لأنها قالت "إرحل" وجعلت من هذه الصرخة نغمة في جوالها تنشرها بين نساء القرية في مديرية كعيدنة بحجة تم الاعتداء عليها من قبل نساء يتبعن مدير مدرسة القرية بالضرب والتهجم عليها في منزلها؛ ثم زج بها في السجن بتهمة تهديد موظف عام منذ شهرين وثلاثة أيام. وخرجت أمس الأول بدرا هادي حاتم 40 عاما وهي أم لأربعة أطفال من سجن عبس وهي تصرخ فرحة : على كل الفاسدين أن يرحلوا وقالت:" الحمد لله لم يخب ظني ولم يتخل عني إخواني".. شهرين وأيام قضتها بدرا في السجن لم تثنها عن قناعتها وثوريتها وحلمها بالتغيير والعيش في بلد يسوده العدل والمساواة، رغم فراقها لأطفالها. تقول بدرا:" يوم 21 فبراير كان هو يوم ميلادي الحقيقي، وعندما رأيت علي صالح يسقط ذهب عني كل التعب النفسي والجسدي وهان في نظري فراقي لأطفالي".. وكان فريق من منظمات حقوقية وإنسانية زار بدرا في سجنها بعبس سعياً للإفراج عنها.. يقول المحامي عبد الرحمن برمان من منظمة هود للدفاع عن الحريات:" التقينا بدرا من منظمات هود والكرامة وسواسية وأخبارناها بأننا محاميون وجئنا متطوعين للدفاع عنها، فقالت لنا بأن جريمتها الوحيدة أنها قالت كلمة (إرحل)، مؤكدة أنها لم تتردد في قولها في البيت والقرية وأمام المحققين في الأمن والنيابة وستظل تقولها حتى لو وضع حبل المشنقة على رقبتها". وأوضح برمان أن بدرا تواجه تهمة الاعتداء على موظف عام، وذلك لأنها واجهت مدير المدرسة في قريتها "مناخة" بمديرية كعيدنة بأنها ستأخذ حقها منه وممن اعتدى عليها بالضرب المبرح في منزلها عندما تم الاعتداء عليها قبل أربعة أشهر لأنها تردد (إرحل). وأشار برمان إلى أن بدرا واجهت ظلماً وتعسفاً كبيرين وعدم إنصاف سواء من شيخ أو عضو مجلس نواب أو مؤسسات رسمية من أمن أو نيابة إلى آخره من مسميات لم تمنع عنها الظلم، منوهاً إلى أن نزولهم الميداني إليها جاء بعد تلقيهم بلاغات سابقة بالقضية، وكان من المفترض إجراء أول جلسة للمحكمة أمس بحسب إفادة النيابة العامة لأحد أقاربها غير أنها تأجلت. وأكد برمان بأن المنظمات ستتابع قضية بدرا حتى تنال حقها ويزاح عنها الظلم، وسينال كل من تورط فيه عقابه القانوني. وبدأت قصة "بدرا" بنغمة يرددها تلفونها السيار بعد عودتها من مركز المحافظة قبل حوالي أربعة أشهر، النغمة كانت تدعو علي صالح الرئيس السابق بالرحيل، فأدى تردد تلك النغمة إلى حدوث شجار بينها وبين قريبات لمدير مدرسة القرية والذي يعد احد النافذين فيها، وبعد معرفة ان بدرا تقوم بنشر هذه النغمة بين النساء في القرية، قام مدير المدرسة ومعه مجموعة من النساء اللاتي قمن بضربها في منزلها وبقي المدير ومن معه هم يحرسونهن من خارج المنزل. وعندما تقدمت بدرا بشكوى إلى أمن مديرية كعيدنة أتى عدد من النافذين وتدخلوا لإيقاف الدعوى على أساس أنهم سيقومون بحل المشكلة، لكنهم ظلوا فترة طويلة ولم يفعلوا شيئاً في إنصافها. وبعد ذلك ذهبت بدرا إلى مدرسة القرية وهددت مدير المدرسة بأنها ستأخذ حقها بيدها، لتنتهي قصة بدرا بتلفيق تهمة "اعتداء على موظف عام"، وتم القبض أثناء ما كانت تشتري علاج لأمها من إحدى الصيدليات من قبل أجهزة الأمن وتم التحقيق معها، ومن ثم أحيلت إلى النيابة العامة بتهمة تهديد موظف عام.