استقبلت الحائزة على جائزة نوبل للسلام 2011م الناشطة/ توكل كرمان في خيمتها بساحة التغيير الوزير الهولندي للشؤون الأوروبية والتعاون الدولي السيد/ بين كابن، أمس الأول وبحضور عدد من شباب الثورة الشبابية الشعبية. وتطرق اللقاء إلى العديد من القضايا، كما تم مناقشة قضية المصالحة الوطنية وقانون العدالة الانتقالية والحوار الوطني. وأوضحت كرمان - في مؤتمر صحفي مشترك مع الوزير الهولندي للشؤون الأوروبية والتعاون الدولي- أن اللقاء ناقش عدة قضايا، حيث ركز على العدالة الانتقالية وضرورة إشراك المرأة في المرحلة الانتقالية وبناء الدولة. وأكدت "توكل" على ضرورة احتواء قانون العدالة الانتقالية على حق الضحايا في معرفة الحقيقة واعتراف الجناة بالجرم وطلب العفو وحق من لا يرغب بالعفو في مساءلة الجناة ومحاكمتهم, مشددة على ضرورة مغادرة الوظيفة العامة كل من شملهم قانون العدالة الانتقالية، بالإضافة إلى تعويض وتكريم الضحايا. وقالت إننا سنعمل على تشجيع الضحايا على العفو والتسامح, مستدركة للأسف الشديد أن صالح وأقاربه غير راضيين بأن يسود العفو والتسامح والدليل ظهور صالح قبل يومين في خطاب انتقامي والذي من خلاله وصف الضحايا والشهداء بالبلاطجة، كما لا زال صالح حتى الآن يحرض الناس على العنف, مشيرة إلى أنه في حال بقاء صالح في ممارسة هذا النوع من الاستفزاز، فإنه من الصعب أن تمر المرحلة الانتقالية بسلام. وشددت على ضرورة منع صالح وأقاربه وجميع من شملهم قانون العدالة الانتقالية من مزاولة أي عمل سياسي وأي منصب عسكري أو أمني ومدني في الدولة. وقالت إن المرأة لعبت دور القائد في الثورة الشبابية الشعبية, مؤكدة على ضرورة إشراكها في صياغة الدستور لضمان الحصول على كافة حقوقها. كما أكدت توكل على استمرار بقاء الشباب في الساحات والميادين حتى تحقق كافة أهداف الثورة الشبابية الشعبية. من جانبه عبر الوزير الهولندي للشؤون الأوروبية والتعاون الدولي السيد/ بين كابن عن سعادته بلقاء السيدة توكل كرمان وشباب الثورة داخل ساحة التغيير قائلاً "أنا سعيد جداً أن أكون في هذا القصر الرمزي للحرية". وأشار الوزير إلى أن هولندا لديها مؤسسات وأنها على استعدد للمساهمة على تقديم الدعم لليمن في كثير من الجوانب التنموية والحقوقية وفي مقدمتها ما يخص قانون العدالة الانتقالية ودعم المرأة . وقال إن هناك نموذجين للمصالحة يعملان بهما في الدول الأول الملاحقة والمحاكمة والثاني العفو والتسامح, منوهاً إلى أنه من الصعب أن يكون هناك مصالحة في جرائم ارتقت إلى مستوى المجازر ضد الإنسانية، مشيراً إلى أنه من الصعب تحقيق المصالحة في ظل بقاء بعض العناصر المتهمة بارتكاب جرائم بالاحتفاظ بالسلطة وهو الأمر الحاصل بالنسبة لليمن. من جهة أخرى تلقت الحائزة على جائزة نوبل للسلام السيدة/ توكل كرمان اتصالاً هاتفياً من السيد/ وليام هج - وزير الخارجية البريطاني- بحث المستجدات الراهنة على الساحة اليمنية أمس الأول, وأكد هيج في اتصاله وقوف بريطانيا إلى جانب اليمن للخروج من الوضع الحالي. وعبرت توكل عن شكرها وتقديرها للحكومة البريطانية, كما أكدت على ضرورة إشراك الشباب في عملية الحوار وإشراكهم في صياغة الدستور, مشددة على أهمية حل القضية الجنوبية وقضية صعدة وحل المشاكل الاقتصادية. وقالت إن اليمن الآن في وضع أفضل بعد رحيل صالح عن الحكم, داعية بريطانيا إلى زيادة تقديم الدعم لليمن والعمل سوياً من أجل تعزيز المصالحة وإنجاح الحوار. من جانبه أكد وزير خارجية بريطانيا وليام هيج على ضرورة أن تخضع الأجهزة العسكرية والأمنية للسلطة السياسية. وقال إن بلاده مهتمة بالقضية اليمنية, وشدد هيج على ضرورة إجراء عملية الحوار الوطني مع كافة القوى السياسية.