- أبي :أريد أن أراه؟ حسنا عزيزتي - اذهبي إلى العمل وأنا سأخذك إليه قريباً حسنا أبي. مضت إلى ذلك الوادي لكي تقوم بعملها اليومي ترعى الأغنام تطعم الدجاج، ومن ثم تعود بالحطب على كتفيها فهي وحيدة أبيها بعد أن توفت أمها وهي تلد بها ومنذ أن كبرت سمعت حكايات عن البحر وعن جماله الأخاذ ومنذ ذلك الوقت وهي تريد أن تذهب، منذ أن كانت في السابعة وهي الآن قد أكملت العاشرة من عمرها، وأثناء ذهابها إلى الوادي ذات يوم لقيت رفيقتها وأخبرتها بأنها ذهبت إلى المدينة وأنها رأت البحر وبدأت توصف لها جماله وعظمته فغضبت منها وجعلتها تتحدث حتى انصرفت عنها، وعندما عادت إلى المنزل قالت لأبيها: - متى تأخذني إليه؟ - أتقصدين البحر؟ - نعم أريد أن أراه عزيزتي إنني لا أملك مالاً كافياً لآخذك إليه ولكن إذا جمعنا هذا العام مالاً جيداً من المحصول أعدك،بأنني سآخذك .. حسنا أبي. مر العام وجمع المحصول ولحسن الحظ أن أسعار المحاصيل ازدادت، ففرحت الفتاة كثيراً وبدأت تستعد للذهاب إلى البحر، وقالت لأبيها:.. - أبي لقد جمعنا المال الكثير لنذهب إلى البحر أريد أن أذهب إليه، أريد أن أراه.. حسنا عزيزتي سنذهب إليه. فرحت فرحاً كبيراً ولم تسعها الفرحة ، وأخبرت جميع رفاقها وصديقاتها من في القرية ،ودعت الوادي بابتسامة قائلة ،سأعود إليك إذا أراد البحر ،استغرب أبيها من عبارتها فلم يخبرها عن قصدها ،أخذها من يدها وصعدا السيارة وفي الطريق كانت تنظر للأشجار و الأزهار وهي لم تصدق بعد أن حلمها آن له أن يتحقق وعيناها تلمع وتدمع فرحة للقاء البحر ،حتى وصلا للمدينة، رأت البحر من بعيد، توقفت السيارة، قال لها أبوها لن نقترب إليه كثيراً يا ابنتي إن الأمواج عالية كما يقول الناس، صمت أذنيها ولم تسمع حديث أبيها كل ما قالته له دعني ارحل إليه، مشت حتى غرست قدماها برملة، أخذت قليلاً من الرمل قبلته،ومشت مسرعة قدماً نحوه حتى عانقتها أمواجه، حاول الأب اللحاق بها ليأخذها ولكن قد سبقه البحر وأخذها منه. ..