالي سنة 1978 بمسرحية عندما تقرع الأجراس وكانت من تأليفي واخرجي، وفي سنة 1998 اشتركت في المهرجان القطري الثاني لمسرح المونودراما بمسرحية قضية المواطن صيهود من تأليفي وإخراجي وبطولة الفنان عبد الستار الربيعي. * العمل الذي فرض تواجده في العاصمة بغداد؟ - بعد الاحتلال بأيام قلائل وفي أول انتفاضة قام بها الإعلاميين العراقيين للمطالبة بحقوقهم المضطهدة قدمت مسرحية قضية المواطن صيهود تضامنا معهم على صالة مسرح الرشيد المحترق حيث كان الدخان يملئ الصالة والسنة النيران تخرج من بين الجدران وأنا فخور بتلك الصرخة التي انطلقت من بين النيران والدخان أمام مرأى حشد كبير من الإعلاميين العراقيين والأجانب. * حصادك هل أنت مقتنع به؟ - لو أني مقتنع به لما تحدثت إليك، لتحدثت في ذات نفسي وقلت: يا حامد الزبيدي قد اتتمت رسالتك واكتف بها وعليك الابتعاد عن المسرح وهمومه والإخراج والتأليف، وأرحل مع الراحلين. * حينما ترى عملا مسرحيا ما الذي تتذكره من اعمالك؟ - لم أشاهد عملا مسرحيا هذه الأيام. أما بالنسبة لإعمالي أنا لم أنس شيئا منها.. هل من المعقول أن أنسى تاريخي؟ من منا ينسى تاريخه؟ * الإحباط ماذ يعني لديك؟ - أن أبدء بترو من جديد وبقوة * النجاح ماذا يعني لديك؟ - مسؤولية كبيرة تضاف إلي ووجوبا أن أكون قدرها وأحافظ عليها. * أين أنت الان مابين السطور أو على هامش الورق؟ - أنا الان أقف بخشوع أمام تأليف رواية جديدة وقد انتظرتها كثيرا وحان الحين لأخوض خوض الولهان فيها. * ما الذي تود قوله لحامد الزبيدي وأنت في هذه المرحلة؟ - يا حامد ضاع الوطن ضع أنت أيضا ولا داعي للمكابرة. * كيف تقيم حامد الزبيدي كفنان وكانسان؟ - الفنان حامد الزبيدي لا اعرفه ولا أريد أن اعرفه. والإنسان حامد الزبيدي أول مرة أعرف أن حامد الزبيدي إنسان لأن أعظم ما في الوجود هو الإنسان ... حامد الزبيدي طيب الى حد السذاجة وفاشل في مجمل حياته لأنه صادق وصريح. • كيف تتعامل مع الشوائب التي ظهرت في الساحة الفنية والأدبية؟ - اتحاشاها لأنها تعيش بلا كرامة ثم هذه الشوائب كانت أيام زمان تلبس ثوب التملق أما اليوم فإنها كتل كونكريتيه مافيا العصر المظلم ولا طاقة لي بها ولا حتى الاقتراب منها إنها تعيش في ربيع بلاستيكي تنتهي بنهايته وربما تلبس ثوب آخر وتظهر من جديد بحلة أخرى. • سؤال تود توجهه لحامد الزبيدي وتترك الاجابة عليه لحامد الزبيدي؟ -حامد الزبيدي الإنسان: ياحامد حتام تبقى تنفخ بهذه القربة المثقوبة الا يكفيك جوعا؟ حامد الزبيدي الفنان: قل ما تشاء أنا لن أتركها إنها حياتي وأنا حر بها ولي الحق أن أعيشها كما يحلو لي. العرب أون لاين