أفرجت السلطات الأمنية اليوم الاثنين عن امرأة في محافظة حجة شمال اليمن بعد شهر ونصف من سجنها بسبب ترديدها هتاف «إرحل». وعبّرت السيدة «بدرة هادي عبده حاتم» عن فرحها بإطلاق سراحها عقب اعتقالٍ دام شهراً ونصف بتهمّة «تهديد موظّف عام»، إثر مشادة كلامية بينها وبين مسؤول تربوي في قرية مناخة بمديرية كعيدنة، بسبب تردديها هتاف «إرحل». وأعربت بدرة وهي أم لثلاث بنات وابن في تصريحٍ ل«المصدر أونلاين» عبر الهاتف عقب الإفراج عنها عن شكرها وامتنانها لقدوم ممثلين لمنظمات حقوقية كان في مقدمتهم منظمتا (هود) و(الكرامة) للدفاع عنها والتضامن معها. ومن جهته قال الناشط الحقوقي عبدالرحمن برمان ممثل منظمة هود ل«المصدر أونلاين» إن النيابة كانت قد أفرجت عن المذكورة منذ أول يومٍ حبست فيه بضمانة، ولعجزها عن توفير الضمانة المطلوبة بقيت في السجن، وأن الإفراج عنها اليوم تم بضمانة تكفّل بها «فاعل خير». وأوضح أن إطلاقها تمّ بعد قرار تأجيل النظر في ملفّها المنظور لدى نيابة (عبس)، بسبب إضراب القُضاة في المنطقة، إلى أن يصدر حكمٌ في القضية المرفوعة ضدّها، وهي «قضيةٌ ظاهرها قانوني وباطنها كيدٌ سياسي» حسب قول برمان. وكشف المحامي برمان - وهو أيضاً رئيس ومؤسس منظمة سجين- عن أن السجينة المفرج عنها «تعاني من أعراض ضعف بسبب سوء ورداءة السجن الذي لا يوفّر حتى حبّة موز لنزلائه، وأن المسجونين يتلقون غذاءهم الضروري حتى الماء من حينٍ آخر من أهاليهم أو جمعيةٍ خيرية». وأبدى أسفه وألمه لما وجده ورآه من حرمانٍ للسجناء في هذه المنطقة، وطالب وزير العدل والنائب العام النظر بعين المسؤولية لرعاياهم نزلاء مثل هذه السجون. وقال أن «البطلة الثائرة» بدرة سيتم نقلها إلى صنعاء لتدخل أحد المستشفيات لتلقي العلاج اللازم للأعراض المرضية والضعف الواضح عليها، نتيجة الاعتقال المجحف وظروف السجن «اللا إنسانية». ونقل برمان عن الثائرة قولها «يوم 21 فبراير نسيت فيه حزني وآلامي من السجن والاعتقال، وفرحت فرحةً أنستني ما أنا فيه من همّ»، في إشارة إلى يوم إجراء الانتخابات الرئاسية التي اختارت عبدربه منصور هادي رئيساً لليمن وأنهت حقبة علي عبدالله صالح. وتفيد المعلومات أن بدرة كانت تحمل في تلفونها أغاني وأناشيد الثورة، فتفتحها بشكلٍ مسموع للنساء المتجمّعات على بئر القرية، وتردّد دائماً شعارات الرحيل للرئيس السابق، فاشتكت إحداهن لشقيقها الذي يعمل مديراً لمدرسة القرية فبادر بتهديد الثائرة «بدرة» وتلاسن معها، ثمّ دبّر لها شكوى كيديّة بأنها هددته، وعلى إثر ذلك تم اعتقالها من قسم شرطة كعيدنة الذي أحالها سريعاً إلى نيابة مديرية عبس، حيث صعب على أهلها متابعة قضيتها.