ارتكب الطيران الحربي أمس مجزرة أخرى أسفرت عن سقوط "30 50" شهيداً وجريحاً بينهم قائد كتيبة تابعة للواء "201" والذي استطاع التوغل بأفراده المغاوير إلى بعض أحياء الجهة الشمالية الشرقية من مدينة زنجبار خلال اليومين الماضين. وقالت مصادر مطلعة ل"أخبار اليوم" إن كتيبة من اللواء "201" ويساندها الألوية الأخرى في جبهتي الكود وزنجبار استطاع أفرادها بقيادة العقيد الشهيد/ عبده ناجي عياش قائد الكتيبة التوغل إلى ساحة الشهداء ومنطقة "باجدار" بعد معارك واشتباكات عنيفة جرت منذ يوم أمس الأول السبت وحتى ساعة متأخرة من مساء أمس، تمكنوا خلالها من قتل العشرات من المسلحين وتطهير المناطق التي كانوا يتحصنون فيها منذ أشهر. وأفادت المصادر أن كتيبة من اللواء "201" التي توزع جنودها على ساحة الشهداء وما حولها ومنطقة باجدار حيث تحصن الجنود في مدرسة خولة بالقرب من معهد الأوراس وقاموا برفع أعلام الجمهورية كإشارة إلى أن الموقع قد تم تطهيره من أي تواجد للمسلحين، تفاجأوا في ساعة الفجر الأولى قيام الطيران الحربي بقصف مواقعهم داخل وخارج المدارس مما أدى إلى سقوط العشرات من الجنود المتواجدين في المدرسة. وأكدت المصادر أن العقيد/ عبده الناجي عياش قائد كتيبة الذي كان قد أبعد قسراً من عمله عقب حرب "94"م وأعيد إلى عمله منذ ثمانية أشهر قد أستشهد إثر عملية قنص من الخلف أثناء قيامه بإسعاف الجرحى من جنوده في منطقة باجدار، موضحين أنه نتيجة للإحباط الذي تولد لدى الجنود الآخرين جراء استهدافهم من قبل الطيران الحربي وحالة الإرباك التي أعقبت القصف باغتتهم العناصر الإرهابية وقامت بإطلاق النار عليهم بكثافة مما أسفر عن سقوط عدد من الشهداء والجرحى في صفوف الجنود، مشيرة إلى أن عملية القصف الجوي لكتيبة العقيد الشهيد"عياش قد أدى إلى سقوط "30 40" جندياً بين شهيد وجريح وإعطاب أطقم عسكرية أخرى، حيث تم إسعاف ونقل الشهداء والمصابين إلى مستشفى باصهيب بعدن. وأضافت المصادر ذاتها أن الطيران الحربي قد قصف مطعم البادية ومدرسة بلال مدخل مدينة زنجبار دون وقوع ضحايا في صفوف المسلحين. وأكدت المصادر أنه بعد الغارات الجوية، جرت مساء أمس اشتباكات مسلحة بين الأولوية في جبهتي زنجبار والكود والمسلحين وسط وضواحي الجبهة الشمالية الشرقية لمدينة زنجبار، خاصة بالقرب من المجتمع الحكومي ومعهد أوراس و"باجدار، ذاكرة أن القصف المدفعي وإطلاق صواريخ الكاتيوشا قد تركز على مناطق عمودية وباشحار ووادي حسان مما أسفر عن سقوط العشرات من المسلحين الذين بدأوا بالتراجع بعد الحصار المفروض عليهم من الجهتين الشمالية الشرقية والغربية من مدينة زنجبار. ولفتت المصادر إلى أن هناك تجمعات للعناصر المسلحة في مديرية المحفد تتأهب للدخول لمدينة زنجبار بغية مساندة العناصر المتبقة في جبهات القتال في عاصمة المحافظة. وكشفت المصادر ذاتها أن من بين القتلى في اشتباكات أمس أحد القيادات الميدانية للعناصر المسلحة من محافظة مأرب، مفيدة أن قبائل في مدينة باتيس قد منعوا أمس الأول العشرات من المسلحين القادمين عبر طريق يافع من الدخول مدينتي زنجبار وجعار. إلى ذلك استنكرت العديد من الشخصيات الاجتماعية من نازحي محافظة أبين المتواجدين في عدن المجزرة التي ارتكبها الطيران الحربي ضد الجنود البواسل الذين يسعون لتطهير المحافظة من تلك العناصر. وطالبت تلك الشخصيات في اتصالاتها ل"أخبار اليوم" بالتحقيق في القضية وكشف ملابسات الحادثة، حيث أنها ليست المرة الأولى التي يستهدف فيها الطيران الجنود، مشيرين إلى أن ارتكاب مجزرة بحق القبائل التي حاولت فك الحصار عن اللواء "25" ميكا لشهر يوليو بوادي حسان مما أسفر عن سقوط أكثر "30" شهيداً وجرح "180" آخرين. وقالوا: إن الطيران سبق وأن استهدف المواطنين ومنازلهم في مدنيتي جعار وزنجبار، بالإضافة إلى جامع الحاج سليم بجعار ومستشفى الرازي والذي أصبح مغلقاً، واستطاع المجلس الأهلي بمدينة جعار أن يفتح مكتب بريد جعار للقيام بالأعمال الإنسانية،خدمة لجميع المواطنين المدنيين المرضى، القادمين من مناطق الحصن، الرواء وباتيس والقرى المجاورة لجعار. ولفتت تلك الشخصيات إلى أنه سبق وأن ناشدت الطيارين عبر "أخبار اليوم" وكان آخره أمس الأول بضرورة قيام الطيران الحربي بالمشاركة في ضرب ودك مواقع المسلحين إلا أنهم فوجئوا بالطيران يقصف الجنود. مطالبين المنظمات الحقوقية والإنسانية محاسبة بقايا النظام، الذي سلّم أبين للمسلحين للتمركز فيها وتدمير بنيتها الاقتصادية والتحتية بشكل عام.