فتح الطيران الحربي حاجز الصوت من علو منخفض فوق مدينة تعز وتحديداً في شارع جمال، فردت عليه حناجر المعتصمين من صقور قاعدة طارق الجوية بالهتاف كمضادات أرضية، يوم أمس كان المشهد استثنائياً، ذرفت فيه الدموع واحتضن المواطنون إخوانهم من أبناء القوات الجوية وتعهدوا بالوقوف إلى جانبهم في مطالبهم المشروعة.. وقف الجميع جنباً إلى جنب رافعين شارات النصر وهم يرددون السلام الوطني، حينها لم يزدهم تحليق الطيران الحربي إلا قوة وصموداً مؤكدين تمسكهم بحقوقهم كاملة دون نقصان. "أخبار اليوم" حضرت هذا المشهد الاستثنائي وخرجت بالتقرير التالي: اقتحام القاعدة: في تمام الحادية عشرة ليلاً من ليالي الأسبوع المنصرم كان ضباط وصف ضباط قاعدة طارق الجوية بتعز على موعد مع بشمرجة الجنرال مراد العوبلي قائد معسكر الحرس الجمهوري بتعز الذين صبوا جام غضبهم على إخوان لهم لا لشيء إلا لأنهم رفضوا الظلم وطالبوا بحقوقهم المنهوبة منذ عقود وهي مطالب مشروعة.. يقول: النقيب طيار سلطان الصبري: خرجنا للمطالبة بحقوقنا وأثناء ذالك داهمتنا قوات الحرس الجمهوري واعتدت على الضباط والجنود بالضرب واعتقلت 13ضابطاً وصف ضابط وتم نقل بعضهم إلى استخبارات القوات الجوية في صنعاء، وخروجنا اليوم إلى شارع جمال لتنفيذ هذه الوقفة الاحتجاجية للمطالبة بتحقيق جملة من المطالب وأولها :إقالة جميع الفاسدين في القوات الجوية وعلى رأسهم قائد القوات الجوية ،وكذا إعادة الاعتبار لجميع الطيارين والضباط وصف الضباط وإعادة، منهوباتهم ورد الاعتبار لهم، مناشداً اللجنة العسكرية والقائم بأعمال رئيس الجمهورية لتلبية هذه المطالب، ما لم تتم الاستجابة الفورية فسيستمرون بالتصعيد ولن يرضخوا للأعمال الاستفزازية حسب قوله. اقتلاع الفساد: العقيد طيار/ عبد القادر السلامي يشترط مقابل رفع الاعتصام جملة من المطالب وعلى رأسها رحيل الفاسدين في قاعدة طارق الجوية وإطلاق سراح المعتقلين وإعادة المنهوبات التي سرقت من سكن الضباط والطيارين والمهندسين من قبل مراد العوبلي وذلك رداً على خروجنا ورفضنا للفساد، حيث ما زالوا حتى اللحظة يحتلون القاعدة الجوية.. وتوقع السلامي وصول اللجنة العسكرية اليوم (أمس)، حيث من المفترض أن يتم عرض هذه المطالب عليها، فإذا كانت لديهم القدرة على تلبية هذه المطالب فسنعود إلى العمل ما لم فالاعتصام سيظل قائماً.. ويضيف الطيار السلامي: نحن نعاني من الفساد منذ سنوات وقد جاء الوقت المناسب لاقتلاعه، عانينا الأمرين من قبل القيادة، أكلوا حقوقنا وتعرضنا للاحتجاز داخل المطار وعاملونا معاملة سيئة وحان الوقت الذي نعلن عن مطالبنا ورؤوسنا مرفوعة. واستدرك السلامي: في السابق كنا نعاني ولكننا غير قادرين على المطالبة، أما اليوم فنحن لسنا أفضل من هؤلاء الشباب الذين سقطوا، فنحن مصممون مهما كان الثمن الذي سندفعه، معتبراً قيام الحرس الجمهوري باقتحام القاعدة الجوية بمثابة إهانة لكرامة الضباط وبصورة وقحة قام الحرس بكسر الأبواب والدواليب والاستيلاء على ملابس الطيارين والياتهم وفلوسهم وكل ممتلكاتهم الشخصية.. من جانبه اتهم النقيب طيار جميل الودي قيادات عسكرية تورطت باقتحام القاعدة الجوية بقيادة العوبلي وبمشاركة العقيد طيار يحي عيسى والعقيد طيار محمد الجحشي وقائد الشرطة العسكرية عبد الله علوي.. وشدد النقيب الودي على ثلاثة مطالب: رحيل قائد القوات الجوية محمد صالح الأحمر، والإفراج عن المعتقلين، ورد الاعتبار والمنهوبات. سقوط الخوف : النائب البرلماني محمد مقبل الحميري الذي شارك المعتصمين وقفتهم الاحتجاجية قال في تصريح لأخبار اليوم: أشعر أن الشعب اليمني قد صحا بكل فئاته ولن يعود للوراء وما شموخ صقور الجوية إلا دليلاً على ذلك وأن البوصلة لن تنحرف مرة أخرى عن مسارها وأن هؤلاء الرجال هم حماة هذه البوصلة التي ستقود السفينة إلى بر الأمان.. واعتبر النائب الحميري تحليق الطيران في سماء المدينة أثناء الوقفة الاحتجاجية بأنه إرهاب، لكن الخوف قد سقط من قلوب الأطفال قبل الكبار حسب قوله. وحمل الحميري ما يجري لمنتسبي قاعدة طارق الجوية من أسماهم الأذناب من أفراد العائلة، داعياً اللجنة العسكرية إلى تحمل مسؤولياتها الأمنية تجاه الانفلات الأمني الذي تشهده المحافظة.. مضيفاً: المجلس المحلي أصبح كالقط الذي يحاول أن يقلد الأسد لكنهم في الأساس أشبه بالفيران، أما العسكريون التابعون للعائلة فقد أثبتوا حقارتهم وأنهم دمويون، ونؤكد أن أبناء تعز قادرون على حماية محافظتهم إن عجز هؤلاء عن أداء واجبهم، وفيما يتعلق بإقالة العميد/ عبد الله قيران وصف الحميري الإقالة بالمهزلة وأنهم أرادوا إدعاء البطولة بعد أن قتلوا الناس وشردوهم ونقول لهم: أنتم القتلة في الأول والأخير والعملية منظومة متكاملة وقيران جزء منها حسب تعبيره. البيان رقم 3: ناشد البيان الصادر عن الوقفة الاحتجاجية للقاعدة الجوية بتعز من أسماهم الشرفاء المخلصين مدنيين وعسكريين وسياسيين ومنظمات المجتمع المدني بالوقوف مع المظلومين ضد الفساد والطغيان والاستبداد لمصادرة الحقوق والحريات والاعتداء والنهب الذي مورس ولا يزال بحق المنتسبين للقوات الجوية بشكل عام وقاعدة طارق بشكل خاص على حد وصف البيان. وحمل البيان قائد الحرس الجمهوري بتعز وقائد القاعدة الجوية وقائد كتيبة الإنذار وقائد السرب السادس وقائد الشرطة الجوية حملهم مسؤولية الانتهاكات التي تعرض لها منتسبو القاعدة الجوية.. وحدد البيان مطالب المعتصمين برحيل قائد القوات الجوية بسبب فساده وسوء إدارته، والإطلاق الفوري للمعتقلين في سجون الاستخبارات الجوية بصنعاء، ومحاكمة العوبلي بسبب اعتداءاته المتكررة،وإقالة ومحاكمة قيادة قاعدة طارق الجوية.