سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الجمحي يعتبر خطاب الشهري جرس إنذار لتحركات قاعدية قادمة ويحذر من الاستهانة بالقاعدة وصف الحديث عن الرقابة الأمنية في المساجد والمنتزهات مغالطة وخلط للأوراق يخدم الإرهاب..
ربط الباحث المتخصص في شؤون الجماعات الإرهابية/ سعيد عبيد الجمحي بين التحركات الأخيرة لتنظيم القاعدة وبين خطاب "أحداث وعبر" للرجل الثاني في القاعدة في جزيرة العرب السعودي/ سعيد الشهري الذي نفى في تسجيل صوتي له بثته القاعدة أمس الأول على مواقع الانترنت نبأ مقتله وفسر انسحاب عناصرهم المسلحة من أبين وشبوة وعزان، من ضروريات الصراع، ومراحل حرب العصابات والكر والفر. وقال الشهري إن الحرب بين تنظيم القاعدة و«أنصار الديمقراطية الظالمة» مستمرة «بتكتيك حرب الاستنزاف. وكانت مصادر" أخبار اليوم" أفادت بأن العشرات من عناصر القاعدة شوهدت وهي تتدفق على الشريط الساحلي الممتد من المديريات الشرقية لمحافظة أبين والتمركز في الجبال الواقعة شمال مدينة شقرة. واعتبر الجمحي في تصريح ل "أخبار اليوم" خطاب الشهري أمس الأول جرس إنذار لتحركات قاعدية ستلي هذا الخطاب وقال: "القاعدة تتحدث ثم تتحرك على الأرض"، محذراً في هذا السياق من الاستهانة بالقاعدة وإن كانت في حالة ركاكة وضعف فهذا لا يعني أنها انتهت ولم يعد لها خلايا نائمة. ونوه إلى أن مشهد القاعدة في حالة ضعف وركاكة، مستدركاً بأن القاعدة تستمد قوتها حالما يستضعفها الآخرون وعند المبالغة بهزيمتها فعندما تدعي القيادة السياسية نجاحاً على الأرض وأن القاعدة تكاد تنتهي فتفاجئنا القاعدة بعمليات إرهابية نوعية لتستفيد بأنها تستطيع ذلك وهي في حالة انهيار عزيمتها فكيف إذا كانت في مرحلة قوة.. وقال إن حديث الداخلية عن تشديد الحراسة والاستعدادات الأمنية في المدن خلال إجازة عيد الأضحى يفسر أن هناك استشعاراً لخطورة القاعدة. ووصف حديث الداخلية عن الرقابة الأمنية في المساجد والمنتزهات والأماكن العامة فيه نوع من المغالطة, كون القاعدة لم يسبق لها أن ذهبت إلى المساجد والأماكن العامة، لافتاً إلى أن خلط الأوراق يصب بصالح التنظيم الإرهابي. وطالب عبيد الجمحي في هذا السياق التعامل مع القاعدة بصراحة وبعيداً عن خلط الأوراق، كون القاعدة تستهدف الجيش والأمن ولا داعي لتخويف الناس من ممارسة طقوس الفرحة بعيد الأضحى المقبل. وحول وصف القيادي في القاعدة/ سعيد الشهري مقتله ب«شائعة» فسرها "للتغطية" (على) قتلى المسلمين الأبرياء العزل في اليمن الذين قتلوا بقصف الطائرات بدون طيار الأميركية، اعتبر الجحمي ذلك نوعاً من الدعايا والتحريض، وكأن الحكومة تعمدت إشاعة نبأ مقتل الشهري للتغطية عما تقوم به من جرائم. وقال إن القاعدة مهما كانت عملياتها نوعية باستهداف شخصية أو قائد عسكري مهم إلا أن تحركاتها على الأرض ضعفت وليست على ما كانت عليه في المستوى السابق؛ حيث لم يعد بمقدورها أن تقوم بمواجهات كما كانت في السابق وتهديدها أصبح أقل حدة من ذي قبل. وقال بأن القاعدة تلجأ إلى نوع من الدعايا الاستقطابية باستعطاف الآخرين وتفسير ما يجري هو حرب بين طرفين؛ بين الحق والباطل "أنصار الشريعة" وبين أنصار الديمقراطية الظالمة حد تصنيف القاعدة، التي تزعم بان الحكومة اليمنية ما هي إلا وسيلة لتنفيذ المخططات الأميركية وغاراتها وهو خطاب يستفز المسلمين ويهدف لدغدغة عواطف الناس واستقطاب الشباب الذين قد نجد بينهم ممن لا يدركون حقيقة هذا الصراع من يرى هذا التفسير المزعوم مقبولاً. وأضاف إن القاعدة تتخذ من الجانب الإعلامي الدعائي النفسي وسيلة للتمدد وتحقيق انتصارات إعلامية أكثر مما تستطيع تحقيقه على الأرض. ويرى سعيد عبيد الجمحي أن لجوء القاعدة للطرق النفسية سبب للانتشار فهذا يعني أن هناك انحساراً لها وهزيمة على الجانب الميداني. وقال الخبير والباحث في شؤون الإرهاب أنه بدا واضحاً لجوء القاعدة إلى تكتيك إعلامي يركز على الجانب النفسي والدعائي، حيث كانت القاعدة في السابق تبادر بالاعتراف وإعلان مقتل قياداتها وعدد من عناصرها القتلى، إلا أنها الآن ترجئ خبر مقتلهم أو نجاتهم وذلك الجانب نفسي وإعلاني دعائي مثلما هو الحال في تأخيرها إعلان نجاة القيادي سعيد الشهري. وفسر الجحمي تأخير القاعدة لنبأ نجاة الشهري بفرض التأكيد أن خصومها يخطئون في تقديراتهم. ونوه بأن جدية الرئيس هادي في حرب القاعدة حققت نجاحات حقيقة جعلت التنظيم الإرهابي يتوجع، خاصة بعد أن انكتمت أنفاس القاعدة وأننا لا نجزم بالقول وأنها أوشكت على النهاية، فهذا يعد مبالغة، غير أن مقارنة الواقع الحركي والعملي للقاعدة حالياً وخطاباتها أضعف بكثير مقارنة بالسابق، حيث كان يرفرف نظام صالح بأن القاعدة هلكت فتنشط بعد ذلك.