احتشد نحو مليون يمني في ساحة الستين بالعاصمة صنعاء في جمعة النصر ليمننا وشامنا التي تتزامن مع جمعة النصر ليمننا وشامنا بسوريا. وامتد الزخم الغفير لحشود ستين العاصمة من أمام مقر الفرقة الأولى مدرع شمالاً وحتى مستشفى آزال جنوباً على مساحة مقدرة ب ستة كيلو مترات مربع. وأكد المشاركون تضامنهم الكامل مع الثورة السورية المطالبة بإسقاط نظام بشار الأسد وعبروا عن إدانتهم لكل المجازر التي يرتكبها النظام السوري بحقهم. ورفع المشاركون أعلام سوريا، ولافتات كتب عليها عبارات التضامن مع الشعب السوري وحقهم في التخلص من النظام القاتل الذي يسفك دماء الشعب السوري الثائر ضد الظلم والاستبداد والقهر. وردد المحتشدون شعارات تضامنية تأييداً للثورة اليمنية والسورية، مطالبين المجتمع الدولي بوقفة جادة إزاء ما يجري بحق الشعبين. وأدان المشاركون بيان جمعية علماء اليمن الموالية للنظام التي أباحت قتل المتظاهرين السلميين، وحرمت الخروج عن الوالي بالقول أو الفعل. ووصف خطيب جمعة "النصر ليمننا وشامنا" العلامة عباس شرف الدين العلماء الذين أصدروا تلك الفتوى بأنهم علماء سلطة، ناعتاً إياهم بالخيانة، وبيع دينهم، مؤكداً أن ذلك البيان مخالف لما جاء في الشرع والدستور اليمني أيضاً. واعتبر من أصدروا البيان يدعون إلى "فتنة لكي تسفك الدماء وتستباح الأعراض في اليمن الحبيب، وان من اصدروا تلك الفتوى أعلنوا من خلالها معاونتهم للظالمين ومن يسفكون دماء الأبرياء". وقال مخاطباً من أسماهم بعلماء السلطة " إن الله قد حملكم أمانته في التبيين والتوضيح للناس لا التضليل وقول ما يمليه الحاكم الظالم، وقد رأيتم بأعينكم كيف قتل الشباب المسالم في أنحاء الجمهورية على يد نظام صالح وبلاطجته". ودعا شرف الدين شباب الثورة إلى الصبر والتوحد وأن يكونوا صفاً واحداً وجسداً واحداً، وأن لا يتسلل اليأس إلى القلوب، ويصمدون ليكتب الله للثورة اليمنية والثورة السورية النصر. وقال شرف الدين متحدثاً عن الشعب اليمني "نحن شعب نهبت ثرواته وحقوقه وحريته وممتلكاته، ونحن شعب تسفك دمائه كل يوم، ونحن أضعف الشعوب على الجزيرة العربية"، كيف ولا وقد أشاد بنا الرسول الكريم بقوله"الإيمان يمان والحكمة يمانية"، مبشراً شباب الثورة في اليمن وسوريا والبحرين، بالنصر القريب، وأن يثبتوا ويكونوا صفاً واحداً وجسداً واحداً، وأن لا يتسلل اليأس إلى القلوب، ويصمدون ليكتب الله للثورتين النصر. وقال الكاتب العربي ياسر الزعاترة ل"الجزيرة" بشأن توحيد الشعار بين سوريا واليمن" توحيد شعار جمعة اليوم في سوريا واليمن له بعد ديني وبعد وحدوي وله بعد يتعلق بالشعور العام بأن هناك من يريد أن يوقف المد الثوري في البلدين"وأضاف الزعاترة " الإصرار العظيم للشعب اليمني على ثورته سيأتي بنتيجة والنظام ساقط لا محالة. وقال العديد من السياسيين إن لوحة الوحدة العربية الفريدة والرائعة التي جسدتها "جمعة النصر لشامنا ويمننا" في ربيع الثورات العربية يمثل إشراقة جديدة لعهد عربي جديد يتشكل الآن بتضحيات ونضالات شباب الثورات السلمية في وطننا العربي، ويذكرنا بالثورات العربية التي أسقطت الاحتلال وأنظمة الفساد والاستبداد في خمسينيات وستينيات القرن العشرين، مع تفوق ثورات الربيع العربي في أسلوبها الأرقى على مدى التاريخ الإنساني، "جمعة النصر لشامنا ويمننا "تؤكد واحدية الهم والهدف والمصير العربي المشترك وبها تلوح ملامح مرحلة جديدة من كفاح عربي يصنع النهضة والرقي لهذه البلدان التي رزحت تحت حكم عسكري متخلف فاشل لعشرات السنين.