يشتكي كثير من الآباء والأمهات أن أطفالهم عنيدون أو يكذبون أو يلحون عليهم في بعض الأشياء أو سليطي اللسان, يتساءلون ما الذي أوصل أبناءنا إلى هذا؟ ولذلك نقول إن لم تكونوا قدوة صالحة فهذا هو السبب؛ لأن الأساليب الخاطئة في التربية تشعرهم بالنقص، حيث يرى الخبراء أن الأساليب الخاطئة التي يتعبها الأهل هي من توصل إلى هذه الأمور التي يشتكي منها الأهل.. همسة تربوية لكل إنسان شخصية تحدد من خلالها تصرفاته وانفعالاته وتفكيره وتحدد معالم هذه الشخصية من خلال عاملين أساسيين هما: الوراثة والمكتسبات الوراثية. المؤثرات التربوية والبيئية. واجبات أسرية نطرح بين أيديكم مشكلة أخرى من المشاكل المدرسية والتي تتصل اتصالاً وثيقاً بالصحة النفسية والعقلية للتلاميذ, حيث أن أغلب شكاوى المعلمين والآباء من التلاميذ تنصب على الكذب والتمرد والكسل والبذاءة في اللسان والتهور أو السرقة، وكل هذه الصفات أمثلة ونماذج للسلوك غير الاجتماعي وكلها تتصل اتصالاً وثيقاً ببعض الأمراض النفسية، وتعتبر وسائل مختلفة للتخلص من صراعه النفسي بين الرغبات الغريزية والصادرة عن اللاشعور والمعايير الأخلاقية.. وهنا يأتي دور الأسرة حيث يجب عليها أن ترتقي بقدرات الطفل أو الطالب وتهيئه لنمو سلوكي واجتماعي صحيح, كما يجب أن تحمي جهاز الضبط الاجتماعي لدى الإنسان، لأن الضمير هو أحد مكونات الجهاز النفسي للإنسان والتي يكتسبها الطفل من الضبط الأسري له منذ الصغر.. غياب دور الأسرة: عند زيارتي مع مجموعة من زميلاتي في الجامعة إلى دار التوجيه الاجتماعي " نزلاء دار الأحداث" ذهلنا من عدد الأطفال الموجودين في الدار"الجانحين" حيث اتضح أن أسباب انخراطهم في الجريمة هو عدة عوامل منها: غياب دور الأسرة: والذي يشكل أهم العوامل لأنه حينما يشعر الطفل بغياب رقابة الأهل ومتابعته وإشعاره بأنه تحت رقابتهم وسيطرتهم يجعله يتمرد على واقعه، ويكتسب صفات غير تلك التي يتمنى الأهل أن يكون عليها، وهي التي ربما توصله إلى ارتكاب الجرائم والانخراط في جماعات سيئة تكون سبب في ضياعه.. انخفاض دخل الأسرة: لعل هذا السبب تعاني منه أكثر الأسر اليمنية، والذي بسببه يلجأ الطفل إما لسلك طريق غير سوي أو لممارسة التسول الذي لا يخلو من الشبهات التي توصل الطفل إلى السجون؛ بسبب عدم إدراكه لحجم هذه الأشياء التي يقع فيها نتيجة لظروفه المادية الصعبة.. الاضطرابات في العلاقات الأسرية: كذلك تلعب الخلافات الأسرية دوراً كبيراً في حياة الطفل فكثرتها تسبب اضطراباً في شخصية الطفل وتؤثر عليها, لأن الطفل يكون بين فكي علاقة مهزوزة تفتقر للاستقرار والأمن والأمان فيكون الشعور بالضياع وعدم السعادة والراحة في ظل هذا الجو الأسري المشحون بالمشاكل هو الذي يسيطر على الطفل، فيحيده عن الصواب ويفقده الشعور بحب الأبوين ولهذا لا غرابة إذا لجأ للعنف أو غيره.. همسة أبوية سألنا أحد الآباء عن الأشياء التي يحتاجها الطفل كي ينشئ نشأة صحيحة؟ وكان أحد زملاء العمل الذي قال أن وجود الأب في حياة أبنائه وحضوره المستمر ومناقشته لهم ومتابعته لهم هو العلاج الشافي من كل المشكلات التي قد تحدث للطفل.. حقوق دينية للطفل.. جاء الإسلام الحنيف بحقوق للطفل والتي قسمت إلى قسمين وهي: حقوق قبل الولادة: وتتمثل في عدم التعدي على الجنين في القتل الخطأ أو العمد وإجهاض الجنين. نفقة المطلقة الحامل. حقوق بعد الولادة ومنها: • الشعور بالقبول. • حق الحماية والمحافظة عليه. • حق الغذاء. • حق الحضانة. • حق المأكل والمشرب والملبس من مال حلال. • حق العلاج والرعاية الصحية. • حق اللعب والترفيه"الحق البدني". • حق التعلم. • حق إبداء الرأي. • حق الميراث والتملك والوقف"الحق المالي". • العدل بين الطفل وإخوانه في العطاء والمنح. • حقه في اسم مناسب يدعى به. • حقه في الطهارة والنظافة. • حقه في الوصاية والولاية"في الأسرة البديلة". • حقه في الاحتساب. • حقه في تعلم الإسلام. حقوق دولية للطفل.. شملت الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل التي تبنتها الجمعية العامة للأمم المتحدة في20-22-1989م وفي عددها (54)مادة, نورد لكم منها المادة27 "من حقوق الطفل الحق في مستوى معيشي ملائم لنموه البدني والعقلي والروحي والمعنوي والاجتماعي والذي يقع على كاهل الوالدين.". خاتمة.. نلاحظ أن حقوق الطفل كثيرة ومتشعبة، فهل يدرك الأهل أهميتها في الحياة؟وهل يعلمون أن الإسلام الحنيف حث عليها، وطالما أنكم دعوتم الله أن يرزقكم ويهب لكم قرة أعين وذرية تنفعكم، وحينما وهبها لكم المولى تركتموها عرضة لفاقدي الضمير ولقمة سائغة للأمراض وفريسة للمشاكل والهموم"فلا تخونوا تلك الأمانة التي إءتمنكم الله عليها وتذكروا قول الرسول: من استرعى رعية ولم يحطها بالنصيحة حرم الله عليه الجنة"..