قام وفد حقوقي بزيارة مديرية بيت الفقيه للتضامن مع أبناء قبيلة الزرانيق ضد التهديد الذي أطلقه ضدهم محافظ الحديدة على إثر مطالبتهم بحقهم في الحصول على خدمة الكهرباء التي تمر خطوطها بقراهم التي تغرق في الظلام وتشتوي بالحرارة. وكان شيخ قبيلة الزرانيق يحيى محمد منصر قد نجا من الموت بأعجوبة بعد تعرضه لغازات مسيلة للدموع أعقبها وابل من الرصاص من أسلحة متفرقة أثناء حضوره إلى سوق المنصورية المكتظ وذلك بدعوة من قائد حملة أمنية أرسلها المحافظ لأجل النظر في خلافٍ جرى بين مواطنين من قبيلته وحملةٍ أمنيةٍ أرسلت أصلاً لمديرية المنصورية أطلقها عليه قوات من الأمن المركزي مساء الإثنين أثناء عودته من مهرجان احتفائي بذكرى تأسيس حزب التجمع اليمني للإصلاح الذي يشغل فيه منصب الأمين العام المساعد في محافظة الحديدة، وقتل مواطن بنيران قوات الأمن كان ماراً بالصدفة على دراجته النارية. وقال الشيخ يحيى منصر عضو المجلس الوطني لقوى الثورة والنائب البرلماني السابق أنه تعرض لاعتداء غير مبرر بإطلاق النار عليه من أسلحة متفرقة واستخدام أدوات مكافحة الشغب في الوقت الذي لم يكن فيه أي أحداث شغب أو تجمهر.. مضيفاً "كل ما في الأمر أن مدير أمن مديرية المنصورية قام بتضليل المحافظ ونفذ حملة عسكرية على منطقة سوق خارج نطاق اختصاصه، وحين طالبناه بتنفيذ توجيهات المحافظ بإطلاق سراح المواطنين الذين اعتقلهم دون وجه حق أبدى رغبته في المماطلة وقال:"بانطلقهم بعدين" على الرغم من أن بعضهم كان يعاني من جراح من آثار الاعتداء عليهم بالهراوات بينما كانوا آمنين يمارسون حياتهم اليومية في سوقهم. وأكد منصر أن ما تتعرض له قبيلته هو عقاب سياسي لها على موقفها المؤيد للثورة، موضحاً أنهم تعرضوا يوم الاثنين للاعتداء والتنكيل بينما هددهم المحافظ بالدبابات في اليوم التالي. وفي اللقاء التضامني الذي حضره عدد من وجهاء المديريات المجاورة وقيادات عسكرية وسياسية أشاد المحامي عبد الرحمن برمان بالدور التاريخي لأبناء قبيلة الزرانيق في مناصرة الثورة ودورهم في مواجهة الأحداث التاريخية التي مرت بها اليمن وكان لهم الدور الهام في صناعتها. وقال برمان إنه على الرغم من أن أبناء تهامة لم يغيبوا عن أي مشهد وطني لكن مكانتهم تتعرض للتهميش والإلغاء. وقال المحامي علي هزازي إن على أبناء تهامة أن يفرضوا قضيتهم العادلة على مؤتمر الحوار الوطني في سبيل إيجاد حلول جذرية ومرضية تعيد الاعتبار لأبناء تهامة ودورهم التاريخي وإعادة بناء الإنسان واسترداد التاريخ . بدوره استغرب الصحفي وديع عطا ما وصفه بالصمت المُعيب الذي يلاقيه حدث بمثل هذه البشاعة من اعتداء على مواطنين أبرياء عزّل، ومحاولة اغتيال قائد بحجم الشيخ يحيى منصر وتهديده بقمع أبناء منطقته بالدبابات بدلاً من توفير الخدمات التي يحتاجون إليها. وقال عطا: لا أتخيل أن يمر هذا الاعتداء المُتسلسل دون موقف رسميٍ من اللقاء المشترك الذي ينتمي منصر لأقوى أحزابه، وكذلك للجنة التحضيرية للحوار الوطني والمجلس الوطني لقوى الثورة اللذان ينتمي إليهما. ودعا أبناء تهامة لعدم التنازل عن أيٍ من حقوقهم بكل الوسائل ومقابلة التجاهل الرسمي لمطالبهم ومعاناتهم بمختلف أنواع التصعيد المؤثر، لاسيما وقد طوت ثورة التغيير عهد الظلم والقهر والاضطهاد الذي ألحقه نظام صالح الفاسد بكل أبناء اليمن. يشار إلى أن الزرانيق فوجئوا الاثنين 24 سبتمبر الجاري بحملةٍ تتألف من سبعة أطقم من قوات مكافحة الشغب، بادروا مباشرةً بإطلاق مختلف أنواع القنابل والقذائف المسيلة للدموع، مما أسفر عن مقتل مواطنٍ بشكلٍ وحشي وبشع، الأمر الذي يفرض التساؤل عن المسؤولية الأخلاقية والقانونية التي تقع على مدير الأمن الجديد ومحافظ المحافظة الذي قال حينها للشيخ إن الحملة الأمنية كانت مرسلة لإنهاء حالة قطع طريق جرت في المنصورية.