تتذكر الأجيال السابقة بفخر كيف أنها كانت تتسابق على حجز إمكانها على صبة مدرجات ملعب الشهيد الحبيشي بعدن من أجل متابعة، وتشجيع فرقها الكروية بذوق قل نظيره، وتعصب لا يفسد للود قضية، وحب لا يمحوه إلا الحب للرياضة بشكل عام. الله على زمان.. ورجال زمان.. كانت الرياضة نظيفة وأهلها نُظاف في النادي والملعب والمدرجات وحتى في مقاهي المكارحة والنقاشات الحناني طناني، وأركان المناجمات تحت الكانبات إلى بعد منتصف الليل.. زمان رياضة بجد حبا للرياضة وعشقا للإبداع وكل واحد من كسيه، وكما قيل واجب على من عشق يطحن. أما رياضة اليوم فعليه العوض ومنه العوض!!.. الأخلاق ولَّت والرياضة انتهت والحب هرب بعد أن استوطن ساحتنا الرياضة الجشع والولع بالمال والهبر والسرقة والفساد.. حال خاصة أصابت الرياضة مثلما أصاب البلاد مثلها من فساد وإفساد بلغت مداها في أخلاق قلة من الناس تحولت إلى بلاطجة في الشارع والمرفق والنادي وملعب المباراة. وكما نعلم ليس هناك فاسد من غير عامل مؤثر على الإفساد.. هذا ما حدث لنفر قليل من جمهور كرة القدم في مدرجات الأندية العدنية التي علمت الناس أصول التشجيع، ويريد نفر من المرتزقة تحويلها اليوم إلى أوكار لعصابات صغيرة أدمنة الاسترزاق باسم التشجيع. وإذا كان هناك من الإداريين الفاسدين الذي أرادوا صنع إنجازات وهمية، وحاول شراء كل شيء في الرياضة بالمال حتى الجمهور، فإن جمهور عدن أكبر من أن يشتريه فاسد أو تختطف فلوس نهبها بلطجي ليلمع بها صورته في ساحات التنافس مستغلا بها حاجات الناس. نكتب هذا، ونحن نستنكر ما حدث في بعض ملاعب عدن مؤخرا من قبل قلة مسيئة من شيء يندى له الجبين، وترفضه بل وتلفضه رياضة عدن بعراقتها وتاريخا، ويجب أن لا يستمر لأن عدن هي من عملت الناس كل شيء في الرياضة وغير الرياضة، وسيكون من العيب أن يتحول نفر من مشجعي فرقها إلى بلاطجة يعملون بالدفع المسبق!. هانحن نكتفي بالتلميح قبل أن نضطر إلى التصريح.. فمازال ظن الجميع بجمهور عدن هو الخير لأنهم أهل الخير، وستظل عدن ورياضتنا وجمهورها مدرسة للأخلاق، فلا تفسدوها بدراهم معدودة كان يقدمها من لا يملك لمن لا يستحق لتحقيق أهداف أضرت برياضة عدن التي أن لها أن تتعافى وتعود إلى رياديتها في جو من النقاء بعيدا عن أي ملوث أو مفسد مهما كان نوعه أو مصدره.