طالب نواب التغيير والإصلاح في المجلس التشريعي الرئيس الفلسطيني محمود عباس بتكليف لجنة الانتخابات المركزية في الثامن من الجاري بالتحضير لانتخابات رئاسية في التاسع من يناير/كانون الثاني العام المقبل. وبعد اجتماعهم في غزة ومشاركة نظرائهم في الضفة الغربية عبر الهاتف، قال رئيس المجلس التشريعي بالإنابة أحمد بحر إن الولاية القانونية للرئيس الفلسطيني تنتهي في الثامن من يناير/كانون الثاني، وعليه "لا يجوز للرئيس أبو مازن أن يظل دقيقة واحدة بعد هذا التاريخ". وعقد النواب ال29 الأعضاء في الكتلة التابعة لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) جلسة لمناقشة ولاية عباس في مقر المجلس التشريعي بغزة إضافة إلى 12 آخرين من الضفة الغربية شاركوا بالنقاشات عبر الهاتف وذلك في ظل استمرار اعتقال إسرائيل لعدد كبير منهم ممن ينتمون لحماس. وتطالب حماس بتطبيق مادة في القانون الأساسي الفلسطيني -وهو بمثابة الدستور- تنص على أن ولاية رئيس السلطة الوطنية مدتها أربع سنوات. في المقابل ترى حركة التحرير الفلسطيني (فتح) أن هذه الولاية تنتهي مع نهاية ولاية المجلس التشريعي الحالي، بحسب ما نص عليه قانون الانتخابات الفلسطيني، إضافة إلى أن مدة العام التي أمضاها عباس في السلطة ما بين وفاة الرئيس ياسر عرفات وانتخابات المجلس الحالي كانت استثنائية. يأتي ذلك فيما يرجح أن يصل وفد حماس الذي يضم مسؤولين فيها من الداخل والخارج إلى القاهرة الثلاثاء قبل أن يلتقي مدير المخابرات المصرية الوزير عمر سليمان الأربعاء. ويشكل هذا اللقاء نهاية حوارات طويلة أجرتها مصر على مدار الشهر الماضي مع الفصائل الفلسطينية المختلفة استعدادا لجمع هؤلاء في حوار وطني شامل يهدف لإنهاء حالة الانقسام الداخلي الفلسطيني. وفي هذا السياق أكد الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى تصميمه على موقفه الرافض لاستمرار النزاع الفلسطيني بين فتح وحماس إلى الأبد. وأكد في مقابلة مع قناة الجزيرة لبرنامج لقاء اليوم على حق الجامعة العربية في إصدار قرار ضد من يعرقل الوصول لحل لهذا النزاع الذي سيؤدي إلى ضياع القضية الفلسطينية ونضال الأجيال العربية من أجلها على مدى ستين سنة كاملة حسب قوله. من ناحيته دعا الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أحمد سعدات إلى إنجاح الحوار الوطني الفلسطيني المرتقب في القاهرة وعدم العودة دون إعلان اتفاق وحدوي شامل وواضح ونهائي وملزم للجميع بما ينهي الانقسام الداخلي. ونقلت مصادر حقوقية عن سعدات المعتقل في سجن هداريم الإسرائيلي "دعوته إلى حشد كل قطاعات الشعب الفلسطيني للعمل مع كل القوى لإنهاء الانقسام ونبذ الفرقة والخلافات والعمل على استعادة وحدة الصف وعدم الرهان بانتظار نتائج الانتخابات الأميركية والإسرائيلية". وفيما وصل الرئيس الفلسطيني الاثنين إلى نيودلهي في بداية جولة تشمل كلا من الهند وسريلانكا وسوريا والإمارات العربية المتحدة حسب ما أفاد المتحدث باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة، فقد دعا رئيس وزراء حكومة تصريف الأعمال الفلسطينية سلام فياض الفصائل الفلسطينية إلى التوافق على تشكيل حكومة "توافق وطني" انتقالية من شخصيات وطنية مستقلة ذات كفاءة. وقال فياض في اجتماع الحكومة الأسبوعي في رام اللهبالضفة الغربية "إن مهمة هذه الحكومة يجب أن تكون توحيد المؤسسات الفلسطينية تمهيدا لإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية". كما دعا فياض إلى الاستعانة بالدول العربية "لمساعدتنا على إعادة بناء قدراتنا الأمنية على أسس مهنية وتوفير خدمة الأمن في قطاع غزة إلى حين استكمال بناء تلك القدرات".