كما جرت العادة في واقع منازلات الملاكمة اليمنية وفعالياتها وبطولاتها.. كان ملاكمو شمسان حاضرون بقوة في اتجاه مغاير ومختلف عن الخصوم بالألوان الأخرى في بطولة الجمهورية ال(17) التي جرت في العاصمة صنعاء قبل أيام قليلة، ليمرون إلى مواقع التتويج واللقب الذي ارتبط بهم في سنوات طويلة ماضية تربعوا فيها على عرش اللعبة كأبطال حقيقيين لا تغيب شمس أدائهم القوي عن المواعيد الكبرى. ملاكمو شمسان وقفازاتهم ذات الصبغة البرتغالية عجز القائمون في التحدث عنهم، وتاه الخصوم في معرفة سر تألقهم الدائم حين يواجهونهم في الحلبات، ليخرون أمامهم معترفين بقوتهم في المنافسات في الأوزان المختلفة.. فهؤلاء الملاكمون الذين تمرسوا على هذه البطولات من خلال خبرات ماضية استطاعوا وعلى مدى أيام البطولة التي استمرت لثلاثة أيام متتالية ربط مقوماتهم بالحدث والتألق بالصيغة التي اعتادوها.. رغم محاولات الخصوم تغيير شيء في المعطيات التي يفرضها هؤلاء الملاكمون في محطات ومشاوير البطولة.. وهو ما لم يتحقق، ويبقى ملاكمو شمسان أصحاب الكلمة.. وأصحاب الحضور.. وأصحاب الأداء الخاص الذي يفتح أبوات العبور للألقاب التي ارتبطت بهم في لعبة الفن الجميل (الملاكمة). هكذا كان شمسان بملاكميه ومدربهم وإدارتهم ومن ينتسب إليهم في الموعد المتجدد لهم.. لينتزعوا الإعجاب، وينتزعوا الهتافات.. ويتركوا العجب عند خصومهم الذين تاهت بهم الحيلة للوقوف في وجه التيار البرتقالي الجارف الذي يدك حصون كل من يقف أمامه.. ليبقى شمسان بطلا خارقا، ومسمى ذات دلالة غير مسبوقة في لعبة الملاكمة اليمنية، وحلقة ربط مع منصات التتويج على مر السنوات كأفضل فريق على مر السنوات في تاريخ اللعبة. شمسان (الجبل) الذي تعرض في كثير من المناسبات لمحاولات من قبل البعض للنيل من عزيمة ملاكميه في إطار مسعى تغيير واقع اللعبة اليت تأبي إلا شمسان بطلا لها.. كان على موعد جديد ليكتب اسمه مرة أخرى بطلا وأنموذجا خاصا في حلبات هذه اللعبة رغم الظروف ورغم التداعيات وخزعبلات البعض ومنسوبي أمراض التفرقة والنزعات.. ليؤكد للجميع أن الرياضة والمنافسة والتربع على العرش لن يكون سهلا، وأن عليهم أن يحاولوا في المرات القادمة لأن منصة التتويج مشغولة حاليا!!.. لعلهم يصلون إلى مبتغاهم.. هكذا كان الوضع، وهكذا كان المشهد للثلاثي (رفعت عبده ناصر وعلي سالم داؤود وأحمد يحيى الجرعة وحلمي وليد) وهم يجددون مواعيد تألقهم ليعانقوا أقراص الذهب قبل أن يلتحق بهم زملائهم فهمي سيف بفضية ومحمد عبدالرحمن ببرونزية. لنفرد صفحات الإعجاب لهؤلاء الملاكمين الذين التزموا ورغم الصعوبات والمعوقات التي تعترض مسارهم أن يبقوا في الاتجاه الرائع في مناسبات دفاعهم عن ألوان ناديهم حتى حين يشدوا الرحال إلى مواقع أخرى خارج الحدود.. لذلك فهم يستحقون منا التكريم.. ويستحقون منا التقدير.. فما أنجزوه على مر السنوات ليس بالشيء القليل، وهو نادر في مسار رياضة الوطن بأكملها.. مبارك هذا الكبرياء الشمساني في ساحات التنافس وحلبات الأقوياء.