قال مدير عام مكتب الأوقاف والإرشاد بمحافظة المحويت/عبدالله عبدالكريم الفضيل: إن لصوص مجهولين تمكنوا قبل فجر أمس الأربعاء, من سرقة 12 مصحفاً ثميناً من المصاحف الأثرية التقليدية وعدد من المخطوطات الأثرية المحفوظة في "جامع ماسية" أكبر المساجد في مدينة المحويت, بعد أن هشموا نافذة صغيرة من الألمنيوم في الواجهة الشرقية للمبنى, تسللوا منها إلى خزينة المصاحف المقفلة بداخل الجامع.. وحمل الفضيل في تصريح ل"أخبار اليوم" السلطات الأمنية في المحافظة مسؤولية حماية المساجد وبيوت الله, مطالباً إياها تعقب من اقترفوا هذا الجرم الكبير وتقديمهم للمحاكمة, مبيناً أن عديد مذكرات رفعها مكتب الأوقاف بالمحافظة, أمس الخميس, إلى كل من وزيري الأوقاف والإرشاد, والداخلية, ومدير أمن المحافظة, والمباحث الجنائية, أبلغهم بوقوع حادثة سرقة نحو 12 مصحفاً ذات قيمة مادية وإرث حضاري كبير, من بينها مصحف كبير يراوح عمره ما بين 250 إلى 300 سنة, ومصحفان متوسطا الحجم, والبقية من المصاحف الأثرية الصغيرة, التي ينتفع الناس بها في قراءة كتاب الله, ويحتفظ بها منذ قرون في الجامع الأكبر في مدينة المحويت, عاصمة المحافظة.. وشدد الفضيل على أهمية هذه المصاحف وقيمتها الحضارية والدينية, باعتبارها من المصاحف المجلدة والمهمة, إذ توثق براعة اليمنيين في حفظ وكتابة وتجليد واقتناء المصاحف. وأوضح مدير أوقاف المحويت أن الحادثة تؤكد أن اللصوص يعرفون مداخل الجامع ومخارجه وعلى علم مسبق بمحتويات الصناديق الجدارية الخازنة التي تقفل كل مساء. وكانت إدارة المباحث الجنائية بالمحافظة, باشرت صباح أمس الأربعاء, النزول إلى جامع ماسيه للمعاينة وجمع الأدلة والتحقيقات الأولية,بعد تلقيها بلاغ الأوقاف وقيم الجامع "إبراهيم أبو زاهر" بعملية السرقة, وما تزال الإجراءات الأمنية تتواصل حتى هذه اللحظة. يشار إلى أن المصاحف الأثرية المسروقة تعد من المحفوظات والشواهد الأثرية النادرة والقيمة في محافظة المحويت, التي تحتفظ كثير من مساجدها القديمة والتاريخية بمثل هذه المصاحف الثمينة بوصفها مكنوزات وإرثاً يعطي للمعالم والمساجد الدينية قيمتها الحضارية وميزات الحفاظ على موروثات الآباء والأجداد، كما أن هذا النوع من المصاحف والمقتنيات النادرة ذات الخصوصية الدينية والإبداعية, موثق ومحصور لدى مكتب الأوقاف والسلطة المحلية, ما يعني أن سرقتها يندرج في إطار الاعتداء على حضارة شعب وموروث أمة. ويعد جامع ماسيه, من أبرز معالم المحويت, الدينية والأثرية, تقول مصادر التاريخ إن عمرانه تم في العام الألف للهجرة, وما يزال حياً يبعث الحياة والضوء إلى متراميات المكان, لكن مؤخراً جداً, قام من لا يقدرون قيمة الموروث بإضفاء نوافذ من الألمنيوم, بعد تهدم النوافذ الخشبية الأصل, الأمر يثير الاستغراب, في ظل صمت غير من مبرر من سلطات محلية وجهات جدير بها أن توقف هذا العبث العمراني.