خرجت في مدينة البيضاء أمس الخميس مسيرة حاشدة نددت بمصادرة صحيفة "أخبار اليوم" وإحراقها في محافظة الضالع من قبل مجموعة ممن وصفوهم ببلاطجة الحراك المسلح, مرددة شعارات تدين الحادثة ومنها" يابلطجي صح النوم, ليش أحرقت أخبار اليوم ". وأصدر المجلس التنظيمي بمحافظة البيضاء بياناً أدان فيه الحادثة، واصفاً سلوك من قاموا بإحراقها بالسلوك غير السوي الذي لا يمت إلى الحضارة والمدنية بأي شكل من الأشكال.. واتهم المجلس بعض بقايا النظام بالوقوف وراء إحراق صحيفة "أخبار اليوم" التي أزعجت خفافيش الظلام بحقائقها وتقديمها المعلومة لقرائها على أسس مهنية صادقة. ووصف الدكتور احمد محمد المرزوقي رئيس الهيئة التنفيذية لأحزاب اللقاء المشترك بمحافظة البيضاء ذلك العمل بالتصرف الخاطئ الذي لا يخدم أي قضية, ولا يمكن أن يقوم به صاحب أي مشروع تنويري أو تصحيحي أو حتى تحريري.. وعبر المرزوقي عن إدانته للحادث، داعياً الجهات الأمنية وحكومة الوفاق ألا تقف مكتوفة الأيدي تجاه الحملة الظالمة التي تتعرض لها الصحافة والصحفيون. وفي ذات السياق أدان ملتقى شباب الثورة بالبيضاء ويافع ما تعرضت له "أخبار اليوم" في محافظة الضالع.. وقال الناطق الرسمي للملتقى عارف العمري إن عقليات الاستبداد والتسلط لازالت موجودة لدى بعض من ينسبون أنفسهم للحراك الجنوبي, وإن من يقومون بهذا العمل يشوهون وجه الحراك السلمي لأبناء الجنوب الذي شهد له الجميع بالسلمية منذ خمس سنوات. وكانت المسيرة التي شهدتها البيضاء قد طالبت بسرعة هيكلة الجيش على أسس وطنية وجعله مؤسسة وطنية تحمي الدستور والقانون، جيشاً من أجل الشعب لا من أجل الفرد وسرعة ترحيل وإقالة أقارب الرئيس السابق المتربعين على مفاصل هامة في الجيش والذين تسببوا بقتل الآلاف من أبناء الشعب اليمني الثائر حسب تعبيرهم. وتعهد المشاركون في المسيرة بالاستمرار بتصعيدهم الثوري والزخم الشعبي حتى تحقيق كامل الأهداف التي خرج الشباب من أجلها وضحى الشهداء بدمائهم الزكية في سبيلها. وردد المشاركون العديد من الهتافات منها (يا عبدربه منصور نشتي جيش يحمي الدستور - الهيكلة مفروضة والعائلة مرفوضة - يا هادى أين الإقالة) عبروا من خلالها عن مطالبهم. وتحركت المسيرة الحاشدة من ساحة أبناء الثوار لتجوب الشارع الرئيسي وصولاً إلى أمام مدخل المجمع الحكومي ثم العودة إلى الساحة.. وقبيل انطلاقة المسيرة أكد رئيس المجلس التنظيمي على ضرورة المشاركة الفاعلة في صناعة التغيير الذي ينشده اليمنيون وما أكدوه في 21فبراير من رغبة كبيرة في التغيير وصولاً إلى رؤية الدولة اليمنية المدنية الحديثة التي يرتجيها كافة أبناء الشعب اليمني، مطالباً بسرعة إطلاق سراح المعتقلين من أبناء البيضاء. وعلى صعيد منفصل عاود أهالي المعتصمين وللمرة الثانية يوم أمس نصب خيامهم أمام مبنى إدارة أمن محافظة البيضاء، مطالبين بسرعة الإفراج عن المعتقلين وإحالة من تم إدانتهم إلى القضاء. وقد خرج أهالي المعتقلين في مسيرة جابت شوارع مدينة البيضاء تطالب بسرعة الإفراج عن المعتقلين, وذكر أحد أهالي المعتقلين ل" أخبار اليوم " أن المعتقلين لم يعودوا موجودين في البيضاء وأنه تم نقلهم إلى مكان مجهول. وقد أصدر المجلس التنظيمي يوم أمس بياناً طالب فيه بسرعة الإفراج عن جميع مختطفي الثورة الشبابية الشعبية وكذلك المختطفين من منتسبي الوحدات العسكرية والأمنية, وكذلك المعتقلين من أبناء مدينة البيضاء دون وجه حق. وأصدر المجلس الأهلي بالبيضاء بياناً موازياً أدان فيه الأعمال المخالفة للقانون, موضحاً أن ما قام به الحرس الجمهوري مخالف للقانون رقم " 12" لسنة 1995م, والذي ينص على عدم القبض على أي مواطن أو تقييد حريته إلا بإذن قضائي. ورفض المجلس الأهلي أي أعمال تستهدف المدنيين أو العسكريين أو تهدد السلم الاجتماعي, وطالب في ذات الوقت اللجنة الأمنية بالمحافظة تحديد موقف واضح تجاه ماوصفها البيان بالأعمال الهمجية. ودعا البيان الذي تلاه عبدالله عبدالاه الوهبي مشائخ وقبائل ووجهاء ومسؤلي محافظة البيضاء للوقوف صفاً واحداً نصرة للمظلومين, وذلك عبر الطرق القانونية والوسائل السلمية. وكانت مجموعة " العناكب " وهي مجموعة متخصصة تتبع قوات مكافحة الإرهاب قد شنت أواخر فبراير الماضي حملة مداهمات وتم اعتقال 21 شخصاً على خلفية مقتل رؤساء اللجنة الإشرافية والأمنية والفنية بالمحافظة وثلاثة من مرافقيهم.