مازال ملاكمو شمسان (أبطال الجمهورية) لما يقارب عقدين من الزمن لا يجدون حلا للعبث والتجاهل واللامبالاة التي يصر أن يكون بطلها رئيس الاتحاد اليمني للملاكمة (حميد المطري) الذي مازال يلح بأن يبقى في منأى عن الحقيقة التي يفرضها ملاكمو شمسان في واقع اللعبة لسنين طويلة. الرجل المهم في صناعة قرار اللعبة بصفته رئيس الاتحاد ظهر في كل المحطات الماضية وكأنه عدو وخصم لهؤلاء الشبان الذين احتكروا مواقع الريادة في هذه اللعبة، وامتلكوا زمام أمر بطولاتها بقدراتهم فقط.. فمع كل عام وكل موسم يبدو المطري على الموعد والتفاصيل نفسيهما من خلال مشاهد عقيمة لا يمكن أن تصدر من جهة مسئولة يفترض أنها تعرف مدى أدوارها في اتجاه اللعبة، وخدمة منتسبيها من الأندية واللاعبين!!. المطري الذي تعددت أدواره في المشاهد السابقة حتى وصل الأمر إلى غياب شمسان، وهو بطل الجمهورية في العام الماضي كان قبل أيام يكتب سيناريو جديد في عناده المفضوح للاعبي شمسان الأبطال، بعدم دعوة ولو واحد منهم أو مدربهم للمشاركة في الدورة العربية التي مازالت تقام أحداثها في دول قطر الشقيقة.. وقام من خلال كتيبته ومدربيه باستدعاء ملاكمين أحدهم من فريق مايو، وهو الملاكم يحيى رفيق، والآخر محمد عبدالسلام.. ورغم أنا لا نقلل في قيمة البطلين، وخصوصا الأول الذي حقق ميدالية ذهبية في البطولة الأخيرة، لكن (تصوروا) هكذا كان المشهد الذي كتب السيناريو له (المطري).. أبطال شمسان الأبطال أصحاب الأربع ميداليات ذهبية في بطولة الجمهورية في عدن.. فيما الآخرون يدعون لتمثيل الوطن في ذلك التجمع. كيف يكون ذلك؟!!.. وتحت أي مبرر وأي تفسير سوى رغبة الرجل في تدمير هؤلاء الأبطال الذي يبدو أن وجودهم جغرافيا في الاتجاه الجنوبي من الوطن لا يريحه!!.. وأن ما يحققوه على حلبات التنافس للعبة الفن الجميل تؤرقه وتصيبه بحالة من الشتات، ويريد فك الارتباط بينهما. حكاية عجيبة وغريبة في تفاصيلها تلك التي يصر المطري في أن يبقها عنوانا لعلاقته بأبطال شمسان الذين يؤكدون – دائما - أنهم الأفضل، وأنهم الأجدر في نيل شرف تمثيل الوطن في مسار اللعبة باعتبار أنهم الأفضل والأقدر.. أمس التقيت بأحد الملاكمين الأبطال في النادي البرتقالي، فتحدث معي بحسرة وألم عن أفعال المطري وحاشيته في الاتحاد الذين يؤكدون بأفعالهم أنهم في اتجاه مضاد، يكتسي ثوب تشطيري فاضح!!، بعدما عجزوا عن فك شفرته في كل السنوات الماضية التي لم يكن فيها الاتحاد قادرا على تغيير منهجيته باتجاههم، وهو الذين يؤكدون - دائما - أنهم ملوك الحلبات وفرسانها.. الملاكم الشاب قال لي في بطولة الجمهورية الأخيرة لم تتغير الأحوال، وكنا الأبطال بست ميداليات أربع منها ذهب وفضية وبرونزية.. وكنا ننتظر أن يكون من بينا من يمثل الوطن في الدورة العربية.. إلا أننا وجدنا الأمور تتخذ مسارا آخرا.. وهذا الأمر لا ندري سببه، ونطالب بأن يكون هناك جهات تعيد التوازن، وتمنحنا حقنا الذي يسعى المطري إلى سلبه في أكثر من الموعد.. فهذا الرجل يصفي معنا حسابات على مدار السنوات.. ولو كان الأمر بيده لمنع مشاركتنا في البطولات!!. أنا أيضا أقول للمطري "أن تتقي الله في لاعبي شمسان، وأن تكون في مساحة رياضية صرفة بعيدة عن المناطقية!!، فملاكمو شمسان لم يرتكبوا ذنبا فاعتلاؤهم منصات التتويج كأبطال دائمين للعبة التي تدير شئونها جاء بعرق التمارين، وعليك أن تكون في اتجاه مغاير يلامس المسئولية من حيث يجب، فما تقوم به مسيء لك كشخص قبل أن تكون رئيسا لاتحاد اللعبة.. وإذا كان الفساد الرياضي المستشري في وزارة الشباب والرياضة قد أوجد لك الغطاء الكافي.. فعليك أن تعلم أن ذلك لن يدوم، وأن القادم مختلف.. وعليك أن تقرأ السطور جيدا!!!". كما أنها رسالة للوزير الجديد في أن يكون في الموعد الذي غاب عن أسلافه.. (فهناك شباب يذبحون في عمق تطلعاتهم).. ولعل أبطال الجمهورية (ملاكمو شمسان) حالة لا تحتاج إلى نظارة لرؤيتها.. فهي واضحة وضوح الشمس.. إلا إذا كانت الوزارة ووزيرها الجديد أيضا لا تهتم فذلك أمر مختلف.. وسيكون على إدارة شمسان أن تقوم بدورها للدفاع عن حقوق ملاكميها الأبطال.. ونحن سيكون أيضا لنا موعد آخر مع المطري إن ظل متمسكا بتلك الأدوار !!.