يعيش أربعة أطفال أشقاء بمأساة إنسانية بالغة، إذ يعانون منذ سنوات من إعاقة ذهنية جعلتهم حبيسي جدران منزلهم، لا يستطيعون الحركة والمشي، في ظل وضع معيشي صعب يعيشونه مع والدهم، عائلهم الوحيد، الذي لا يجد ما يقدمه لعلاجهم. وتتجلى معاناة الأطفال وأسرتهم المكونة من (ولدين وبنتين، وأب وأم)، حيث يتكدسون جميعهم في غرفة واحدة في قلب العاصمة صنعاء – شارع الجزائر، استأجرها والدهم مضطراً للسكن فيها حتى يكون قريباً من مركز طبي يتلقى فيها أطفاله علاجاً طبيعياً، أقره الأطباء لهم وبصورة مستمرة حتى شفاءهم. وفي ذات الغرفة التي زرتهم فيها وجدت أن معاناة هذه الأسرة تراكمت بصورة مأساوية، فهم يعيشون بغرفة ضيقة، هي كل سكنهم، وفي إحدى زواياها تطبخ والدتهم الطعام، كما ان الفراش غير كافياً، فضلاً عن انقطاع الماء عنهم، مما يضطر الأب لجلب الماء من المساجد القريبة.. ويقول الأب علي محمد صالح المضباعة: "إنه وبعد معاناة لسنوات مع مرض أبناءه وإعاقتهم، اضطر أن يأتي إلى العاصمة صنعاء من منطقته بمحافظة إب لعلاجهم، حيث يعاني 3 من أبناءه (ابنتين 5 و9 سنوات، وولد 6 سنوات) بإعاقة ذهنية شديدة جعلتهم طريحي الفراش، إضافةً إلى نجله الأكبر- 20 عاماً يعاني من عدم القدرة على النطق والسمع(أصم وأبكم). ويضيف: حاولنا علاجهم عن طريق صندوق رعاية المعاقين، لكن لم يتم من قبلهم شيء يذكر، عدا إصدارهم قرارات طبية تشخص حالاتهم.. وأقر الأطباء إجراء علاجات طبيعية لثلاثة منهم، فيما أقروا لنجله الأكبر استعمال سماعة أذن". يضيف الأب: اضطررت أن آتي للسكن هنا بشارع الجزائر حتى أكون قريباً من مقر جمعية التحدي للمعاقين، حيث يتم علاجهم فيها.. ورغم قرب المكان كما يقول، إلا أنه يعاني أشد المعاناة بنقل أطفاله على ظهره إلى الجمعية بصورة شبه يومية.. ولو وجدت "عربات نقل" حسب تقارير الأطباء لخففت عنه المعاناة. كما أن معاناة الأب ليست مقتصرة على نقل أطفاله إلى المركز الطبي، بل تضاف إليها معاناة أخرى أكبر.. فالأطباء حسب التقارير (حصلت الصحيفة على نسخ منها) أقروا لهم استعمال أدوية بصورة مستمرة تقدر قيمتها بمبلغ 50 ألف ريال شهرياً.. وليس ذلك فحسب، فالابن الأكبر" بحاجة إلى سماعة تقدر قيمتها ب700 دولار.. ومبالغ مثل هذه لا يستطيع الأب توفير أي شيء منها، فهو كما يقول: والله وأنا بهذا الشهر الفضيل أني اشتري يومياً حفاظات ب500 ريال.. فضلاً عن مصاريف الأطفال من طعام وغيره.. وهو - حسب قوله- جندي متقاعد راتبه لا يفي احتياجاتهم الأساسية. ويتمنى علي المضباعة وهو يرى المعاناة بعد عيشته وأطفاله بصنعاء أن يجد أي فرصة عمل، حتى حارس عمارة يستطيع أن يفي بمصاريف أطفاله وإيجار الغرفة، فيما علاجهم فيقف حائراً عاجزاً.. وخلاصة ما يتمناه والد الأطفال: أن يجد سكناً أوسع من الغرفة الضيقة، حتى يستكمل علاج أبناءه وشفاءهم من معاناة الإعاقة.. وشراء سماعة أذن لنجله الأكبر "الأصم والأبكم".. وكذا توفير عربات نقل لأطفاله المعاقين حتى يخففوا عنه معاناة نقلهم لتلقي العلاج على ظهره، كما يتمنى توفير الأدوية باهظة الثمن والتي يحتاجها أبناءه بصورة مستمرة حتى شفاءهم.. حتى يخرج من معاناته، وينتشل أبناءه من الإعاقة التي رزحت على أجسادهم لسنوات، ويصبحون كبقية أقرانهم الأطفال يخرجون ويمشون ويلعبون ويتعلمون. ويأمل علي محمد المضباعة من فاعلي الخير والميسورين مساعدته في معاناته الرازحة عليه وأسرته لسنوات.. لزيارة الأسرة المغلوبة على أمرها بشارع الجزائر بالعاصمة صنعاء، أو الاتصال على الأرقام التالية: (714244263 أو 770384569).