تعلمنا من ديننا الإسلامي الحنيف وأكدته كل الدساتير الموضوعة بأن من أبسط الحقوق التي يتمتع بها البشر مهما اختلفت دياناتهم ومذاهبهم وأفكارهم ومعتقداتهم أن لهم الحق في ممارسة حقوقهم دون رقابة أو محاسبة من أي شخص كان طالما كانوا ملتزمين بالقانون والآداب العامة، بل إن من أبسط حقوقهم البسيطة هي دخولهم كل الأماكن العامة كالمسارح ودور السينما والمتاحف والأندية الرياضية والملاعب الرياضية دون قيد أو شرط طالما كانوا ملتزمين بالقوانين والأنظمة الخاصة بتلك الأماكن. وثورة اليمن عندما اندلعت في فبراير العام الماضي كانت ثورة ضد الظلم والقهر والنفوذ الذي عانى منه شعبنا العظيم طوال ال(33) سنة الماضية، بل إن من أهم أسباب قيام تلك الثورة هي إحساس شعبنا بعدم احترام القانون من قبل فئة نافذة كانت تعتقد بأنها فوق القوانين والأنظمة وأن كرامة المواطن البسيط لا تهمهم في شيء، بل إنهم كانوا يعتقدون بأن عليهم إهانة هذه الكرامة كون المواطن البسيط لا قيمة له في نظرهم، لذا فإن ثورة التغيير نادت باحترام القانون وإعادة الهيبة للمواطن البسيط طالما كان ملتزما بالقانون. خالد قاسم عوض حداد، اسم لمواطن يمني بسيط من أبناء محافظة عدن، وهو نائب رئيس رابطة التشجيع لمنتخبنا اليمني ورئيس رابطة نادي التلال العدني.. ويعد ذلك الشاب مثالا نشيطا للشباب اليمني المبدع، وقد كان له دورا كبيرا في نجاح خليجي 20 الذي أقيم في عدن في 2010م.. هذا الشاب الذي – دائما - ما تراه مبحوح الصوت كون حنجرته تتغنى وتشجع في كل مباريات فريقه المفضل التلال العدني، تفاجأ يوم الجمعة الماضي 3/2/2012 بقرار منعه من دخول مباراة كرة القدم التي كانت تجري في ملعب حقات الخاص بنادي التلال بين فريقي التلال من عدن والهلال من الحديدة.. وعندما سأل خالد حداد قائد الحرس الجمهوري الذي يحرس ملعب حقات عن سبب منعه أخبره بأن هناك قرارا من عبدالجبار سلام بمنعه من دخول الملعب بحجة انتمائه للحراك الجنوبي وبحجة نيته في تكسير صورة الرئيس السابق علي عبدالله صالح (رغم عدم وجود تلك الصورة في الملعب) وكذا نيته لعمل شغب في الملعب دون أن يكون هناك أي دليل على ذلك. وعندما امتثل ذلك الخالد لذلك الأمر الغريب وقف في موقعه مستغربا ومستنجدا بإيجاد حل لذلك المنع حينها خاف من قاموا بمنعه من دخول الملعب من خالد في كونه يستطيع أن يؤثر على بقية الجمهور من عدم حضور المباراة فتفاجأ للمرة الثانية بقدوم طقم من شرطة كريتر واقتياده وحجزه في شرطة كريتر لأكثر من ساعتين دون أي مصوغ قانوني، بل إن احتجازه كان بسبب توهم مريض وناقص من عبدالجبار سلام و من على شاكلته من أن نية خالد التخريب ونيته التكسير ونيته رفع علم الجنوب في الملعب، وربما نيته أن يعلن نفسه المهدي المنتظر، ونسى أولئك من أن النية لا يعلم بها إلا الله، وما هم إلا بشر لا حول لهم ولا قوة!!. وهنا أتساءل ماذا كان سيكون تصرف عبدالجبار سلام لو كان ذلك الخالد أحد أبناء العيسي أو أحد أقارب الزوكا أو أحد معارف حافظ معياد أو غيرهم من المتنفذين.. هل كان سيمنعه من دخول الملعب تحت أي سبب أو مبرر أو كان سيعزف له السلام الجمهوري؟!!. ومن هذا المكان أتوجه للأستاذ عبدربه منصور هادي رئيس اليمن التوافقي ورئيس حكومة الوفاق الوطني الأستاذ محمد سالم باسندوه من أن يعيدوا الكرامة لهذا المواطن البسيط بل إن عليهم أن يحاسبوا كل من شارك في منعه من ممارسة حق بسيط من حقوقه، وهو حضوره لمشاهدة مباراة في كرة القدم، وتشجيع فريقه المفضل إلا إذا كانوا هم أيضا ممن يعلمون الغيب ويعلمون بالنيات. نخاف غدا أن يتم منع المواطن اليمني من المشي في الشارع أو الذهاب إلى السوق أو دخول السينما أو المسرح أو الملاعب أو المساجد بحجة انتمائه للحراك الجنوبي أو أن في نيته القيام بالصلاة أو الدعاء لله من ظالم جبار وربما أيضا يتم منعه من شرب الماء لا لشيء إلا لأن نيته فيها شبهة. إن ثورتنا كانت ضد الظلم وضد الاستعباد، وإذا ظن عبدالجبار سلام بأنه يستطيع استعباد البشر، فإننا نذكره و نذكر الأستاذ عبدربه منصور هادي و الأستاذ محمد سالم باسندوه بمقولة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه حين قال: "متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا". لذا، فإن خالد حداد منتظر منكم أن تعيدوا له الحق ممن حاولوا استعباده وإهانة كرامته ما لم فإنكم ستكونون مشاركين في ظلمه واستعباده وبالتالي فإن مستقبل اليمن سيظل مظلما كون فاقد الشيء لا يعطيه، وسيعرف الجميع بأن الثورة لم تنجح لأن كرامة المواطن البسيط مازالت مهانة، وإذا كانت دموع الأستاذ باسندوه قد أبكتنا فرحا فإن ما تعرض له خالد حداد من قهر وإهانة قد أبكانا قهرا وحزنا.