وقعت قبائل حجور بمحافظة حجة أمس اتفاقاً مع الحوثيين يقضي بوقف إطلاق النار بين الجانبين وفتح الطرقات وإعادة الوضع في مديريتي كشر ومستبأ لطبيعته السابقة، وعودة المسلحين إلى مناطقهم ومحافظاتهم –في إشارة إلى المسلحين الحوثيين القادمين من محافظة صعدة. وحسب مصادر مطلعة أفادت ل"أخبار اليوم" أن الاتفاق كان جاهزاً مساء الأربعاء الماضي، إلا أن الحوثيين رفضوا التوقيع عليه حينها وبعد فشلهم في هجوم مباغت فجر أمس الخميس على القبائل التي تصدت بعنف للعدوان الحوثي وافقوا على توقيع الاتفاق. الاتفاق الذي وقع في منطقة الملاحيظ، جاء برعاية لجنة وساطة رفيعة المستوى، مكونة من الشيخ/ علي بن علي القيسي – محافظ صعدة السابق- وممثلين للمشترك هما النائب/ زيد الشامي ومحمد مسعد الرداعي ومن طرف الحوثيين يوسف الفيشي وعلي العماد، إلى جانب الأستاذ/ أحمد الكحلاني – رئيس الوحدة التنفيذية لإدارة شؤون مخيمات النازحين. وقد حصلت "أخبار اليوم" على نص بنود الاتفاق التي تضمنت: "التعايش السلمي واعتماد مبدأ الحوار في حل المشاكل على قاعدة وطن متسع للجميع وبطرق ودية والعمل سوياً للثوابت الوطنية، وتعزيز كل ما يؤدي إلى التوافق والتقارب والابتعاد عن أساليب فرض الرؤى بالغلبة أو القوة ووقف كل مظاهر التحريض وأن لكل مواطن الحق في الانتماء السياسي والفكري دون إكراه؛ باعتباره حقاً شخصياً كفله الدستور والالتزام بالأخلاق والمبادئ الإسلامية السمحة في التنافس السياسي الشريف من جميع الأطراف، إضافة إلى وقف الأعمال المسلحة والتوسع المسلح من جميع الأطراف والابتعاد عن أي أعمال استفزازية والعمل على عودة المسلحين إلى مناطقهم ومحافظاتهم حرصاً على تعزيز الأمن والسلم الاجتماعيين، وكذا تشكيل لجان ميدانية لحل أي إشكال ومعالجته بشكل فوري قبل حدوث تطورات قد تؤثر على الأمن والسلم الاجتماعيين، وتشكيل لجنة مشتركة ترعى التطبيق والالتزام بهذه البنود من الجميع ووضع الآليات لاستيعاب المعالجات وإزالة الإشكاليات أينما وجدت وحلها، كما تسعى أيضاً إلى التقريب بين وجهات النظر في إطار المبادئ الإسلامية العامة والثوابت الوطنية.. وتعمل اللجنة على وجه الخصوص فور الاتفاق على هذه البنود على الآتي: "وقف فوري لإطلاق النار وفتح الطرقات, والتفاهم مع وجهاء كشر ومستبأ وقادة الحوثيين في مستبأ لتهيئة الأجواء لعودة الأمور إلى طبيعتها وإزالة أسباب التوتر". من جانبه اعتبر الناطق الرسمي باسم قبائل حجور الشيخ/ زيد عرجاش، الاتفاق مصدر سلم وسلام في المنطقة بشكل عام، على اعتبار أنه تضمن عودة المسلحين الحوثيين إلى مناطقهم، رغم ما يعرف عن الحوثيين من عدم التزامهم بأي اتفاقات سابقة سواء بينهم والقبائل أو مع السلطة.. مستدركاً: لكننا نأمل الالتزام حقناً للدماء من الطرفين . وأضاف "عرجاش" بأن الإشكالية في وجود الميليشيات المسلحة من الحوثيين من أبناء صعدة التي حاولت اقتحام مديرية كشر بالقوة ، والحل الأمثل عودتها إلى محافظتها ومناطقها (صعدة والجوف وشهارة ورداع وغيرها) ، مؤكداً الحرص من قبلهم في حجة على ألا يتجرع أبناؤها ما ذاقه المواطنون في بعض المحافظات من تشريد وقتل ونزوح ، داعياً في الوقت ذاته الحوثيين إلى أن يعوا بأن القوة تكسر ولا تبني إن كانوا أصحاب فكر يريدون نشره وإقناع الناس به. ويأتي هذا الاتفاق بعد تدهور للوضع الإنساني في المنطقة التي نزح منها – بحسب تقارير دولية ومحلية- أكثر من ستمائة أسرة، والتي يعاني أفرادها صعوبة في توفير المواد الرئيسية للعيش، معظمهم من مديرية كشر على اعتبار أن الاشتباكات دارت فيها بصورة كبيرة.